مدة التئام الشرخ بعد العملية، يمكن تعريف الشق الشرجي بأنه تمزق صغير في الطبقة المخاطية المبطنة لفتحة الشرج. يوجد العديد من الحالات التي قد تترافق مع حدوث مع حدوث الشق الشرجي، ويعتبر الإمساك أشيعها. تؤدي الشوق الشرجية إلى الكثير من الآلام المزعجة لصاحبها، بالإضافة إلى النزف الذي قد يقود إلى حدوث فقر دم إذا كان شديداً. كما ينتج عنه تشنجات في الحلقة العضلية الموجودة في نهاية فتحة الشرج (العضلة العاصرة الشرجية). ومن الجدير بالذكر أن الشق الشرجي من الأمراض المنتشرة عند عموم السكان، وخاصةً عند الشعوب التي تتناول الأطعمة الحارة والمبهرة. يمكن أن يحدث الشق الشرجي في أي عمر (الطفولة أو الشباب أو الكهولة). تتحسن معظم الشقوق باتباع إجراءات بسيطة، مثل زيادة تناول الألياف أو الحمامات الساخنة. قد يحتاج بعض الأشخاص الذين يعانون من الشق الشرجي إلى الأدوية أو العمليات الجراحية أحياناً.
أعراض الشق الشرجي
يعاني مرضى الشق الشرجي من الأعراض التالية:
- ألم بعد الطعام يمكن أن يستمر لعدة ساعات، ويغطي صاحبه شعور بعدم الارتياح.
- نزف على شكل دم أحمر فاتح، إذ يمكن ملاحظته على البراز أو ورق التواليت.
- آفات جلدية وشقوق في الجلد حول فتحة الشرج.
- كتلة صغيرة (علامة جلدية) على الجلد بالقرب من الشق الشرجي.
أسباب الشق الشرجي
يوجد عدة أسباب شائعة للشق الشرجي تؤدي إلى بدء الأعراض سابقة الذكر، أو استمرار حدوثها (عدم شفاء الشق الشرجي)، ومنها:
- خروج كميات كبيرة من البراز القاسي والصلب.
- الإمساك المزمن الذي قد قد يخرش العضلة الشرجية ويؤدي إلى تشنجها.
- الإسهال المزمن.
- الجماع الشرجي، ويعتبر من العادات غير المنصوح بها نظراً لترافقه مع العديد من الضطرابات كالإنتانات والشوق.
- الولادة الطبيعية.
تشمل الأسباب الأقل شيوعًا للشقوق الشرجية ما يلي:
- الأمراض المعوية الالتهابية مثل داء كرون و مرض التهاب الأمعاء.
- الإصابة بسرطان الشرج.
- العدوى بفيروس العوز المناعي البشري (الإيدز).
- الإصابة بمرض التدرن (السل).
- الإصابة بمرض السلفس أو ما يسمى الزهري.
مضاعفات الشق الشرجي
يعتبر الشق الشرجي من المشاكل المزمنة التي تسبب الكثير من الازعاجات والمشاكل لصاحبها ولا تُشفى بسهولة، وقد تؤدي الشقوق ئالشرجية الحادة إلى مضاعفات نذكر منها:
- عدم الشفاء والنكس المتكرر إذ يعاني معظم المرضى من آلام مستمرة ونزف مؤلم.
- يتحول الشق الشرجي الذي يفشل في الشفاء في غضون ثمانية أسابيع إلى شق مزمن، وقد يحتاج إلى مزيد من العلاج والوقت لتحقيق الهدأة والشفاء.
- ليس هناك أي خطورة متزايدة للإصابة بسرطان الشرج عند مرضى الشق الشرجي.
الوقاية من الإصابة بالشق الشرجي
على الرغم من كون الشق الشرجي من الأمراض المزمنة وصعبة العلاج أحياناً، إلا أن الوقاية منه ممكنة، وتتم من خلال اتباع نمط حياة صحي معين، والحرص على الالتزام به. يجب تناول الأطعمة الغنية بالألياف الغذائية كالأوراق الخضراء لتجنّب الإصابة بالإمساك وعدم الإكثار من الأغذية الجافة، وشرب السوائل بكميات كافية إذ تقوم السوائل بتليين الأمعاء وزيادة مرونة البراز وبالتالي سهولة خروجه من فتحة الشرج، وممارسة الرياضة بانتظام لتقوية عضلات البطن المشاركة في دعم عملية الإطراح.
