كيفية علاج سرعة القذف وأسبابه

إن المشاكل المرضية المتعلقة بالصحة الجنسية تُعتبر من أهم وأكثر الحالات انتشارًا، وعلى الرغم من شعور الكثير من الناس بالإحراج عند الحديث عنها لم يُهملها الجانب العلمي والطبي، بل أفرد لها أقسامًا خاصةً تعتني بكل مشكلة على حدة وتُحدد كل ما يتعلق بها؛ فلا يُمكن تجاهل أهمية الحياة الجنسية السليمة وتأثيرها على الصحة النفسية والجسدية والاجتماعية بالإضافة إلى الحياة الزوجية والصحة الإنجابية، وسأعرض في هذا المقال إحدى هذه المشكلات وأسبابها وطرق علاجها؛ ألا وهي سرعة القذف.

 

 

 

 

تعريف سرعة القذف

هي مشكلة جنسية شائعة جدًّا، تحدث مع رجل من أصل ثلاثة رجال في وقتٍ ما من حياتهم، وتتجلى بحدوث القذف عند الرجل بشكل أسرع مما يرغب به هو أو شريكه خلال الجماع وعدم القدرة على السيطرة عليه، وتُشخص عند المريض إذا كان يحدث القذف لديه خلال دقيقة من الإيلاج بشكل دائم أو في أغلب الأحيان مع عدم قدرته على تأخير هذه سرعة في القذف في جميع الأوقات أو معظمها وتجنب العلاقة الحميمة نتيجة لذلك، وتُصنف هذه المشكلة إلى: أولية؛ ترافق المريض مدى حياته، وثانوية أو مكتسبة؛ تحدث في فترة من حياة الشخص نتيجة أسباب معينة.

أسباب سرعة القذف

إن السبب الدقيق لحدوث هذه المشكلة غير معروف بالضبط، ويُمكن أن يلعب التفاعل بين عوامل نفسية وعوامل بيولوجية دورًا في حدوثها، ومن أهم العوامل النفسية:

  • التجارب الجنسية في سن مبكرة.
  • عدم ثقة وقناعة المريض بشكل جسده، وتفكيره الدائم على أنه ضعيف.
  • الشعور الداخلي بالذنب وتأنيب الضمير على أمور قد لا تتعلق بالحياة الجنسية مما يدفع المريض للعجلة أثناء الجماع.
  • الإصابة بالاكتئاب.
  • التعرض للإيذاء والعنف الجنسي.
  • القلق المستمر بشأن سرعة القذف حتى لو حدثت لبضع مرات فقط طيلة حياته.
  • القلق بشأن الانتصاب والحفاظ عليه خلال الجماع، والقلق بخصوص العلاقة الحميمة بشكل عام.
  • الضغط النفسي والمشاكل في الحياة الزوجية.

بينما تتمثل أهم العوامل البيولوجية بالآتي:

  • اضطراب معدل الهرمونات في الجسم.
  • اضطراب معدل الناقلات العصبية في الدماغ.
  • مشاكل البروستات أو التهابها أو إصابتها بالعدوى، بالإضافة إلى عدوى الجهاز البولي.
  • الوراثة ووجود عدة أفراد من نفس العائلة يُعانون من مشاكل القذف.

علاج سرعة القذف بطرق مختلفة

تتعدد الخيارات العلاجية لهذه المشكلة؛ فبعد الحصول على الاستشارة الطبية يُمكن أن يوجه الطبيب إلى مزيج من العلاجات السلوكية والدوائية، وعليك أن تعلم أن العلاج يتطلب الصبر فلن تحدث النتيجة المطلوبة خلال بضعة أيام فقط، وتتجلى أهم العلاجات السلوكية والفيزيائية والتي يُمكن تطبيقها في المنزل بالآتي:

