تلك البقعة الجغرافية التي ولدنا وترعرعنا فيها والتي يطلق عليها اسم الوطن، وشعرنا فيها بالأمان والأمن، والتي كانت وما تزال لنا كأحضان الأمهات لا تعوض أبداً، تستحق منا بذل الغالي والنفيس في سبيل صون حدودها وضمان أمنها واستقرارها، ولكن هناك بعض الجهلة الذين باعوا وطنهم لقاء بعض المال فهزمتنا الخيانة دون قتال، ومن قاموا ببيع وطنهم يستحقون أن تلحق بهم أشد العقوبات، سنتناول في هذه المقال عقوبة الخيانة العظمى في المملكة العربية السعودية.
عقوبة الخيانة العظمى في المملكة العربية السعودية
يقصد بجرم الخيانة بالمعنى الكلي القيام بطعن الثقة التي قام أحد الأشخاص بمنحها للآخر والتخلي عن الآخر لمصالح شخصية، ويعد من أهم الأسباب المؤدية إلى دمار المجتمع، تتنوع عقوبة الخيانة بين البلدان وكل بلد له مفاهيمه الخاصة حول جريمة الخيانة العظمى، ففي المملكة تعد جريمة الخيانة العظمى تلك التي يقوم بها أحد الأشخاص الذين يشغلون مناصب عليا في الدولة من موظفين وعسكريين، والذين يقدمون يد العون والمساعدة للعدو ضد مصالح الوطن، تتضمن عقوبة الخيانة العظمى الحكم بالإعدام إما بإطلاق الرصاص على المتهم أو قطع رأسه بالسيف وذلك ضمن حشد جماهيري ضخم لنشر الذعر في قلوب كل من تسول له نفسه خيانة الوطن.
جرائم عقوبتها الإعدام في العديد من الدول:
يوجد العديد من الجرائم التي تعاقب عليها الدول بحكم الإعدام ومنها قتل رئيس الدولة، وكذلك الخيانة العظمى للوطن، والتجسس على الدولة ونقل معلومات سرية للعدو، كما يطبق حكم الإعدام لتجار المخدرات خاصة عندما تسبب تجارة المخدرات وفاة أحد الأشخاص نتيجة جرعة زائدة، كما أن قتل أحد الشهود أو المحلفين أو محاولة قتله يعد من الجرائم التي يطبق فيها حكم الإعدام في بعض الدول، كما أن جريمة التعذيب حتى الموت تعد من الجرائم التي تطبق فيها حكم الإعدام، وأخيراً جرائم القتل من الدرجة الأولى.
ما تهمة الخيانة العظمى في المملكة العربية السعودية
يقصد بالخيانة العظمى تعامل الأشخاص الموكلين بمناصب عليا في المملكة مع أعداء المملكة وتسريب معلومات سرية للملكة تلحق الأذى بها وبشعبها ومصالحها السياسية والاقتصادية، والقيام برفع السلاح في وجه الحكومة، ومساندة الأعداء في الدخول إلى المملكة والاستيلاء على حصونها وقلاعها وموانئها، كما أن إشعال الفتنة وتحريض أبناء المملكة على الحكومة، وزرع التفرقة والحقد والكراهية يعد من أشكال الخيانة العظمى، وبذلك كل من خان الوطن يستحق أن يعاقب أشد العقاب لائتمانه على أرواح المواطنين وخيانته الثقة الموكلة إليه.
جرائم عقوبتها الإعدام في المملكة العربية السعودية
تضمن دستور المملكة الجرائم التي يحكم على مرتكبها بالإعدام، وهي:
• ازدراء الديانة الإسلامية والإساءة للقرآن الكريم بأي شكل من الأشكال.
• الارتداد عن الدين الإسلامي، حيث يعاقب كل مرتد بقطع رأسه.
• القيام بالهجوم المسلح.
• القيام بجرم الاغتصاب الشنيع.
• القتل والإرهاب.
• محاولة تهريب المخدرات.
• اتخاذ إله آخر مع الله.
• القيام بإشعال الفتنة وتحريض الشعب للانقلاب على الحكومة.
أقوال في خيانة الوطن
تعد خيانة الوطن جرماً شنيعاً لا يغتفر، وقد عبر الكتاب على مر التاريخ عن شناعة هذا الجرم، وفي هذه الفقرة سنذكر أهم ما قيل في خيانة الوطن:
• ليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبةً، من رجل تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها. – محمد الغزالي
• لقد اتفق العرب على خيانة كل شيء. – محمد الماغوط.
• أن تخسر شخصاً بسبب الموت أقل إيلاماً من خسارته لانعدام الثقة، الموت يقضي على المستقبل فقط، لكن الخيانة تقتل الماضي أيضاً يوهان دينه.
• مثل الذي خان وطنه وباع بلاده مثل الذي يسرق من مال أبيه ليطعم اللصوص، فلا أبوه يسامحه ولا اللص يكافئه نابليون بونابرت.
• لا شيء اسوء من خيانة القلم فالرصاص الغادر قد يقتل أفراداً، بينما القلم الخائن قد يقتل أمماً تشي جيفارا.
• إن انشغال الناس بالجزئيات، والأمة تجتث من جذورها من أعظم الخيانة لها وللمنهج الرباني الذي كلفنا بحمله عبد الكريم بكار.
• النقد ليس خيانة.. الخيانة أن تزيّن القبح، وتصفق للأخطاء، وتتعامل مع وطنك كأنه «راتب آخر الشهر»! محمد الرطبان.
• ليس أعظم خيانة ولا أسوأ عاقبة من رجل تولى أمور الناس فنام عنها حتى أضاعها محمد الغزالي.