عندما نفكّر بالواجبات والأعمال التي يجب علينا القيام بها سنجد أنّه من الصّعب والممل القيام بها لوحدنا. فلا بدّ من وجود شركاء يتولّونَ المساعدة ويقومون بإبداء آرائهم تجاه أمور معيّنة ويشاركونا عبء أداء كل هذه المهام. ومن هنا انطلقت فكرة العمل الجماعي ضمن فريق، حيثُ نجدّ أن الجيل الحالي يعتمد على العمل الجماعي والدّروس التّفاعلية لزيادة انخراط الفرد في المجموعة والحثّ على ضرورة التّعاون والتّضامن. ولذلك سنستعرض أهم الأفكار ضمن موضوع تكوين فريق العمل وسنوضح بعض الأمور التي تثير العديد من التّساؤلات.
مزايا تكوين فريق عمل
- السّرعة وإنجاز المهام بأقصر وقت ممكن حيث أن تجزئة المهام بين الأفراد وتحديد فترة زمنية لكل مهمّة والانتهاء منها جميعها في وقت معين يختصر الكثير من الوقت والمشقّة مقارنةً بتولّي فرد واحد بنفسه القيام بكل هذه الأعمال.
- تقليل الجهد والضغط النّفسي على أفراد المجموعة حيثُ أن العمل الجماعي يقلّل من الشّعور بالملل ويوفّر أعباء جسدية لكل فرد من الأفراد.
- الحصول على نتائج أفضل في العمل نتيجة لتشارك الأفكار والخبرات ومناقشة الأخطاء مما يؤدي إلى تقليل نسبة الأخطاء المحتملة.
- توزيع المسؤوليات كلٌّ بحسب اختصاصه. علاوةً على ذلك تزداد روح المنافسة بين الأفراد مما يؤدي إلى خلق بيئة عمل جادّة والارتقاء بمعنويات الفريق.
- استخدام الموارد المتاحة بأقصى حد ممكن.
ماذا سيحدث إن لم يكن لفريق العمل قائد حازم
يجب أن يكون قائد الفريق يتمتّع بالصفات القياديّة التي تمكّنه من تكوين فريق متماسك. لكن في حال كان مدير الفريق غير حازم وليس على قدر المسؤولية فسيتفكك فريق العمل وتفشل الخطط والمشاريع التي أقيم الفريق من أجلها. و في بعض الأحيان تحدث بعض النّزاعات بين أفراد الفريق ممّا يؤثر على الفريق بشكل سلبي. كما قد يكون هناك عدم توازي في تقسيم المهام، إضافةً إلى شعور البعض بالتكاسل والاتكالية لوجود أشخاص غيره يقومون بالعمل، أو قد تحدث تهاترات ومناقشات فارغة نتيجةً لاختلاف وجهات النّظر.
أهم النّشاطات التي يمكن ضمنها تكوين فريق عمل
هناك العديد من الأمور التي تحتاج إلى تشاركيّة وعمل ضمن فريق أو مجموعة حتّى في المواقف الحياتيّة البسيطة. كأن تعمل مجموعة من الأشخاص على دفع سيارة تعطّلت عن العمل، أو في الألعاب الرّياضية المتعددة التي لا جدوى لها دون وجود فريق متكامل، أو ضمن أقسام الشّركات حيث أنّ كل مكتب أو هيئة مسؤولة يعمل بها عدّة أشخاص يتقاسمون المهام فيما بينهم. وحتّى أفراد العائلة الواحدة هم أقرب مثال للعمل ضمن فريق فالجميع يعمل للحفاظ على نظام البيت ليعيشو حياتهم بالشكل الأمثل. وحتّى خلايا النّحل أو مملكة النّمل أو أي كائنات أخرى كلّها مثال على فريق عمل هدفه جعل جميع الأمور مستتبّة وفي أفضل حال أي الجميع يعمل ضمن إطار الوحدة.
كيف نبحث عن كيفيّة تكوين فريق عمل
في وقتنا الحالي لا يوجد أي معلومة لا يمكن إيجادها، حيثُ يمكن إيجاد ذلك من خلال البحث على الإنترنت على المواقع الإلكترونية، أو الاستعانة بالكتب والمراجع الموثوقة، أو قراءة المجلات ذات الصّلة بهذا الموضوع، أو باستشارة خبراء و مختصين بهذه المواضيع للحصول على المعلومات الدّقيقة والكافية.
آليّة تكوين فريق عمل
- تحديد الهدف الذي سيقام الفريق من أجله.
- اختيار أعضاء ملتزمين قادرين على الصبر والتّفاني في العمل.
- إقامة اجتماع لتوعية أعضاء الفريق وتنبيههم حول الخطط التنفيذية ومعرفة ما يلزم للقيام بالمهام.
- التشديد على فكرة التآخي في العمل وعدم التشبّث بالآراء والأفكار وضرورة تقبّل الآخر ونشر روح المبادرة وكذلك ترسيخ مبدأ الانتماء للفريق.
- توزيع الأعمال لكل فرد على حدى بالتّساوي دون تمييز.
- التقييمات الدّورية لإنجازات الفريق ككل ولإعضاء الفريق بشكل فردي.
- التواصل الدائم بين أعضاء الفريق لمناقشة الأفكار وإبداء الآراء حول طبيعة العمل وتحسين العلاقات بين أفراد الفريق.
- إتاحة الفرصة لكل فرد من أفراد الفريق لإثبات ذاته و إظهار إمكانياته.
وفي الخِتام نودّ القول أنّه لا غنى للفرد عن الأفراد الآخرين مهما بلغَتْ قوّته العقليّة أو حتّى الجسديّة، فالإنسان لوحدِه قادر على الابتكار ولكن بالعمل ضمن مجموعة تتّسع مساحة الإبداع وتزيد فرص تنمية المهارات بشكل أكبر، وعلينا ألّا ننسى القول “في التّعاون قوّة و في التّفرقة ضعف”.