هل تلاحظ أن نسبة نجاح العلاقات العاطفية أصبحت منخفضة؟ ترى ما هو السبب الرئيسي لهذه المشكلة؟ هل تجد أن الاهتمام يلعب الدور الأساسي في نجاح العلاقات العاطفية؟ ما هي أهم النصائح المساعدة في تقوية العلاقة بين الطرفين؟ تابع معنا عزيزي القارئ، إذا كنت تود توسيع معرفتك حول موضوع الاهتمام والإهمال ودورهما في نجاح وفشل العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة.
بداية علينا أن نعلم بأنه لا يمكن أن يتولد الحب بلا اهتمام، ولا يمكن أن يستمر أيضًا. كما أن هناك علاقة طردية بينهما، فكلما زاد اهتمامك بشخص، هذا يعني أن نسبة حبك له تزداد بمرور الوقت، والعكس صحيح. بالإضافة لذلك، فإن للاهتمام أشكالًا عديدة يمكنك من خلالها أن تعبر عن مدى محبتك للطرف الآخر. على سبيل المثال، تعتبر الغيرة شكلًا من أشكال الاهتمام، بالإضافة إلى مساندته وتقديره واحترامه وتشجيعه على النجاح وتحقيق الطموح وغيرها الكثير. لذا سنحاول أن نقدم لك مقالًا يجمع بين فكرة الاهتمام والإهمال وتأثيرهما على العلاقة. كما سنعرض بعض النصائح الإيجابية التي نأمل أن تساعدك في تكوين علاقات جيدة ومتينة.
نصائح إيجابية تساعد في نجاح العلاقات العاطفية الجديدة
إذا كنت قد دخلت في علاقات عاطفية فاشلة سابقًا، وأصبحت تتوتر وتخاف من إعادة التجربة الفاشلة مرة أخرى، سنقدم لك في هذه الفقرة أهم الأفكار المساعدة على إنجاح أي علاقة جديدة. لذا تابع معنا في هذه الفقرة لتتعرف على أهم الأفكار التي تساهم في ديمومة العلاقة. أهم هذه الأفكار هي:
- التركيز على الحاضر وعدم التفكير في الماضي أو عمل مقارنة بين العلاقات السابقة الفاشلة والعلاقة الجديدة. كل ما حدث في الماضي هو تجربة يجب أن نستخلص منها الحكمة المناسبة ونتعلم من أخطائها.
- عدم المبالغة في التواصل الإلكتروني (أي في تبادل الرسائل النصية عن بعد). حيث يفضل التواصل بشكل مباشر وقضاء معظم الأوقات سويًا. هذا يساعد على فهم الطباع والمشاعر الحقيقية للطرف الآخر، والانتباه إلى الكثير من التفاصيل المهمة، مثل طريقة تعامله مع مختلف أمور الحياة على أرض الواقع.
- لا تقلل من قيمة ذاتك وقيمة حياتك الشخصية وترهن معظم وقتك في سبيل الطرف الآخر. كما يجب أن يحترم كل طرف في العلاقة الحياة الخاصة والحرية الشخصية للآخر.
- لا تتجنب الدخول في أي نقاش يشمل أي موضوع في هذه الحياة مع الطرف الآخر، وذلك خوفًا من الوقوع في صراعات عنيفة. بل العكس يجب أن تتبادلا وجهات النظر المختلفة، وتتناقشان سويًا في أمور الحياة كافة.
- الصدق والصراحة والوفاء من أهم السمات التي ننصح بالتحلي بها. لا تحاول تقمص شخصية أخرى لمحاولة إعجاب الشريك ولا تتخلى عن طبيعتك بهدف إرضائه.
- إن محاولة تسريع العلاقة باتخاذ خطوات وقرارات مستعجلة بدون التفكير الدقيق فيها بشكل كاف، له تأثير سلبي على العلاقة. لذا تمهل وادرس الحالة جيدًا بكل تفاصيلها ومن جهات مختلفة.
