انتهى شهر رمضان الكريم ليظهر هلال شوال معلنا قدوم عيد الفطر، حيث تصدح المآذن بأصوات التكبيرات، التي تطرب لها الأذان في كل مكان. لتعطي العيد نكهته المميزة، الذي قام بانتظاره جميع المسلمين والمسلمات على وجه الأرض. سواءً أكانوا عربًا أم أعاجم بعد أن قضوا شهرًا كاملًا من الصيام والتقوى والتقرب إلى الله تعالى. أما في السودان شأنه كشأن جميع الدول الإسلامية، فعيد الفطر هو أول أعيادهم الإسلامية. حيث يعتبرونه درسًا دينيًا عظيمًا لتسموا به النفوس إلى خالقها، فينتشر جو البهجة والسرور ويعم أرض السودان. فما هو موعد عيد الفطر في السودان؟ هذا ما سنتعرف عليه في سطورنا التالية.
موعد عيد الفطر في السودان 2025
ينتظر معظم السودانيون علماء الدين لديهم، ليترقبوا ظهور هلال شهر شوال في السودان لسنة 2025. حيث من المتوقع أن يكون الموافق ليوم الثلاثاء 13 من شهر مايو الميلادي. والذي يوافق الأول من شهر شوال 1446 هجري.
لتبدأ مراسم وطقوس العيد بالذهاب إلى الجوامع والساحات الواسعة. وذلك لتأدية صلاة العيد عقب شروق الشمس بالمشاركة مع جموع المصلين الذين أتوا من كل بيت ليتقربوا من الله عز وجل في هذا اليوم.
عيد الفطر في السودان
تنطلق شعائر الاحتفال بعيد الفطر في السودان منذ شروق الشمس، حيث يتلمس كل من يأتي إلى هذا البلد بقدوم العيد، فترى الشوارع المزينة والبيوت المعطرة بروائح التيمان المخلوطة مع روائح الحلويات التي أبت إلا أن تعشعش داخل كل بيت. يبدأ التجهيز للعيد عند معظم السودانيون قبل بضعة أيام. حيث ترى أغلب النساء منهمكة بتنظيف البيت وترتيب أثاثه بطريقة قد غلب عليها الطابع الابتهاجي. بالإضافة إلى منظر صواني الخبيز والكعك لمحمولة على رؤوس الأطفال والنساء ليذهبوا بها إلى الخباز لتحضير أشهى أنواع الحلويات.
أجواء العيد في السودان
بعد الانتهاء من صلاة العيد تبدأ الاحتفالات متمثلة بتبادل التهاني والتبريكات بين الأهالي والأقارب وتوزيع الحلوى والكعك التي تملأ جيوب الأطفال كعيدية تقليدية وخصوصًا التمر، ومن ثم يتم إعطاء كل شخص ثلاث أو خمس حبات منه عن الحبيب المصطفى، وهو تراث تمسك به السودانيون حتى يومنا هذا.
ويطلق الأطفال الأعيرة النارية في الهواء، ويسيرون في نوبات سميت طارات الذكر. أما بالنسبة للنساء والرجال الذين قد بدت عليهم ملامح البهجة، من خلال تزينهم بأجمل ما لديهم من ثياب وعطورات، فيتم دعوتهم إلى أداء طقوس الرقصات الشعبية. مثل: الطمبور، والمردوم، والنقارة، وهي تمثل التراث السوداني. وفي العيد يسمح للفتاة بأن تحتفل بالشبال، حيث تلقي بضفائر شعرها وتسند رأسها على من تحب كإشارة منها إليه.
السنن المستحبة في عيد الفطر في السودان
من المظاهر المستحبة في العيد زيارة الأهل والأقارب، ومن تقع سكنتهم في الأحياء البعيدة. كما من الضروري زيارة المرضى وكبار السن والعمل على إدخال البهجة والفرحة إلى قلوبهم. والأهم من ذلك يسعى السودانيون في العيد إلى إزالة كل مظاهر الحقد والغل التي تملأ القلوب، لإحلال الحب والأخوة والتسامح مكانها. كما أنه سيتردد على مسامعك عبارة يرددها السودانيون عن التهنئة، حيث يقول أحدهم العفو ليرد الآخر العفو لله والرسول. وإن دل هذا على شيء فيدل على أواصر المحبة والتماسك بين السودانيون. فالعيد فرصة للتسامح وشد أواصر صلة الرحم بين جميع الناس.
ومن الجدير بالذكر تستمر التهنئة بعيد الفطر لعدة أيام. حيث يفضل معظم السودانيون قضاء العطلة مع ذويهم على ضفاف النيل، وهذا تقليد تمسك به السودانيون من زمن بعيد.
حلويات عيد الفطر في السودان
كما هي العادة في مختلف الدول العربية، بعد صنع الحلويات من أجمل مظاهر العيد. ويبقى لكل دولة لمستها الخاصة التي تضفي بها على حلوياتها. فمن أشهر الحلويات في السودان، نذكر:
- الكعك المسكر.
- والخبز ذو النكهة المميزة.
- والغريبة التي لا تقاوم.
- والسويس رول.
كما يحرص السودانيون على لمة الإفطار في أول أيام عيد الفطر، إذ تضم مأكولات شعبية، مثل التقلية أو الطبيخ، والعصيدة، والسمك الحار، والشعيرية، ويقدم المشروب من خلاصة زهرة الكركدي الأحمر.
أسواق العيد في السودان
تشهد الأسواق في العيد حركة غير اعتيادية خلال أيام السنة، حيث يعتبر عيد الفطر في السودان عيد الكسوة عند جميع أفراد العائلة، كما تكثر الزيجات فيه أربعة أضعاف عن الأشهر الباقية من أشهر السنة، وذلك تيمنًا من السودانيين بأن الأيام التي تلي رمضان هي أيام مباركة. وهي أيام شوال لذلك ترى الأسواق ممتلئة بكل ما تحتاجه العروس من مستلزمات، سواء أكانت عطورات بلدية أو أزياء تخص العروس السودانية، وخصوصًا سوق أمدمان وهو سوق مخصص لأزياء العروس.
أجمل العادات في السودان خلال عيد الفطر
يعتبر السودانيون أن عيد الفطر هو فرصة ليفرحوا به، وليشيعوا مظاهر الحب والفرح. لذلك وانطلاقًا من مبادئهم الدينية فترى السودانيون في الشوارع لا يميزون بين المارة مسلمين أو مسيحين، وحتى غير المتدينين فيقومون بدعوتهم لتناول الطعام وتوزيع الحلويات عليهم. وذلك تأكيدًا منهم على نشر أواصر المحبة والكرم، والتشارك في كل مجالات الحياة. ومن أهم عادات السودانيون معتقد أطلق عليه الرحمات، ويطلق على وجبة من الرز واللحم والعصائر، وهذه الوجبة مخصصة للصغار في آخر جمعة من شهر رمضان المبارك، معتقدين أن هذه الصدقة لها أجر وثواب في هذا التوقيت بالذات.
وأخيرًا أتمنى عزيزي القارئ يمكن التأكد على أن عيد الفطر في السودان هو فرصة للفرح والسرور، فهنيئًا لمن أتم عباداته من صلاة وصوم وعبادة، وهنيئًا لمن وصل رحمه وشحن روحه بالطاقة الايجابية ونشرها لمن حوله وعظم شعائر عيده.