علاج البلغم عند الأطفال، تعتبر مشاكل الأطفال وأمراضهم من أكثر الأمور المقلقة التي يتم البحث عنها من قبل الأهل. فقد تكون مهملًا بحق صحتك، وقد تؤجل عيادتك للطبيب وتكابر على أوجاعك. ولكن ما إن تسمع طفلك يسعل أو تظهر عليه بعض علامات التعب ستهرع به عند أول طبيب. ولا طالما كانت أمراض الطفولة الشغل الشاغل للأطباء، كارتفاع الحرارة ونزلات البرد والسعال. بسبب أن أجسادهم تكون في طور النمو، وجهازهم المناعي ضعيف. ولكن ذلك لا بد منه أحيانًا لتتحسن مناعتهم وينمو بشكلٍ سليم. فهل طفلك يعاني من سعال مستمر منتج للبلغم؟ ساعدي طفلك على التخلص منه وتابعي معنا المقال التالي عن علاج البلغم عند الأطفال.
البلغم
البلغم هو مادة سميكة مخاطية بيضاء اللون. تشكلها الغدد الكأسية المخاطية المتوزعة ضمن الظهارة المهدبة للمجاري التنفسية. فهي تتشكل في الرئتين أو في القصبات الهوائية. يعتبر البلغم أو القشع عرض رئيسي لطيف متعدد من الأمراض الرئوية.
يكون تشكل البلغم وانحشاره بالصدر أمرًا مزعج للغاية بالنسبة لطفل. وقد يرهقه ذلك بشدة، فالبلغم سيسبب تخريش مستمر للطرق التنفسية وستعمل الظهارة المهدبة المغطية للطرق التنفسية إلى جانب منعكس السعال على طرد البلغم إلى الخارج. وفي حال كان البلغم سميك وملتصق بشدة سينهك ذلك الطفل من شدة السعال. ولنساعد الطفل علينا معرفة سبب تشكله وهي خطوة أساسية لعلاج البلغم عند الأطفال سنذكرها لاحقًا.
علاج البلغم عند الأطفال
بعد تحديد سبب ظهور الطفل والبحث عن ما إن كان ناتج عن سبب التهابي أو غيره وفي حال نفيها نطمئن الأهل أنه حالة طبيعية، وإليكم بعض الطرق المستخدمة لعلاج البلغم:
- شرب السوائل
بسبب احتواء المخاط على كميات كبيرة من الماء فإن شرب الماء يعدل من الفقد بالإضافة أنه يقلل لزوجة المخاط ويسهل للطفل عملية إخراجه. لذلك ينصح المصابون بالزكام أو الرشح شرب السوائل بكثرة والعصائر التي ترفع المناعة وتقلل لزوجة المخاط مما يمنع انتشار المستعمرات الجرثومية في الطرق الهوائية.
- الحفاظ على رطوبة الهواء
إن الهواء الجاف يسبب تخريش الأنف والحلق ويؤدي لإفراز المزيد من المخاط، ويعتبر وضع المرطبات الهوائية في غرف النوم من العادات الصحية التي تحسن جودة النوم عند الطفل وتحميه من التخريش والسعال.
- وضع قطعة قماش نظيفة مبللة على الأنف
تساعد هذه الطريقة على ترطيب الهواء الداخل للأنف وتزيل الاحتقان من الجيوب الأنفية وهي طريقة مفيدة في تخفيف ألم وصداع الجيوب الهوائية الأنفية، فهي تقلل لزوجة المخاط في الأنف وتعمل على إزالة الانسداد من الأنف.
- تناول العسل الطبيعي
نحن نعلم الخصائص المتعددة والمفيدة للعسل، كما ويعد استحدامه آمن ومفيد لصحة الطفل شرط الالتزام بكمية محددة حسب عمر الطفل:
- سن 1-5 أعوام نصف ملعقة صغيرة يوميًا كافية لمساعدتهم عى التخلص من القشع.
- سن 6-11 عامًا ملعقة صغيرة كاملة.
يساعد العسل على إزالة البلغم، وإيقاف الشعور بالتخريش في الحلق ما يهدأ السعال ويركن الطفل. كما يمكنك استخدامه عند إصابة طفلك بأمراض الجهاز التنفسي بسبب خواصه المضادة للأكسدة.
أسباب ظهور البلغم
إن للالتهابات الرئوية والأمراض التنفسية الحصة الأكبر من الأسباب وهي غالبًا ما نعزوها لسبب جرثومي، أوفيروسي، أو فطري، وفيها يحدث فرط إنتاج بلغم من المجاري التنفسية، بالإضافة إلى مسببات مختلفة أهمها:
- الربو: وهو عملية التهابية مزمنة تحدث في القصبات الهوائية نتيجة رد فعل تحسسي لمواد خارجية مختلفة نذكر أن أهمها البرد أو الكرب النفسي أو وبر الحيوانات الأليفة، بالإضافة للجهد الفيزيائي أو حتى بعض الأطعمة. تتفعل الخلايا البدينة بالأضداد وتطلق العوامل التهابية مؤديًة لحدوث تقبض قصبي وإفراز المخاط وحدوث ضيق التنفس والسعال.