- الاعتذار في حال التصرف بشكل خاطئ أمر مهم ولا يقلل من شأنك أبدًا، بل العكس سيزيد من تقدير الشريك لك، ويجعلك إنسانًا مسؤولًا في نظره.
- يفضل التركيز على الأفعال أكثر من الأقوال. حيث أن الشخص القادر على تنفيذ وعوده وأقواله على أرض الواقع هو شخص موثوق ويمكنك الاعتماد عليه.
طرق مساعدة لنجاح العلاقات العاطفية
هناك بعض الأمور التي يساعد تطبيقها في تكوين علاقة حب ناجحة وأبدية، سنقدم أبرزها فيما يلي:
- إظهار الحب والاهتمام: أظهرت عدة دراسات أن إضافة المحب لبعض كلمات الغزل اللطيفة التي تعبر عن مدى حبه للطرف الآخر، تساعد في تعزيز روابط العلاقة بينهما. كما يمكنه إظهار الحب والود من خلال تصرفاته واهتمامه بالمحبوب بشتى الأشكال والطرق.
- تطوير مهارة الاستماع: إن العلاقة القوية والتي يسودها الحب والتفاهم، يغلب عليها هذه الميزة أيضًا. حيث أن شعور المحب بأن شريكه ينصت إليه جيدًا ويهتم بكل تفصيل يقوله ويتفهم كل فكرة يطرحها ويظهر اهتمامه لها، سيعزز من قوة العلاقة بينهما وسيزيد نسبة نجاح العلاقة حتمًا.
- تخصيص الوقت للشريك: ننصح بتخصيص بعض الوقت من اليوم أو الأسبوع لقضائه بشكل كامل مع الشريك. على سبيل المثال، يمكنك دعوته لتناول العشاء، أو قضاء عطلة في مكان ما. هذا سيعزز ويقوي العلاقة بينهما، فتكثر الذكريات المليئة بالحب واللحظات الجميلة.
- الاعتراف بالذنب: ننصح بالاعتراف بالخطأ دائمًا حتى لو كان بسيطًا، كما يفضل تقديم الاعتذار للشريك عند الوقوع بالخطأ. هذا سيمنع من تفاقم المشكلة بين الطرفين، وسيقلل من حجم الفجوة التي ستتولد بينهما في حال تجاهل كل منهما للآخر.
- تبادل الثقة: إن الثقة بالشريك من أهم أسس العلاقة الناجحة. فإن أي علاقة يسودها الشك والخوف والتوتر الدائم من كون مشاعر الشريك غير صادقة أو عدم الثقة بمشاعره والشك بتصرفاته، ستصبح سامة للطرفين. من جهة أخرى، بعض الأشخاص يثقون ثقة عمياء بالشريك، على الرغم من عدم صدقه في مشاعره وتصرفاته، وعدم الوفاء له أيضًا.
- إظهار التقدير: من أجمل الطرق وأهمها، فهذه الطريقة توضح مدى حب الشريك لشريكه واهتمامه بأدق تفاصيل حياته وفخره بنجاحاته. لذا ننصح الشريكين بتقديم الدعم المستمر لبعضهما والتشجيع بشكل دائم والمساندة والمساعدة في كل خطوة في سبيل تحقيق طموحه ونجاحه وتفوقه.
- التواصل: يفضل أن تكون طريقة التواصل بين الطرفين مريحة ومناسبة لكل منهما. كما يجب أن يسودها الحب والصدق والتفاهم حتى يتمكن كل منهما من إيصال مشاعره وأفكاره واحتياجاته بشكل واضح وصريح للطرف الآخر.
- مواجهة المشكلات ومحاولة حلها بالطريقة الصحيحة: إن طرح المشكلة ومناقشة تفاصيلها وأسبابها من كافة الجوانب ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها، يعتبر من أهم الطرق المساهمة في نجاح وتطوير علاقة الحب بين الطرفين. بالإضافة لذلك يجب أن يكون أسلوب طرح المشكلة صحيحًا وواضحًا. كما يجب أن يطغى التفاهم والحب واحترام الاختلاف في وجهات النظر وطرح الرأي بشكل واضح وبسيط على طريقة النقاش بينهم. هذا سيساهم في تقوية العلاقة بينهم.
