سعى الإنسان منذ الأزل إلى الدفاع عن أرضه من الطامعين و حماية أمنه وممتلكاته، وذلك من خلال إنشاء الجيوش ودعمها. وبما أن التعاون يعطي القوة، مع العلم دول الخليج من الدول التي تملك العديد من الثروات الهامة، كما وتمتاز باقتصادها الجيد، فقد تشكلت قوة عسكرية مؤلفة من جيوش دول الخليج العربي، وكان هدف هذه القوة استقرار دول الخليج والمحافظة على أمنها وسيادتها على كامل أراضيها. وسميت هذه القوة العسكرية المشتركة لدول مجلس التعاون الخليجي بـ قوة درع الجزيرة المشتركة .وسنتعرف في هذا المقال على مجلس التعاون الخليجي والقيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون ومهامها وتأسيسها.
مجلس التعاون لدول الخليج العربي
هو منظمة إقليمية عربية، تتكون من الدول العربية التي تقع على الخليج العربي. وهي الست دول التالية: المملكة العربية السعودية و سلطنة عمان و الإمارات العربية المتحدة و دولة الكويت و دولة قطر و مملكة البحرين. تأسس مجلس التعاون لدول الخليج العربية في1981، ويهدف إلى التعاون بين تلك الدول في المجالات السياسية، والاقتصادية والعسكرية والأمنية. وإحدى أهم أشكال التعاون في المجال العسكري بين دول المجلس هي القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون.
ماهي القيادة العسكرية الموحدة لدول مجلس التعاون
هي جيش عربي مشترك مؤلف من جيوش دول العربية لمجلس التعاون الخليجي. هذا وقد تأسس هذا الجيش المشترك بعد التوترات التي حصلت في المنطقة العربية أثر الحرب التي نشبت بين العراق وإيران . كما ويهدف إنشاء هذه القوة العربية إلى رد أي عدوان عسكري خارجي يقع على أي من دول مجلس التعاون. وقد وضعت وثائق إنشاء درع الجزيرة المشتركة في منظمة الأمم المتحدة، ومقر درع الجزيرة المشتركة هو في المملكة العربية السعودية.
وكان تشكيل هذه القوة في تلك الفترة بالتحديد، يهدف إلى منع وقوع أي دولة عربية من دول مجلس التعاون تحت وطأة الحرب التي وقعت في المنطقة. ولأن دولة الكويت تمتلك حدودًا برية مع إيران، لذلك فقد تم اختيار موقع قوة درع الجزيرة المشتركة في شمال المملكة العربية السعودية في منطقة تدعى حفر الباطن وهي قريبة من الحدود السعودية الكويتية.
حجم القوة العسكرية لقوة درع الجزيرة المشتركة
تتألف قوات درع الجزيرة من فرقة مشاة آلية بكامل عتادها، كالمشاة والمدرعات والمدفعية وعناصر الدعم القتالي. كما وتتألف القوة من لواء مشاة يقدر بحوالي 5 آلاف جندي من عناصر دول مجلس التعاون الخليجي الست.
إن أغلب جنود القوة من السعودية، مع أعداد قليلة من باقي دول الخليج العربي. ومن الجدير بالذكر أن هذه القدرة القتالية لقوات درع الجزيرة،كانت ضعيفة بحيث لايمكنها الدخول في حروب كبيرة، ولايمكنها رد عدوان عسكري كبير في حال وقوعه.
ولكن عقب الاجتياح العراقي للكويت، قامت المملكة العربية السعودية بالدعوة لزيادة التعاون الداخلي للدول الأعضاء لمجلس التعاون في درع الجزيرة، بالإضافة إلى دعمها اقتراح السلطان قابوس بزيادة أعداد قوات درع الجزيرة إلى مائة ألف جندي.
وبعد نهاية الحرب العراقية تلاشت الأصوات التي كانت تدعوا لزيادة تلك القوة وتعزيزها وذلك في أيلول 1991 .
تطورات القوة العسكرية لدرع الجزيرة المشتركة
طرأ على قوات درع الجزيرة العديد من التغييرات حتى تبلورت إلى شكلها الحالي ويمكن تلخيص هذه التغيرات على الشكل التالي:
- تفككت قوات درع الجزيرة في أيلول 2005، وذلك أثر التوترات السعودية القطرية وإدراك مجلس التعاون أن القوات لم تكن بالمستوى المطلوب.
- توسعت قدرات الدرع وذلك كنتيجة لاقتراح سعودي لإنشاء نظام مشترك للقيادة والسيطرة في تشرين الثاني عام 2006 ،وقد أصبحت قوة درع الجزيرة في عام 2006 تقدر بحوالي 7000 فرد.
- وفي كانون الأول عام 2007 صرحت دول المجلس أنها تخطط لإنشاء بديل موحد لقوة درع الجزيرة.
- وفي عام 2010 أصبحت قوة درع الجزيرة تقدر بثلاثين ألف عسكري من ضباط وجنود، وكان من بينهم حوالي 21 ألف مقاتل.
ماهي المشاركات العسكرية لدرع الجزيرة المشتركة
شاركت قوة درع الجزيرة في العديد من الحروب العسكرية منذ تأسيسها، وسعت قدر الإمكان للحفاظ على الأمن والاستقرار لدول مجلس التعاون . فماهي المشاركات العسكرية لدرع الجزيرة المشتركة:
- كانت قوات درع الجزيرة المشتركة إحدى أهم العوامل التي ساعدت على إنهاء الحرب بين إيران والعراق. فقد ساهمت تلك القوة العربية في قبول قرار وقف إطلاق النار الصادر عن مجلس الأمن الدولي من كلا الطرفين.
- الغزو العراقي للكويت: تحالفت 28 دولة مع دول مجلس التعاون لصد العدوان العراقي على الكويت.
- الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003: دعت دولة الكويت العربية دول مجلس التعاون إلى نقل قوات درع الجزيرة إلى الكويت، وذلك كإجراء احترازي اتخذته دولة الكويت لمنع حدوث أي عدوان محتمل عليها.
- دخول القوات لمملكة البحرين 2011: في شهر آذار عام 2011، أصدرت القيادة الوطنية في مملكة البحرين نداءً طلبت فيه من الدول الأعضاء في مجلس التعاون لدول الخليج العربية نشر جزء من قواتها الأمنية في البحرين. وذلك بهدف المساعدة على مواجهة الاضطرابات الداخلية التي شهدتها البلاد. وقد وافقت العديد من حكومات دول مجلس التعاون على مساعدة مملكة البحرين وقامت بنشر جزء من قواتها، وذلك تماشيًا مع الهدف الأساسي لدرع الجزيرة، وهو منع أي عدوان محتمل على أي من دول المجلس.