- الداء الكيسي الليفي: مرض وراثي نتيجة خلل في جين دلتا f805 تؤدي لظهور عيب في القنوات الناقلة للكلور في الأسناخ الرئوية وفرط في إنتاج القشع. هذا الامر الذي يضعف مناعة القصبات التنفسية ويجعلها وسط مناسب لتكاثر مختلف أنواع الجراثيم وأخطرها الزائفة الزنجارية. يحتاج مرضى التلبف الكيسي لعلاج فيزيائي مستمر طارد للقشع بالإضافة لاستخدام الصادات الحيوية بشكل وقائي لمنع ظهور المستعمرات الجرثومية التي قد تودي بحياة المريض.
- التدخين السلبي للأطفال: ومن غير المدخنين أدى بالبلغم حيث يسبب تخريش الرئتين بالمواد الكيميائية فرط إنتاج قشع. ويكون القشع مخضرًا أو مصفرًا أو بنيًا وإن هذا الدخان سيؤثر بالطفل المستنشق للدخان بنفس الطريقة.
الحالات الخطيرة للبلغم
يمكننا من خلال مظهر البلغم وقوامه أن نكشف شكل الإصابة كما ويمكننا إجراء التحليل الموجهة من خلاله ومن هذه الحالات:
- القشع الأصفر اللون المائل للون الأخضر
وهو شائع وغالبًا ما يشير لعملية التهابية حاصلة في الجهاز التنفسي على سبيل المثال التهاب الرئة أو التهاب القصبات الحاد، بالإضافة للتليف الكيسي.
- القشع الدموي الحاوي على خيوط دموية
وهو يشير لتخريش القصبات الهوائية
كما يشير لمرض سلي أو التهاب قصبات وطيف من التشخيصات التفريقية ولذلك يعتبر علامة مهمة على الأطباء البحث في طرق تحديد سببها.
- القشع البني اللون
نراه غالبًا عند المدخنين، حيث تحوي التبغ على مادة القطران التي تدخل للمجاري التنفسية. وتحول لون البلغم للبني أو قد يظهر نتيجة خروج دم قديم متجمع سابقًا.
- القشع الرغوي الوردي اللون
يظهر عند حدوث وذمة رئة أو في حالات التليف الرئوي، حيث يرشح سائل من النسيج الرئوي إلى الأسناخ التنفسية بالإضافة للكريات الحمر ويؤدي تراكمها إلى خروجها على شكل رغوة وردية من الفم، وهي حالة مهمة في الأمراض الصدرية كما وتحدث بسبب القصور القلبي.
- القشع أبيض اللون
غالبًا ما يكون طبيعي، أو يظهر بفعل عملية تحسسية. ولا يكون ظهوره مثيرًا للقلق إلا في حال كان سميك القوام بشدة. مما يسبب انحشاره بالطرق الهوائية أوقد يسبب انسدادها.
طرق فعالة لتخفيف لزوجة البلغم
بعض الطرق الصحية التي ستساعدك على التخلص من القشع:
- لا تحاول قمع السعال
إن السعال هو عملية فيزيولوجية تثيرها المواد المخرشة في الطرق التنفسية تعمل على طردها للخارج ويتركين السعال أنت لا تقوم بعمل جيد، وإنما ستتراكم هذه المادة المحملة بالجراثيم وستصبح وسط حيوي لنموها مما سيؤدي لمزيد من نوبات السعال المزعجة وإلى سوء حالة الطفل وفي هذه الحالة ينصح بإعطاء الأدوية الحالة للقشع التي تعمل على تغيير بنيته وجعله لين ليسهل إخراجه.
- استخدام البخاخات الملحية الفيزيولوجية
تقوم هذه البخاخات بعمل جيد، حيث تقلل من لزوجة المخاط العالق في الأنف وتعمل على إزالة الانسداد وإيقاف التقطير الأنفي الخلفي الذي يثير منعكس السعال عند الطفل ويخرش حلقه.
- المغمضة بالماء والملح
تساعد هذه الطريقة على إزالة القشع العالق في الحلق، فبعد دفع العضلات المحيطة بالطرق التنفسية للقشع إلى أعلى الحلق يبقى البعض منه ملتصقًا بالوجه الخلفي للبلعوم الفموي مثيرًا نوبة من السعال المزعج ومسدًة الطريق التنفسي العلوي. مما يجعل المغمضضة بالماء او الملح الحل المثالي لفك الالتصاق وتحرير الطرق التنفسية.
- تجنب المحسسات الخارجية
كما ذكرنا أن نوبة الربو قد تتحرض بفعل مواد مؤرجة محددة عند الطفل وبتجنب التعرض لتلك المواد نحن نحمي الطفل من التعرض لنوبة ربو وإنتاج المخاط الزائد.
وبهكذا نكون قد وصلنا لختام مقالنا، علاج البلغم عند الأطفال، حيث تحدثنا عن البلغم وأسباب تشكله وطرق علاجه المختلفة وتذكر في حال ظهور أعراض مشبوهة سيكون من غير المناسب إهمالها ويجب عرضها مباشرة لطبيب أطفال مختص، فحماية الأطفال واجبٌ في أعناقنا.