يبلغ عدد المسلمين في العالم ما يقارب ملياري مسلمٍ توحدهم طقوس وأعياد يحيونها كل في بلده. ويعتبر عيد الأضحى المبارك إلى جانب عيد الفطر هوية الأمة الإسلامية. ويطلق البعض عليه تسمية عيد النحر، أو العيد الكبير، حيث تطلق تسمية العيد الصغير على عيد الفطر. وباقتراب موعد عيد الأضحى، وما يعنيه من صلاةٍ وأضاحي، ما رأيك عزيزي القارئ أن نستذكر معًا بعضً من ملامح عيد الأضحى المبارك وأحكامه.
أحكام صلاة عيد الأضحى المبارك
يحيي المسلمون صلاة عيد الأضحى المبارك في العاشر من ذي الحجة من كل عامٍ. وفي حين تعتبر بعض المذاهب أن هذه الصلاة فرض كفاية، كأتباع المذهب الإمامي، والحنبلي، يرى البعض الآخر أنها واجبة كأتباع المذهب الحنفي، ويرى أتباع المذهب المالكي والشافعي بأنها سنة مؤكدة. ونورد لك عزيزي القارئ بعض الأحكام المتعلقة بصلاة عيد الأضحى:
- تقام الصلاة في أول أيام عيد الأضحى، وموعدها الدقيق بحسب الشرع بعد ارتفاع الشمس قدر رمحٍ، وعلميًا بزوال حمرة الشمس، ويمكن أداؤها حتى وقت صلاة الظهر.
- صلاة العيد عبارة عن ركعتين يشرع فيهما التكبير، ثم بعدها تقرأ خطبتان.
- يستحب الغسل، والتطيب، ولبس الجميل من الثياب قبل الخروج إلى الصلاة.
- يفضل الإمساك في عيد الأضحى بعد صلاة الفجر إلى وقت النحر، في حين يستحب الإفطار في عيد الفطر بعد صلاة الفجر مباشرةً بأكل بعض حبات التمر.
- يستحب أداء الصلاة في الساحات المكشوفة، ما لم يطرأ طارئ يستوجب أداءها داخل المساجد، كالمطر وغيره.
أداء صلاة عيد النحر
لا بد في هذه الصلاة من إمامٍ يؤم المسلمين فيها. حيث يكبر الإمام في الركعة الأولى تكبيرة الإحرام، ثم يكبر بعدها سبع تكبيراتٍ. بعدها يقرأ سورة الفاتحة وسورة (ق) ويسجد. ثم يقوم للركعة الثانية حيث يكبر فيها خمس تكبيراتٍ، ويقرأ سورة الفاتحة ثم سورة القمر، ويسجد. ويمكن له أن يقرأ سورتي الأعلى والغاشية بدلًا من سورة القمر. وذلك حسب ما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه كان يقرأ هذه السور في العيدين المباركين الأضحى والفطر . بعدها ينبغي على الإمام أن يخطب في الناس، وأن يوجه شيئًا من خطبته للنساء، يأمرهن بالخير وينهاهن عن المنكر، كما كان يفعل الرسول (ص).
أحكام الأضحية في العيد الكبير
يعتبر تقديم الأضحية أحد الشعائر الإسلامية، حيث يتقرب المسلمون إلى الله بتقديم ذبحٍ من الأنعام، من أول أيام العيد وحتى آخر أيام الشريق. ومن الأحاديث التي تدل على مشروعية الأضحية ما رواه أنس بن مالك حيث قال: “ضحى النبي (ص) بكبشين أملحين ذبحهما بيده وكبر، ووضع رجله على صفاحهما”، وأيضًا حديث عبد الله بن عمر قال: ” أقام النبي (ص) بالمدينة عشر سنين يضحي”. إلا أن هناك شروطًا معينةً في هذه الأضحية، نذكر منها:
- يجب أن تكون الأضحية من بهية الأنعام، أي من الإبل، أو البقر، أو الغنم، أو الماعز حصرًا.
- يشترط لكل نوعٍ من الأضاحي عمر معين، فالإبل ما بلغ منها خمس سنين، والبقر ما بلغ منها سنتين، أما الغنم فما بلغ منها ستة أشهرٍ، والمعز ما بلغ منها سنةً.
- لا بد أن تكون الأضحية خاليةً من العيوب، فلا يجوز أن تكون عرجاء، أو عوراء، أو عجفاء، أو مريضة.
- يجب أن تكون الأضحية ملكًا خالصًا للمضحي، وأن يذبحها في الوقت المحدد مسبوقًا بالنية.
- تشترط بعد المذاهب كالحنبلي والشافعي التصدق ببعض لحمها وهو نيء.
أحكام التصدق بالأضحية في عيد النحر
روي عن النبي (ص) أنه نهى عن أكل لحوم الأضاحي والاحتفاظ بها بعد اليوم الثالث، وفي ذلك تشجيع للمضحي لتوزيعها على الفقراء والمساكين. فعن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص) “وإنما نهيتكم عن أن تمسكوا لحوم الأضاحي فوق ثلاثة أيامٍ ليوسع ذو السعة منكم على من لم يضح).
ثم حدث أن راجعه بعض المسلمون في الأمر، فصرح بإمكانية أكلها والاحتفاظ بها تاركًا للمضحي الخيار في إطعام الفقراء منها. لكنه سن فيها سنن البذل والعطاء، ووصى الأمة بالتصدق منها. والشاهد من الحديث النبوي عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله (ص) قال: “نهيتكم عن لحوم الأضاحي بعد ثلاثٍ، فكلوا، وتصدقوا، وادخروا” وفي رواية أخرى “فكلوا، وأطعموا، وتصدقوا”.