يحلم الجميع بالنجاح والتفوّق في جميع المجالات سواءً الدراسية أو المهنية أو الاجتماعية حتى، ويتطلب ذلك ذكاءً مقرونًا بالاجتهاد، ولا يُمكن إنكار أن الذكاء صفةٌ موروثةٌ؛ تُحددها بنية الدماغ وصحته وبعض العوامل الوراثية والبيئية، ولكن لا يُمثّل هذا الكلام قاعدةً ثابتةً، فيسعى العديد من البشر لتحسين قدراتهم العقلية والفكرية، ويُحقق معظمهم في الواقع نجاحًا مميزًا حتى لو لم يولدوا بذكاءٍ فطري؛ وذلك عملًا بالمثل القائل: “لكل مجتهدٍ نصيبٌ”، وستتعرف بعد قراءتك لهذا المقال على أهم التمارين وأكثرها نجاحًا في تحسين مستوى الذكاء والقوة الدماغية والتي ستجعلك أكثر ذكاءً.
التعلم من خلال التدريس
وذلك بإتباع مبدأ “التحليل والتركيب”؛ حيثُ يُمكنك الاطلاع على فكرة أو مفهوم أو موضوع معين، ثم الغوص في كل ما يتعلق به تقريبًا حتى إتقانه، ثم تدريسه لمجموعة من الأشخاص سواءً كانوا بحاجة الموضوع أو لا يُمثل لهم أكثر من معلومات ثقافية عامّة، ويُمكنك شرحه بطرق مختلفة أنت تختارها، وإذا لم تتمكن من الحصول على جمهور فيُمكنك تسجيل فيديو ورفعه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة بك ومناقشته مع أصدقائك أو زملائك في العمل، وتُمثل هذه الطريقة أسلوبًا جيدًا لتوسيع ثقافتك وتحسين قدراتك العقلية عبر القراءة وتحليل الأفكار وابتكار منهجيتك الخاصة في البحث وإستراتيجية إيصال الفكرة.
التعلم عن طريق القراءة
إن القراءة هي غذاء الروح، وكلما ازداد عدد الكتب التي قرأتها وتنوّعت موضوعاتها زاد فهمك وتوسعت آفاق تفكيرك وسَهُلَ عليك استيعاب كل ما هو جديد، وتعتبر القراءة من التمارين الجيدة التي تجعلك أكثر ذكاءً.
التعلم عن طريق الكتابة
إذا كانت القراءة هي غذاء الروح فالكتابة هي الصديق الصدوق للروح؛ الذي تستطيع معه التعبير عن الأفكار والمشاعر التي لا يُمكنك البوح بها لأي كائنٍ، فالكتابة فنّ يُعبر عن ذوق الكاتب وثقافته وطريقة تحليله للأفكار وصياغتها، وللكتابة ميزة إضافية؛ فهي تُنمي القدرات الفكرية وتجعلك أكثر ذكاءً؛ من خلال تحويل الأفكار الذهنية إلى شكل مقروء ومُفيد للجميع وتحليل الأفكار وتركيبها وصياغتها بأسلوب لغوي صحيح خالٍ من الأخطاء الإملائية والقواعدية.
الانفتاح على أفكار جديدة تجعلك أكثر ذكاءً
يُضعف التقوقع الاجتماعي والتّحفّظ الشديد الذي لا مبرر له والخوف من الانخراط في التجارب الجديدة النشاط الفكري؛ فخلال رحلتك لزيادة مستوى ذكائك لا تنسى الخوض في تجارب جديدة سواءً عادت بنتيجةٍ سلبيةٍ أو إيجابيةٍ على حياتك، ولا تتردد في التعرف على أناسٍ جددٍ مختلفين بطبائعهم وثقافاتهم ومجالات عملهم ودراستهم ولكن مناسبين أخلاقيًّا، ومن الجيد أن تُشارك في الحملات التطوعية الهادفة وتنتسب للجمعيات الخيرية مثل تلك التي تُعنى بمحو الأمية، كُن مُتقبلًا للتجديد ولكل ما هو جديد فالدماغ المُتحجر والمُتعب يتسم بقلة الذكاء.
الرسم يجعلك أكثر ذكاءً
عملًا بالمبدأ القائل: “إن الذكاء مُرتبط بالإبداع” فيُمكنكَ أن تستخدم طريقة شائعة وبسيطة ومُمتعة تجعلك أكثر ذكاءً؛ ألا وهي الرسم، فيُساعدك الرسم على زيادة نشاط الدماغ من خلال التدقيق في رسم الخطوط والأشكال وقربها من الواقعية التفصيلية أو الخيالية الإبداعية، ويُحسن الرسم القدرة على التخيل التي تفتح آفاقًا جديدةً من مهارات التعلم، كما أن للرسم فائدةٌ عظيمةٌ في تحسين تناسق اليدين والعينين.