تشخيص الشق الشرجي
يخطأ الأطباء أحياناً في تشخيص الشق الشرجي، ويعتقدون بأنه بواسير شرجية نظراً للأعراض المتشابهة بين المرضين السابقين المتمثلة في الألم والنزف. قد يؤدي هذا التأخير في التشخيص إلى تحول الشق الحاد إلى مزمن، وبالتالي يصبح أكثر صعوبة في العلاج ويحتاج إلى وقت أطول. يؤدي التشخيص الخاطئ للشق الشرجي أيضاً إلى عدم اكتشاف الحالات الأخرى المتعلقة بالمرض (الالتهابات والسرطان) وتأخر علاجها. يتم تشخيص الشق الشرجي سريرياً بالاستناد إلى الأعراض، بالإضافة إلى رؤية الشق بالعين المجردة أو بتنظير الشرج والقولون. قد نلجأ أحياناً إلى أخذ الخزعات لاستبعاد الأمراض المشابهة والخبيثة. ومن الوسائل المساعدة في التشخيص نذكر:
- تنظير الشرج باستخدام جهاز أنبوبي يتم إدخاله في فتحة الشرج، وبالتالي تقييم سلامة المستقيم والشرج.
- التنظير السيني المرن باستخدام انبوب رفيع ومرن إذ يقوم بتصوير مقطع فيديو صغير للجزء السفلي من القولون. يشترط لإجراء هذا الاختبار أن يكون عمر المريض أقل من 50 عاماً، وليس لديه عوامل خطر للإصابة بأمراض الأمعاء أو سرطان القولون.
- تنظير القولون باستخدام أنبوب مرن في المستقيم لفحص القولون بالكامل.
علاج الشق الشرجي
يعتمد شفاء الشق الشرجي على وعي المريض ومقدار التزامه بتعليمات الطبيب. تلتئم الشقوق الشرجية غالباً في غضون أسابيع قليلة إذا تم اتباع الحمية اللازمة لإبقاء البراز لينًا (زيادة تناول المريض للألياف والسوائل). يمكن أن تساعد الحمامات الدافئة (عدة مرات في اليوم) على استرخاء العضلة العاصرة وتخفيف تشنجها. لا يستفيد بعض المرضى على العلاج المحافظ ويستمر الألم والنزف لديهم. وتحتاج هذه الفئة إلى علاج جراحي حيث يقوم الطبيب بقطع جانبي العضلة الشرجية مما يؤدي إلى توسعها وتخفيف الضغط عن المخاطية المبطنة .
تتضمن الإجراءات غير الجراحية ما يلي:
- العلاج الهرموني كالنتروجليسرين المطبق موضعياً، إذ يساعد على زيادة تدفق الدم إلى الشق (زيادة التروية الدموية) وتعزيز الشفاء والمساعدة على استرخاء العضلة العاصرة الشرجية. يعتبر النتروجليسرين من العلاجات الفعالة، ويتم اللجوء إليه في حال فشل الإجراءات المحافظة الأخرى.
- كريمات التخدير الموضعية مثل ليدوكائين هيدروكلوريد مفيدة في تخفيف الألم.
- حقن توكسين البوتولينوم (البوتوكس)، إذ يساعد على شل العضلة العاصرة الشرجية وتخفيف الضغط المطبق على الطبقة المخاطية.
ينصح الطبيب بالجراحة في حال وجود شق شرجي مزمن ومقاوم للعلاجات الأخرى المذكورة سابقاً، أو في حال الأعراض الشديدة وغير المحمولة من قبل المريض. يقوم الأطباء عادةً بإجراء بضع (قطع) العضلة العاصرة الداخلية الجانبية، وذلك من خلال قطع جزء صغير من العضلة العاصرة الشرجية لتقليل التشنج والألم، والمساعدة على الشفاء. أثبتت الدراسات أن الجراحة هي العلاج المثالي للشق الشرجي المزمن إذ تقدم نتائج ممتازة وتعالج الأعراض المزعجة في وقت مثالي. قد تترافق مع خطر ضئيل للإصابة بالسلس البولي إلا أن هذا الأمر لم يمنع إجراء العملية.
المدة اللازمة لالتئام الجرح بعد العملية
تختلف المدة اللازمة لالتئام الجرح بعد العملية من مريض لآخر إذ تتعلق بحجم الشق وعمقه وترافقه مع حالات مرضية معينة، ويستغرق الشفاء التام حوالي 6-12 أسبوعاً وسطياً بعد العمل الجراحي. ومع ذلك، يختفي الألم الحاد عادةً بعد الجراحة ببضعة أيام عند غالبية المرضى. كما يتمكن معظم المرضى من العودة إلى العمل واستئناف الأنشطة اليومية بعد الجراحة بأيام قليلة.