يحدث التهاب السحايا عندما يوجد التهاب في الأغشية السحائية التي تغلف الدماغ، ويمكن أن يثبت التشخيص بوجود الكريات البيضاء في السائل الدماغي الشوكي ( CSF ).
ويعد الخمج الفيروسي العامل المسبب الأكثر شيوعاً ويزول بشكل عفوي في معظم الحالات.
لكن التهاب السحايا الجرثومي يمكن أن يسبب عواقباً شديدة.
ما هو التهاب السحايا الفيروسي؟
إن أكثر من ثلثي أخماج الجملة العصبية يكون فيروسياً و تتضمن العوامل المسببة: الفيروسات المعوية و أبشتاين بار و الفيروسات الغدية و النكاف.
وبسبب استخدام لقاح النكاف والحصبة الألمانية أصبح التهاب السحايا بالنكاف نادراً في الوقت الحالي.
وغالباً مايكون التهاب السحايا الفيروسي أقل شدة من الجرثومي ومعظم الحالات تشفى بشكل كامل.
ما هو التهاب السحايا الجرثومي؟
يكون أكثر من ٨٠٪ من مرضى التهاب السحايا الجرثومي بعمر أقل من ١٦ سنة، ويبقى التهاب السحايا الجرثومي إنتاناً خطيراً عند الأطفال مع نسبة وفيات بين ٥-١٠٪.
وأكثر من ١٠٪ من المرضى تبقى لديهم إصابات عصبية طويلة الأمد.
ما هي العضويات الممرضة المسببة لالتهاب السحايا الجرثومي؟
تختلف العضويات الممرضة المسببة لالتهاب السحايا حسب عمر الطفل:
- بعمر الوليد وحتى ٣ أشهر تكون المكورات العقدية نمط B والإشيرشيا كولي و الليستريا المستوحدة أشيع الأسباب.
- من عمر ٣ أشهر حتى ٦ سنوات تكون النيسيريات السحائية والمكورات العقدية الرئوية و المستدميات النزلية أشيع الأسباب.
- وبعمر أكبر من ٦سنوات تكون النيسيريات السحائية و المكورات العقدية أشيع الأسباب.
ما الذي يحصل في التهاب السحايا؟
عادة مايكون التهاب السحايا الجرثومي تالياً لتجرثم الدم ، وتنتج معظم الأذيات في السحايا عن ردة فعل الثوي تجاه الخمج وليس عن الجرثوم بحد ذاته.
يؤدي تحرير الوسائط الالتهابية و تفعيل الكريات البيضاء بالإضافة إلى أذية البطانة إلى حدوث وذمة دماغية مع ارتفاع التوتر داخل القحف و نقص الجريان الدموي إلى الدماغ، كما تسبب الاستجابة الالتهابية تحت السحايا اعتلالاً وعائياً و ينتج عن ذلك احتشاءات قشرية دماغية ، ويمكن أن تسبب النتحات الفبرينية إعاقة عود امتصاص السائل الدماغي الشوكي من الزغابات العنكوبتية مما يؤدي إلى استسقاء دماغي.
ما هي أعراض التهاب السحايا؟
- إن العلامات والأعراض الباكرة لالتهاب السحايا غير نوعية وخاصة عند الرضع والأطفال الصغار.
- وفقط الأطفال الأكبر القادرين على الكلام يمكن لهم أن يعبروا عن الأعراض مثل الصداع وصلابة النقرة ورهاب الضوء.
- يمكن أن يترافق التهاب السحايا مع خمج الدم حيث نشاهد علامات الصدمة مثل تسرع القلب و تسرع التنفس وانخفاض الضغط.
- يحدث الترفع الحروري وقد تحدث إقياءات و اختلاجات وينقص مستوى الوعي.
كيف يتم تشخيص التهاب السحايا؟
يجرى البزل القطني للحصول على عينة من السائل الدماغي الشوكي وذلك لإثبات التشخيص و تمييز العامل الممرض و كذلك التحسس على الصادات.
ويمكن تحديد التشخيص الجرثومي حتى بدون إجراء البزل القطني في نصف الحالات تقريباً وذلك من خلال زرع الدم و إجراء تفاعل البوليميراز التسلسلي PCR ومسح المستضدات السريع الذي يمكن أن يجرى على عينات الدم و البول.
ماهي الاختلاطات التي يمكن أن تحدث بسبب التهاب السحايا؟
١-نقص السمع والصمم بسبب الأذية الالتهابية للخلايا الشعرية في الحلزون لذلك يجب إجراء تقييم للسمع عند كل الأطفال المصابين بالتهاب السحايا بشكل سريع .
٢-التهاب أوعية موضع و يمكن أن يؤدي لشلول في الأعصاب القحفية أو آفات عصبية بؤرية أخرى.
٣-احتشاء دماغي موضع يمكن أن يؤدي إلى اختلاجات بؤرية أو متعددة البؤر وقد يؤدي لاحقاً لحدوث الصرع.
٤-الاستسقاء الدماغي ويمكن أن ينتج إما عن ضعف عودك امتصاص السائل الدماغي الشوكي أو انسداد القناة الدماغية أو مخرج البطينات.
٥-الخراجة الدماغية ويتطلب هذا الاختلاط إجراء نزح للخراجة.
كيف يتم علاج التهاب السحايا؟
- لايجب أبداً التأخير في تقديم العلاج بالصادات و المعالجة الداعمة للطفل المصاب بالتهاب السحايا.
- و يعتمد اختيار الصادات على العوامل الممرضة و الخيار المفضل هو السيفالوسبورينات من الجيل الثالث كالسفترياكسون حيث تغطي معظم الجراثيم الشائعة المسببة لالتهاب السحايا.
- تستخدم خافضات الحرارة عند الأطفال الذين يعانون من الحرارة و يبدون بحالة عامة غير جيدة ، حيث يمكن استخدام إما البارسيتامول او الإيبوبروفين ويمكن أن يعطى الدواءان معاً في حال حدوث استجابة محدودة على واحد منهما فقط .
- توجد بعض الأدلة التي تقترح أن إعطاء الديكساميتازون مع الصادات بعد مرحلة الوليد ينقص من خطر الاختلاطات طويلة الأمد كالصمم.