- التخطيط للمستقبل: ننصح طرفي العلاقة بمناقشة طموحاتهم التي يخططون لها ويتمنون تحقيقها في المستقبل. كما ننصحهم بمناقشة مستقبل علاقتهم بشكل واضح وصريح مع ذكر كافة التفاصيل المتعلقة بأسلوب حياتهم بعد الارتباط.
كيف يكون الاهتمام في العلاقة العاطفية
سنطرح العديد من الأفكار حول كيفية الاهتمام في العلاقات العاطفية. ومن هذه الطرق، لدينا:
- مساعدة الطرف الآخر في الأمور التي لا يستطيع القيام بها لوحده ومساندته والوقوف إلى جانبه في كل الأوقات والظروف. هذا سيقوي العلاقة بينكما ويعزز مشاعر الصداقة والحب والود أيضًا.
- استخدم بعض الكلمات اللطيفة والرقيقة يوميًا وبشكل روتيني عند الحديث مع المحبوب، يقوي العلاقة بينهما ويزيد من شعور السعادة الحقيقية. كما أنه يولد مشاعرًا جديدة من الأمان والراحة وعدم التصنع عند الحديث معه، ويدعم ثقة المحبوب بحبيبه أكثر.
- أضف بعض عبارات الحب والرومانسية على كلامك عند حديثك مع المحبوب. تعزز هذه العبارات من العلاقة العاطفية بين الطرفين وتزيد من نسبة الحب والود بينهما.
- أن تهتم بكل تفاصيل حياة الطرف الآخر، وتسأله عن كل ما يدور في حياته وخاصة الأمور التي تشغل باله ويهمه إنجازها بالشكل الأفضل له. كما يجب أن تهتم بالسؤال عن مشاعره والمشاكل التي يواجهها ومحاولة إيجاد حلول مناسبة لها والوقوف إلى جانبه في أوقات الشدة والتعب. بالإضافة إلى مشاركته لحظات الفرح والسعادة والنجاح ومساندته في لحظات الحزن واليأس.
الاهتمام والإهمال في العلاقات العاطفية
يشكل الاهتمام النسبة الأكبر في أي علاقة مهما كان نوعها. ولكن نلاحظ أن الاهتمام يحتل حيزًا مهمًا في أي علاقة عاطفية. حيث أن كلا الطرفين بحاجة إلى التقدير والاهتمام حتى يستمر الحب والود بينهما وتطول مدة علاقتهما. لذا فإن أي خلل في إبداء مشاعر الحب والتقدير بالإضافة إلى الإهمال بشتى أشكاله، سيضعف روابط العلاقة بينهما ويسبب فتور المشاعر بشكل تدريجي بينهما. لنعرض مظاهر الإهمال المختلفة لتتعرف عليها وتحاول إصلاحها في حال وجودها قبل فوات الأوان، لدينا:
- العصبية الدائمة: تبدل حال الطرف الآخر من الشخصية الهادئة المحبة المتفهمة إلى الشخص العصبي صعب التعامل غير المتفهم. لكن يجب عليك التأكد أولًا هل الشخص يمر في ظرف ما أو يواجه مشكلة ما، أم أن يتصرف بهذا الشكل المهمل بقصد الابتعاد والنفور.
- انعدام التقدير: إن قلة تقدير الفرد لأفعال وأقوال وأفكار محبوبه من أشيع مظاهر الإهمال وأبشعها. حيث يجب أن يقدر الشخص وجهة نظر محبوبه وآرائه في مختلف الأمور، ويفتخر بكل إنجازاته وطموحاته في الحياة.
