شروط الصيام في رمضان ما هي شروط صحة الصوم

يحلُّ شهر رمضان الهجري في كل سنةٍ. ويأتي معه الخير والبركة وطاعة الله. فرمضان هو الشهر الذي فَرضَ فيه الله تعالى الصيام على عباده المسلمين. وأيضًا جعله ركنًا من أركان الإسلام. ولكن لهذه الفريضة شروطٌ عديدةٌ، من الضروري أن تنطبق على الصائم حتى يكون صيامه صحيحًا. لذلك سنُبيّن في هذا المقال ما هو الصيام وما شروطه.

تعريف الصيام في اللغة العربية:

يُعرف الصيام كتعبيرٍ في اللغة العربية، بأنه عملية الإمساك أو الامتناع عن فعل شيءٍ ما. كالطعام والشراب، أو الكلام.

تعريف الصيام كفريضةٍ في دين الإسلام:

تُعبر فريضة الصيام عن عملية عبادة الله تعالى للتقرب منه. وذلك من خلال الامتناع عن تناول الطعام والشراب، أو شيءٍ يؤدي للإفطار وزوال الصيام. وتبدأ فترة الصيام من بزوغ الفجر وحتى مغيب الشمس. مع ضرورة وجود النية.

شروط الصيام في شهر رمضان:

• الإسلام: يجب على الصائم أن يكون مسلمًا, أي أن يعتنق دين الإسلام قبل البدء بصيام شهر رمضان.
• البلوغ: يُشترط على صائم شهر رمضان أن يكون بالغًا وراشدُا, وينطبق ذلك على الذكر والأنثى. فلا يًفرض الصيام على الأطفال, بسبب ضعف أجسامهم.
• وجود العقل: يُشترط على من يصوم شهر رمضان أن يكون عاقلًا. أي أن الشخص المجنون لا يجوز أن يصوم. ومن ذهب عقله بسبب شرب الخمر, فلا يقبل صيامه حتى يستعيد وعيه.
• الإقامة في البلد: يجب على المسلم الصائم أن يستقر في بلدٍ محددِ طيلة الشهر. فلا يجوز الصيام للمسافر ضمن شروطٍ معينة. ولكن من الضروري أن يقضي الأيام التي أفطرها في شهرِ آخر.
• قدرة المسلم على الصيام: من الضروري أن يكون جسد الصائم قويًا وقادرُا على تحمل ساعات الصيام. ولذلك يًعفى الشخص المريض من الصيام طيلة مرضه, ولكن يجب عليه أن يصوم بعد شفائه, بعدد الأيام التي أفطرها.
• وجود الطهارة من دم الحيض والنفاس: يُفرض الصيام على المرأة التي لا تكون حائضًا أو نفساء. وحين تنتهي المرأة المسلمة من تلك الفترة تُكمل صيام باقي أيام رمضان, مع وجوب قضاء الأيام التي أفطرتها في شهرٍ آخر.

فوائد الصيام في شهر رمضان على الجسم:

لا تقتصر فوائد الصيام في هذا الشهر على النفس والروح فقط، بل تشمل الجسد أيضًا. ومن الفوائد ما يلي:
• الحفاظ على صحة القلب: يعزز الصيام عمل عضلة القلب وشرايينه. فهو يخفف من الضغط الحاصل على القلب حين تمتلئ المعدة بالطعام، وتحتاج إلى ضخ الدم إليها. بالإضافة إلى المساعدة على التخلص من الدهون الموجودة في الدم.
• تقوية الصحة النفسية: يُفيد صيام شهر رمضان في تعديل المزاج وجعل الإنسان في حالة راحةٍ أكبر. كما أنه يقوي الدماغ من خلال رفع مقاومته للتعب والجهد.
• خفض مستويات كوليسترول الدم: تقل كميات الدهون التي تدخل لجسم الصائم خلال شهر رمضان، مما يُخفض من مستوى الكوليسترول في الدم. ونتيجةً لذلك يصبح جسد الصائم أقل عرضةً لحدوث النوبة أو الجلطة القلبية.
• يُخلص الجسم من السموم: نتيجةً لبقاء الصائم دون طعامٍ وشرابٍ لفترةٍ طويلة، فإن جسده سيتخلص من السموم الموجودة في جهازه الهضمي. وبالتالي سيُصبح أكثر صحةً مع انتهاء الشهر.
• يعزز من صحة جهاز الهضم: فعملية الصيام تقوي الأغشية الداخلية الموجودة في الجهاز الهضمي. وبالتالي التخلص من مشاكل عسر الهضم ووجود الغازات في البطن، إضافةً لاضطرابات القولون.
• المساعدة على إنقاص الوزن: فيعتبر الصيام من أفضل الوسائل المُتبعة لتخفيض وزن الجسم، وأكثرها صحةً وأمانًا. وذلك من خلال إراحته للجهاز الهضمي في النهار، وهذا الأمر يؤدي إلى صغر حجم المعدة. وبالتالي تقليل كميات الطعام.
• التخلص من الأمور المضرة بالصحة: يساعد الصيام على التخلص من العادات السيئة كالتدخين. فنتيجةً لذلك يتعود الصائم على البقاء دون التدخين لوقتٍ طويل، مما يُسهل من الإقلاع عنه بشكلٍ نهائي.

بعض أحكام الصيام في شهر رمضان:

• للمسافر: يجوز للمسلم المسافر من بلدٍ لآخر أن يُفطر، ويجب أن يقضي اليوم الذي أفطره فيما بعد. ويُشترط وجود ضرورةٍ في السفر.
• للمرأة الحامل أو المرضعة: يُمكن للمرأة في إحدى الحالتين أن تُفطر شهر رمضان، وذلك من أجل الحفاظ على صحة الجنين و الرضيع. بالإضافة إلى وقايتهما من خطر الإصابة بالأمراض نتيجة الامتناع عن الطعام والشراب لفترةٍ طويلة.
• استخدام القطرات: يختلف حكم الإفطار في رمضان بحسب نوع القطرة، فالقطرة العينية لا تستوجب الإفطار، لأنها لا تصل إلى الفم. أما القطرة الأنفية فهي تؤدي إلى الإفطار حين تدخل إلى الحلق، بسبب اشتراك الفم والأنف في المجرى التنفسي. لهذا السبب من الممكن دخول محتوى القطرة إلى الحلق وبالتالي انتهاء الصيام.
وفي نهاية المقال لا يسعنا سوى القول، بأن الله تعالى لا يفرض أي شيءٍ على عباده، إلا ويكون فيه زيادة الفائدة والحسنات، بالإضافة إلى زوال الأمراض ومحو السيئات، فالله هو الحكيم الرحيم.

Scroll to Top