تعلم العزف على آلة موسيقية معينة
أثبتت العديد من الدراسات أن للموسيقى قدرة جيدة على استحضار العواطف حتى الدفينة منها وتحسين القدرة على التذكر وربط الأحداث بالألحان، وإن تعلم العزف على آلة موسيقية يجعل الإنسان أكثر صبرًا ومثابرةً واجتهادًا ويتطلب منه زيادة التركيز؛ حيثُ توجد الكثير من القواعد الواجب حفظها وإتقان أدائها، وبالتالي يُحسن تفكير الإنسان ويجعله أكثر ذكاءً.
ممارسة التأمل
يُفيد التأمل المنتظم في زيادة التركيز وتصفية الذهن وتقليل التوتر والعصبية الانفعال والقلق والحفاظ على الهدوء؛ وبالتالي إمكانية التفكير والتخطيط بفعالية أكبر وزيادة مستوى الذكاء، وإدراك مواطن الخلل بالأفكار والمواقف والبحث عن طرق جيدة لحلها.
تعلم لغة جديدة
وهي من أمتع الطرق التي تجعلك أكثر ذكاء، حيثُ أن اللغة الجديدة تُعزز الرغبة في الاستكشاف وتوسيع الآفاق، وتسمح للفرد بالتعرف على ثقافة جديدة واختبار ما تعلمه من فترة لأخرى؛ مما يدفعه إلى بذل المزيد من الجهد وتنشيط الدماغ، وأثبتت دراسة أُجريت في المركز الطبي التابع لجامعة جورج تاون أن الأفراد الذين يتكلمون لغتين على الأقل كان لديهم كمية أكبر من المادة الرمادية في الفصين الجبهي والجداري للدماغ، وتحتوي هذه الفصوص على المناطق الدماغية التي تُشارك في الوظائف التنفيذية.
ممارسة التمارين الرياضية
ها قد وصلنا إلى الطريقة الأكثر متعةً وفائدةً بالنسبة للجميع ومن ضمنهم أنا؛ وكما يقول المثل الشائع: “العقل السليم في الجسم السليم”، فالتمارين الرياضية الصحيحة المُنتظمة تُساعد على تقليل الغضب والتوتر وجميع المشاعر السلبية وزيادة معدل السعادة والنشاط البدني والفكري؛ حيث تُنشط الدورة الدموية وتزيد تدفق الأكسجين المُحمل بالأكسجين والمواد الغذائية إلى الدماغ وتأكذ أنها تجعلك أكثر ذكاءً ومرحًا.
ممارسة ألعاب الدماغ التي تجعلك أكثر ذكاءً
تُنشط الألغاز خلايا الدماغ، وتزيد معدل الذكاء والقدرة على حل المشكلات والتخطيط السليم؛ فعلى سبيل المثال قامت أكثر من 30 دولة باعتماد لعبة الشطرنج كأداة تعليمية في المدارس، وتهتم العديد من الدول بمباريات الشطرنج أكثر من غيرها من الألعاب المشابهة، ويقول بعض الخبراء: “الأذكياء لا يلعبون الشطرنج وإنما من يبحث عن الذكاء يلعبها”، كما يوجد لعبة أخرى تُسمى “كين كين” والتي تستخدم جداول وأرقام وعلامات حسابية، بالإضافة إلى مكعب روبيك الشهير المكون من 26 مكعب صغير ملون؛ ويكمن اللغز في جمع جميع المكعبات التي تحمل ألوانًا متماثلة على نفس الوجه من المكعب الكبير، ولا يخفى عن أحد لعبة سودوكو والكلمات المتقاطعة والكثير من الألعاب الذهنية الأخرى التي تُنشط الدماغ وتزيد معدّل الذكاء.
تُعد عملية التعلم بحد ذاتها مُحفّزًا مثاليًّا لزيادة معدل الذكاء، لذلك اسعَ لتعلم كل ما هو مُفيد، ولا تكتفي بما حصلت عليه من خبرات ومهارات، فما زال العقل البشري وقدراته لغزًا يُحيّر العلماء، فثابر، وإياكَ أن تستهين بقدرة دماغك على الإنتاج مهما حدث.