  1. الاستمناء قبل الجماع بساعة أو أكثر، ثم يستطيع المريض التحكم بالقذف بشكل أفضل.
  2. تأخير الإيلاج والتركيز على المداعبة الجنسية لفترة لتقليل الضغط والقلق من العلاقة.
  3. ممارسة تمارين قاع الحوض أو تمارين كيجل؛ حيثُ يجب أن يعثر المريض في البداية على عضلات قاع الحوض لديه، وذلك بالتوقف عن التبول في منتصفه أو إيقاف العضلات التي تمنع مرور الغازات، وشدّ هذه العضلات لمدة ثلاث ثوانٍ ثم إرخائها لثلاث ثوانٍ أخرى، والقيام بهذه العملية 3 مرات في اليوم على أن تُكرَّر الحركات بمعدل 10 حركات في كل مرة، ومحاولة ممارستها أثناء الجلوس أو الوقوف أو المشي، ويجب عدم ثني عضلات البطن أو الفخذين أو الأرداف بالإضافة إلى التنفس بحرية وعدم محاولة حبس الأنفاس.
  4. إتباع أسلوب الإيقاف المؤقت والضغط؛ فعند الاقتراب من لحظة القذف يُفضل أن يسمح المريض لشريكه بالضغط على طرف القضيب بين حشفته وجسمه والاستمرار بالضغط لثوانٍ لحين انتهاء الرغبة الملحة بالقذف، وسيُصبح التحكم بالقذف أسهل بعد تكرار هذا الأسلوب لعدة مرات.
  5. استخدام الواقيات الذكرية؛ التي تُقلل من حساسية القضيب وتُساعد في السيطرة على القذف بشكل أفضل، حيثُ يتألف الواقي من كيس مطاطي مصنوع من مادة اللاتكس ويحتوي على مخدرات موضعية مثل الليدوكائين أو البنزوكائين.

بينما تتمثل أدوية علاج سرعة القذف بالآتي:

  1. كريمات أو بخاخات التخدير الموضعي؛ التي تحتوي على ليدوكائين أو بنزوكائين أو بريلوكائين والتي تُستخدم قبل الجماع ب10 أو 15 دقيقة، ولكن تجدر الإشارة إلى وجود بعض التأثيرات الجانبية المحتملة مثل الفقدان المؤقت للإحساس وانخفاض مستوى المتعة الجنسية.
  2. استشارة أخصائي في الطب النفسي والصحة العقلية والتحدث حول كل ما يخص هذه المشكلة، والاستفادة من النصائح المُقدمة لتحسين نوعية الحياة الجنسية.
  3. يوجد العديد من الأدوية الفموية التي أثبتت فعاليةً في علاج سرعة القذف على الرغم من أن استخدامها الأساسي بعيد عن المشكلة؛ مثل:
  • بعض مضادات الاكتئاب: مثل إسيتالوبرام أو سيرترالين أو باروكسيتين أو فلوكسيتين أو دابوكسيتين أو كلوميبرامين؛ حيثُ تمتلك تأثيرًا جانبيًا يُقلل النشوة الجنسية، وتستغرق 5 إلى 10 أيام لتأخذ مفعولها، ويُمكن أن تُسبب التعرق المفرط والغثيان والصداع والدوار وتعزيز الدوافع.
  • مسكنات الألم القوية: مثل ترامادول الذي يوصف بوصفة طبية حصرًا إذا لم تُحقَّق النتيجة المطلوبة مع مضادات الاكتئاب المثبطة لإعادة التقاط السيروتونين الانتقائية.
  • مثبطات فوسفو دي استراز-5: مثل سيلدينافيل أو تادالافيل أو فاردينافيل؛ وهي الأدوية المستخدمة لعلاج ضعف الانتصاب.

من المهم جدًّا الابتعاد عن الخجل والقلق والاهتمام بالصحة النفسية والجسدية عمومًا ومحاولة تفهُّم الشريكين للحالة التي يمر بها أحدهما أو كلاهما ومساندة بعضهم البعض لعيش الحياة الزوجية بهناء وسعادة.

Scroll to Top