يجب على الطفل الصيام في شهر رمضان بدءًا من سن محدد. باعتبار أن هذا الشهر من أهم الفترات لتدريب الأطفال على الصبر، وضبط النفس من خلال الصيام. لذلك من الضروري معرفة السن الذي يفرض فيه على الطفل الصيام.
متى يجب الصيام على الطفل؟
يتوجب على الطفل الصيام عند وصوله إلى سن البلوغ الذي يتراوح بين 7إلى10سنوات، والدليل على هذا ما قيل عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون المغلوب على عقله، وعن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم).
بالتأكيد من الضروري تعويد الطفل على الصيام بشكل تدريجي، مع العلم يوجد الكثير من الأطفال الراغبين بالصيام، ولكن يتعلق قرار السماح لهم بذلك بحالة الطفل الصحية والنفسية. كما يتوجب استشارة الطبيب في تحديد مقدرة الطفل على الصيام، لأن الصيام في عمر غير مناسب يؤثر على صحة ووزن ونمو الطفل.
لماذا لا يجب صيام الطفل قبل سن 10 سنوات؟
يؤثر الصيام بشكل مباشر على صحة الأطفال، وخاصة في أيام الحرارة المرتفعة إذ يخسر الجسم كمية كبيرة من المياه عن طريق التعرق والتبول. الأمر الذي لا تستطيع تحمله الأجسام الصغيرة غير مكتملة النمو. بالإضافة إلى ذلك يحتاج الصيام لطاقة عالية قادرة على تحمل مشاقه. لذلك ينصح بتعويد الأطفال على الصيام بشكل تدريجي وعندما تسمح أجسامهم بذلك.
العمر المناسب لتعويد الطفل على الصيام
يُدرب الطفل على الصيام في سن صغير حتى يعتاد عليه عندما يكبر. واختلفت الآراء حول تحديد سن ثابت لبدء الطفل بالصيام، ومن هذه الآراء نذكر ما يلي:
- رأي أهل الحنفية الذين قالوا إن الطفل يؤمر بالصيام من 7 إلى 10 سنوات.
- رأي الجماعة الحنبلية الذي بين وجوب الصيام على الطفل صاحب 10 سنوات.
- أراء الجماعة المالكية الذين أكدوا على عدم إجبار الطفل غير البالغ على الصيام.
طرق تشجيع الطفل على الصيام
يوجد العديد من الطرق التي تساعد في تشجيع الطفل على الصيام، والتي نذكر منها ما يلي:
- يجب تدريب الطفل على الصيام في أشهر غير رمضان مثل شهر شعبان، ليكون مستعدًا لصيام في شهر رمضان.
- الصيام لفترات زمنية قصيرة، ثم زيادة الفترات بالتدريج يوم بعد يوم.
- عدم الاستيقاظ للسحور إلا قبل الفجر بدقائق قليلة ليتمكن الطفل من الصيام يوم كامل.
- مدح الأطفال ورفع معنوياتهم أمام أقاربهم لتشجيعهم على الصيام.
- خلق روح المنافسة بين الطفل وأشقائه، لتشجيع بعضهم على الصيام مع عدم تجريحهم لبعضهم.
- تشجيع الأطفال على الصيام من خلال وعد الآباء لهم بمكافئتهم ماديًا أو معنويا.
- إضاعة الوقت أثناء الصيام كممارسة الأعمال المختلفة مثل اللعب أو مشاهدة التلفاز، حيث ينقضي الوقت دون الشعور بالتعب.
نصائح من أجل صيام الأطفال بشكل آمن
لا بد من توفر نظام غذائي صحي يؤمن جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الطفل، مما يضمن صيامًا صحيًا وأمنًا لهم:
- يجب تأمين غذاء يحتوي على سعرات حرارية كافية تمد جسم الطفل بالطاقة اللازمة، ليكون قادرًا على تحمل مشتقات الصيام.
- من المهم أن يتضمن النظام الغذائي العديد من الفيتامينات والمعادن كالكالسيوم، والزنك، وفيتامين A، وفيتامين B6 والبوتاسيوم، والكالسيوم وغيرها.
- تناول كميات كبيرة من السوائل بعد الإفطار، لمنع إصابة الأطفال بالجفاف والإمساك وغيرها من الآلام.
- الاعتماد على العصائر الطبيعية بدلًا من العصائر الصناعية لغناها بالمعادن والفيتامينات.
ماذا تتضمن وجبة إفطار صحية للأطفال خلال شهر رمضان؟
يجب أن تتضمن وجبة الإفطار الصحية للأطفال ما يلي:
- كأس عصير بالإضافة إلى ثلاث حبات من التمر، بسبب احتوائها على الألياف، والمعادن، والفيتامينات الضرورية لتعويض الفقدان الحاصل من الطاقة أثناء الصيام.
- تحضير حساء من الخضار الطازجة الخالية من المكونات الغنية بالملح كي لا تزيد العطش.
- يجب تواجد الخضار على طاولة الإفطار بشكل أساسي سواء كانت طازجة أو مطبوخة، بسبب احتوائها على الفيتامينات والماء، مما يساعد على امتلاء المعدة.
- يجب أن تحتوي الوجبة الرئيسية على البروتينات على سبيل المثال أسماك، لحوم، بالإضافة إلى النشويات كالبطاطس والأرز.
- تناول منتجات الحليب بالإضافة إلى الفواكه والخضار لغناها بالكالسيوم الضروري لتقوية العظام. بالإضافة إلى ذلك لا بد من تقليل تناول الحلويات الغنية بالسكريات والدهن.
أهمية وجبة السحور للأطفال
تعتبر وجبة السحور من الأمور الهامة التي تساعد الأطفال على الصيام، مما يمنحهم الطاقة الضرورية لتحمل تعب خلال اليوم. لذلك ينصح بتأخير هذه الوجبة إلى قبل الفجر بدقائق قليلة.
كما من الضروري أن تتضمن هذه الوجبة على جميع العناصر الغذائية الهامة على سبيل المثال الكالسيوم، والبروتينات الموجودة في الحليب والبيض، بالإضافة إلى ذلك النشويات المتواجدة في البطاط. مع الحرص على الابتعاد عن الأطعمة التي تحوي كمية كبيرة من التوابل، باعتبارها تؤدي إلى شعور الطفل بالعطش الشديد.