- الأنانية: إن الشخص الأناني غير المعتاد على الأخذ والعطاء يضعف من روابط العلاقة. حيث أن الطرف الأناني يريد أن يحصل على كامل حقوقه في المشاعر والاهتمام والحب وغير ذلك، لكنه لا يعطي الطرف الآخر بالمقابل أي شيء منها، فيبدأ الطرف الآخر يعاني منه وقد لا يتحمل ذلك فينهي هذه العلاقة.
- اللامبالاة: الشخص غير المهتم هو الشخص الذي لا يبالي بأخبار محبوبه ومشاعره إن كانت حزينة أو سعيدة. إذًا إن اللامبالاة من أسوأ مظاهر الإهمال، فمن حق أي شخص أن يشعر بالحب المتبادل ويتلقى الاهتمام من محبوبه.
- الروتين: قد يضعف الروتين اليومي من قوة روابط الحب، فمن المعروف أن الروتين قاتل لكل شيء. كما يسبب فتور في المشاعر فيزيد من نسبة الإهمال والعكس صحيح. لذا بإمكانك ابتكار طرق جديدة للتعبير عن المشاعر، أو تخصيص وقت كل فترة لقضائه مع المحبوب فقط.
الأمور التي تدمر العلاقة العاطفية بين الطرفين
بالتأكيد يوجد الكثير من الأشياء التي تعمل على تدمير العلاقة العاطفية والحب بين الطرفين تمامًا مثلما توجد الكثير من الأشياء، والنصائح التي تعمل على تقوية هذه العلاقة ونستطيع أن نذكر منها ما يلي:
- الخيانة: من أكثر الأمور السلبية المدمرة لأي علاقة حب. حيث يمكنها أن تهدم أي علاقة بين شخصين مهما كانت قوية ومتينة، ومهما كانت سنوات الحب والمودة طويلة بينهما. غالبًا ستنهار أعمدة العلاقة، ولن يقبل الطرف الآخر الرجوع إليها مرة أخرى، مع عدم الرغبة في التواصل مع المحبوب أو رؤيته أيضًا.
- الإهمال: نعلم أن الاهتمام يزيد من قوة العلاقة بين الطرفين ويعزز مشاعر الحب والرومانسية بينهما. لذلك فإن الإهمال سيضعف بشكل تدريجي كل ما هو جميل بين الرجل والمرأة حتى يقتله نهائيًا. ويمكننا تشبيه العلاقة العاطفية بين المحبوبين بزهرة صغيرة وجميلة في بداية بلوغها، أم الاهتمام فهو الماء الذي سيروي عطشها ويجعلها تنمو وتتفتح حتى تصبح من أجمل وأروع الزهور المتفتحة وأكثرها سحرًا.
- الكذب: إن الكذب هو أكثر صفة سيئة يمكن أن يكتسبها الإنسان. قد يسيء لأي علاقة بين شخصين مهما كان نوعها، سواء كانت عاطفية ومليئة بمشاعر الحب أو العشق الحقيقي أو أي نوع من الأنواع الأخرى للعلاقات. حيث أن الكذب سيشعر الطرف الآخر بالخيانة وقلة الوفاء له، كما أنه لن يثق به أبدًا في المرات القادمة.
- قلة عبارات الحب: أحيانًا كلمة واحدة لطيفة يمكنك أن تسعد حبيبك وتخفف من توتر المشاعر بينكما. لذا لا تبخل على الطرف المحب بالكلام الجميل والغزلي بين الحين والآخر، وحاول أن تضيف بعض الجمل الرومانسية أثناء الحديث اليومي، والكلمات المليئة بالحب والدفء.
كما إن الاهتمام كلمة مرادفة للحب، والعلاقة غالبًا طردية بينهما. عند دخولك في علاقة عاطفية جديدة، ستواجه بعض الخوف والتوتر خاصة بعد مرور في علاقة سابقة فاشلة. لكن يجب أن تعلم أنك تستحق السعادة والحب والتقدير، لذا عليك أن تمنح نفسك فرصة جديدة وتتعلم من أخطاء الماضي.