هناك الكثير من الأشياء التي نستخدمها في حياتنا اليومية بشكل مستمر، وعند الانتهاء منها نقوم برميها في سلة المهملات، ولكن هل خطر على بالك يومًا أن هذه الأشياء قد تكون ذات فائدة مرةً أخرى ولا تقل أهميةً عن فائدتها الأولى إذا تم ابتكار طريقة لإعادة استخدامها من جديد؟!، في الواقع هذا هو الوقت المناسب لتجول هذه الأفكار في ذهنك؛ فقلة الموارد وارتفاع ثمن العديد من الأشياء وتراجع المستوى المعيشي للعديد من الناس في مختلف أنحاء العالم حرر الكثير من الأفكار التي تتمحور حول عبارة “إعادة الاستخدام” من زنزانات الاستخدام الروتيني التقليدي، وكان مفهوم “إعادة التدوير” من ضمن هذه الأفكار، وأنصحك بقراءة المقال التالي للتعرف عن قرب عن هذا المفهوم وأهميته.
مفهوم إعادة التدوير
هو عبارة مُصطلح يصف عملية جمع المواد المستخدمة سابقًا والتي تُعتبر نفايات ثم تحويلها إلى مواد خام من جديد، ثم إعادة تصنيعها لتصبح موادَّ قابلةً للاستهلاك مجددًا، ويُسمى باللغة الإنكليزية (Recycling)، ويتصف مفهوم إعادة التدوير بالشمولية؛ إذ أنه يشمل أي شيء قديم يمكن استخدامه من جديد مثل الزجاج والورق والمعادن والبلاستيك والخشب والأقمشة وغيرها.
هو عبارة مُصطلح يصف عملية جمع المواد المستخدمة سابقًا والتي تُعتبر نفايات ثم تحويلها إلى مواد خام من جديد، ثم إعادة تصنيعها لتصبح موادَّ قابلةً للاستهلاك مجددًا، ويُسمى باللغة الإنكليزية (Recycling)، ويتصف مفهوم إعادة التدوير بالشمولية؛ إذ أنه يشمل أي شيء قديم يمكن استخدامه من جديد مثل الزجاج والورق والمعادن والبلاستيك والخشب والأقمشة وغيرها.
تاريخ إعادة التدوير
إن عملية إعادة التدوير تاريخًا طويلًا؛ حيث اُبتكرت هذه العملية منذ آلاف السنين، وبرزت أفكارها وطرقها في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين في العديد من دول العالم بسبب الكساد الاقتصادي الذي حصل في ذلك الوقت، وقد بدا هذا المفهوم كأحد المفاهيم الحديثة التي تدعو الناس للمحافظة على البيئة في سبعينيات القرن العشرين، ويُمكنك أن تُلاحظ تبلور أفكار إعادة التدوير وابتكار طرق جديدة لهذه العملية في وقتنا الحالي.
أهمية إعادة التدوير
لعب العامل الاقتصادي المُتراجع دورًا هامًّا في خلق هذا المفهوم كما أسلفتُ سابقًا، وفاقت النتائج المهمة التي ظهرت بعده كلَّ التوقعات، وإليك قائمةً بأهم البنود التي توضح أهمية إعادة التدوير:
- الحفاظ على الغطاء النباتي والأشجار: فعلى سبيل المثال تُستخدم أخشاب الأشجار في صناعة الأوراق التي تستعملها في الكتابة، وتحتاج إلى قطع العديد من الأشجار لإنتاج كمية معينة من الورق؛ ولكن يمكنك إنقاذ حوالي 13 شجرة من القطع من خلال عملية إعادة تدوير ما مقداره طن واحد من الورق المُستخدم سابقًا.
- تقليل المساحات المخصصة لرمي النفايات: تُقلّل عملية إعادة التدوير من كمية القمامة والنفايات التي يتم إرسالها لمكبات النفايات مما يُساهم في توفير مساحات إضافية.
- توفير فرص عمل جديدة: تُساهم عملية إعادة التدوير في خلق فرص عمل جديدة تتنوع بين وظائف تتطلب خبرةً ومهاراتٍ عالية ووظائف لا تتطلب ذلك، فعلى سبيل المثال توفر هذه العملية في ولاية كاليفورنيا في أميركا حوالي ٨٥ ألف وظيفة على مستوى الولاية كعمال في مصانع إعادة التدوير ومدراء للمعامل وطاقم طبي للطوارئ ومهندسين وخبراء بالمعادن والمواد المختلفة.
- الحفاظ على الموارد الطبيعية وتقليل الطلب على المواد الخام: حيث توفر هذه العملية المواد الخام الموجودة في الطبيعة وتقلل من هدرها وبالتالي تُنقذها من خطر النفاذ.
- الحد من تلوث البحار والمحيطات؛ فكما تعلم تُرمى أطنان من النفايات المنزلية الناتجة عن الصناعات المختلفة في المصبات المائية الكبرى، مما يُلوثها ويتسبب في القضاء على أنواع مهمة من المخلوقات البحرية، ولكن مع وجود مفهوم إعادة التدوير فإن معدل رمي النفايات سينخفض لأنه سيتم استخدامها من جديد.
- تخفيض معدل تلوث الهواء وإنقاص معدل الاحتباس الحراري؛ من خلال التقليل من عمليات حرق النفايات والحفاظ على الغطاء النباتي الذي يلعب دورًا أساسيًّا في تنقية الهواء.
- التقليل من هدر الطاقة المستخدمة لاستخراج المواد الخام.
أهم المواد التي يمكن إعادة تدويرها
الألمنيوم: حيث يمكن إعادة تدويره إلى رقائق الألمنيوم المستخدمة في التغليف.
- مياه الصرف الصحي: يُعاد تدويرها لتصبح صالحةً للري أو الاستخدام الخارجي.
- الفولاذ: وتعد بقايا السيارات والمباني الرافد الأساسي للفولاذ الذي يتم إعادة تدويره.
- البلاستيك: يعد البلاستيك من أكثر المواد الشائعة في عملية إعادة التدوير؛ حيث أن البلاستيك مكوَّن من مواد غير قابلة للتحلل في الطبيعة، لذا تتم إعادة تدويره من خلال فرزه وتقسيمه لأصناف وألوان مختلفة، ثم تخليصه من المواد العالقة فيه وتقطيعه وصهره بعدها في قوالب مختلفة حسب المُراد تصنيعه.
تُعتبر إعادة التدوير عمليةً مهمةً جدًا سواءً من الناحية البيئية أو الاقتصادية أو الصناعية؛ لذلك يُفضل أن ينتشر هذا المفهوم ويُطبق في جميع أنحاء العالم لتأمين بيئة صحية لجميع الكائنات الحية في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.