وضعت المملكة العربية السعودية قانونًا لتحديد نفقة الطفل، حيث فرضت على الأب بعد وقوع الطلاق بينه وبين زوجته بدفع نفقة لصغاره. وتكون عبارة عن قدر معين من المال يقدمه لزوجته وأبناءه رغم الانفصال. باعتبار أنه لا ذنب للأبناء فيما يحدث بين الأبوين. بالإضافة إلى ذلك يحب أن يوفر الأب جميع متطلبات الحياة لينعم أبناءه بعيش كريم. وهذا حق شرعي لا يسقط بسقوط العلاقة الزوجية بين الأبوين، فكيف تحدد قيمة هذه النفقة ضمن نطاق المملكة العربية السعودية؟ سنتعرف على تفاصيل هذا الموضوع من خلال مقالنا التالي.
نفقة الطفل في المملكة العربية السعودية
نفقة الطفل هي ما يترتب على الأب صرفه تجاه أولاده بعد وقوع الطلاق بينه وبين زوجته. وتجب عليه النفقة بكافة أشكالها سواء أكانت مالًا أو مسكنًا أو دواء أو كسوة أو طعام وغير ذلك من احتياجات الأسرة.
ويعتمد تقدير النفقة على حالة الزوج فإذا كان معسرًا لا يلزم إلا بالحاجات الأساسية فقط، علمًا أنه يحق للقاضي أن يحكم للزوجة بعد أسبوعين من تاريخ رفعها للدعوة على زوجها، لكي يحصل الأطفال على نفقتهم بأقصى سرعة ممكنة، حيث يكون الحكم الصادر واجب التنفيذ بعد إصدار الحكم الأول.
وتجدر الإشارة هنا باحتمالية تغير قيمة النفقة التي أقرت في المحكمة بتغير حال الزوج سواء كان التغير للأفضل أو للأسوأ. كما يمكن أن تسقط النفقة في حالات حددت في القانون السعودي.
الطريقة المتبعة في السعودية لحساب نفقة الطفل
بُنيت أسس حساب النفقة للأطفال وفقًا لتعاليم الشريعة الإسلامية، حيث يُتفق بين الزوجين المنفصلين على مبلغ معين من المال بالتراضي، سواء أكان المبلغ كثيرًا أو قليلًا. أما في حال كان الطرفين متنازعين يلجآن إلى القضاء ليحكم القاضي لهما قيمة النفقة.
علمًا أن من المعروف عن علماء الدين بأن النفقة دائمًا واجبة على الأب سواء كان منفصلًا عن زوجته أم لا، أو كانت الزوجة غنية أم فقيرة فإن الاسلام لا يلزمها بنفقة الأطفال بوجود والدهم.
وتشمل هذه النفقة: الطعام والشراب والمسكن واللباس والتعليم وكل ما يحتاجه الطفل مع مراعاة الحالة المادية للزوج، أي تكون النفقة بقدر غناه إن كان غنيًا، وإذا كان فقيرًا أو متوسط الحال، فتحدد النفقة على قدر استطاعته عملًا بقوله تعالى: ((لينفق ذو سعة من سعته ومن قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله لا يكلف نفسًا إلا ما آتاها سيجعل الله بعد عسر يسرًا)).
طريقة حساب نفقة الطفل من الراتب في المملكة العربية السعودية
تحسب نفقة الطفل من الراتب الشهري للأب باقتطاع جزء من راتبه نفقة لأبنائه، علمًا أنه يحق للدوائر التنفيذية في المحاكم العامة في السعودية ببت حكم ينص على اقتطاع نصف راتب الزوج، وتتطبق العملية بشكل مباشر على أول راتب يتقاضاه بعد صدور الحكم. ولكن هناك عدة نقاط تؤخذ بعين الاعتبار قبل حساب النفقة التي ستقطع من الراتب، والتي تتجلى فيما يلي:
- دخل الزوج: قبل إصدار القاضي للحكم بتحديد نسبة ومقدار النفقة، يأخذ بعين الاعتبار قيمة الدخل الذي يحققه الزوج، ومن المحتمل أن يلجئ القاضي إلى خبرات أخرى تساعده في ذلك في حال تعذر معرفة الدخل الحقيقي.
- حال مستحقي النفقة.
- مستوى الأسعار: حيث يصدر الحكم بحساب المبلغ المتوسط الذي يتناسب مع الأسعار على المستوى المعيشي الذي ينتمون إليه، والبيئة التعليمية الذي ينتمي إليها الطفل قبل وقوع الطلاق بين الأبوين.
قيمة نفقة الطفل بعد طلاق والديه في المملكة العربية السعودية
كما ذكرنا سابقا تختلف القيمة من أب لأخر حسب الحالة المادية له، ولكن بشكل عام تتراوح قيمة نفقة الطفل الواحد في السعودية ما بين (1000 و1500) ريال سعودي شهريًا. علمًا أن نفقة الطفل الرضيع تحسب بما يوازي نفقة أخوته، فله الحق في المسكن والمآكل والمشرب والملبس كما يحق لأخوته وأبويه، وذلك وفقًا لقول الله تعالى في القرآن الكريم: ((أسكنوهن من حيث سكنتم من وجدكم ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن وإن كن أولات حمل فأنفقوا عليهن حتى يضعن حملهن فإن أرضعن لكم فآتوهن أجورهن وأتمروا بينكم بمعروف وإن تعاسرتم فسترضع له)).
الحالات التي تسقط فيها النفقة عن الطفل في القانون السعودي
هناك مجموعة من الحالات حددها القانون السعودي تؤدي إلى سقوط النفقة على الأبناء، والتي تتجلى فيما يلي:
- تسقط النفقة عن الولد بعد بلوغه سن الرشد أي 18 سنة.
- تسقط النفقة عن الولد بعد بلوغه للخامسة والعشرين سنة من العمر في حال كان ما زال يدرس.
- تسقط النفقة عن البنت في حال تزوجت وأصبح لها من يعيلها.
- تسقط النفقة عن البنت إن كانت تعمل وأصبح لديها من المال ما يكفيها أو ما يعفها عن سؤال الغير.
مع العلم يستثنى من هذه الحالات الأبناء المصابين بإعاقة ذهنية أو جسدية تجعلهم عاجزين عن العمل، فتكون نفقتهم على والدهم إلى الأبد مهما بلغو من العمر.