تشوه خلقي نادر يظهر لدى طفل من أصل عشرة آلاف طفل على شكل ورم في العين نتيجة ثقب في أنسجة إحدى الأجزاء العينية، وقد يسبب انفصالاً في الشبكية والعمى لدى 3-11 % من الأطفال على مستوى العالم. الثلامة (Coloboma) ما هي أسبابه؟ وكيف يمكن الشفاء منه؟ هيا بنا نتعرف على ذلك من خلال هذا المقال.
مرض الثلامة (Coloboma) والأسباب
هل شاهدت يوماً شخصاً له عينين تشبهان عيني القط؟ من المؤكد أنك تساءلت ما هي أسباب هذه الإصابة وما هو هذا المرض.
اعتقد الكثيرون أن مرض الثلامة (كولوبوما) هو مرض وراثي ينتقل ضمن العائلة الواحدة، ولكن يبقى للعلم رأي آخر. قد تكون الثلامة متلازمة وراثية كمتلازمة عين القط التي تظهر على شكل اضطراب نادر سميت على اسم الشكل المميز لورم قزحية العين، إلا أنه لم يكن كل الأطفال الذين ولدوا ولديهم ورم الثلامة (كولوبوما) في العين لديهم تاريخ عائلي لهذه الحالة، وهذا يؤكد أن هذا المرض قد يظهر مصادفة.
هل تعلم أن عين الجنين تتطور ابتداءً من الأسبوع الثالث من حمل الأم؟
أثناء تشكل العين، تقترب الحويصلة البصرية بشدة من سطح الجلد، لتتكاثف لاحقاً وتشكل لوحة العدسة العينية. تتغلغل الحويصلة البصرية لتنتج كأساً بصرياً ثنائي الطبقات في الشبكية العصبية العميقة والشبكية الصباغية الخارجية. ثم تتغلغل لوحة العدسة أيضًا في عملية مورفوجينية متراتبة لتشكيل العدسة البلورية البدائية.
تقوم الحويصلة البصرية بتشكيل الشق البصري في الأسبوع الخامس تقريباً. ويشهد تطور العين الطبيعي عادة تقارب حواف الشق واندماجه. لكن إذا فشلت فجوات الشق البصري في الاندماج، فستكون النتيجة متلازمة كولوبوما العينية من خلال تشكل ثقباً في إحدى أجزاء العين كالقزحية أو المشيمية أو الشبكية. ويظهر سريرياً على شكل تشوه خلقي، في عدسة وقزحية العين أو عيوبٍ في الشبكية أو العصب البصري في الربع السفلي من العين.
وبالتالي قد يعود مرض الثلامة لأسباب بيئية كمتلازمة الكحول الجنينية التي تنتج عن تناول الأم للكحول أثناء فترة الحمل، مما يسبب تلفاً في المخ أو مشاكل كبيرة في النمو لدى الجنين. كما يلعب نقص فيتامين A عاملاً هاماً في هذا المرض.
كيف تظهر الأعراض لدى الشخص المصاب بالثلامة؟
هل صادفت عندما كنت طالباً في المدرسة أحد الطلاب مصاباً بثلامة العين؟ لابد أنك لاحظت مدى صغر إحدى العينين أو كلاهما بشكل غير طبيعي، بالإضافة إلى الأورام الصفراء لجفن العين ولون التبقع في العين نتيجة زيادة الضغط داخلها والذي قد يكون أثره كارثياً كفقدان الرؤية تماماً. ومن المؤكد أن الطالب كان يعاني من حساسية ورهاب الضوء، أو يجد صعوبة في الرؤية كقصر النظر أو فقدان الرؤية بشكل كامل، وقد لا تكون هذه الحالة قابلةً للتصحيح خاصة إذا تم إهمالها لوقت طويل. وعادة ما يتم تحديد التأثير البصري إلى حد كبير من خلال الخلل الذي يظهر في التطور البقعي في العين.
كيف يتم العلاج من مرض الثلامة؟
أعزائي الأب والأم لا داعي للقلق الشديد عندما تنجبا طفلاً مصاباً بمرض الثلامة، فالعلاج من مرض الثلامة أمر ممكن دائماً، حتى لو تسبب المرض انفصالاً في الشبكية. فالكثير من الحالات تحسنت من دون الحاجة للعمل الجراحي. كما يمكن أن تكون العدسات الطبية اللاصقة جزءاً من العلاج.
كيف يتم تحسين حدة البصر؟
يتوجب على طبيب العيون مساعدة مريض الثلامة في معالجة المشاكل البصرية وتوفير الفحص المنتظم لصحة العين. وينصح بتطبيق برامج التدخل المبكر بعد الولادة مباشرة، وذلك للحفاظ على أقصى درجة من الرؤية الممكنة لدى المرضى المصابين بالثلامة.
لكن عندما تكون الثلامة على شكل ورم في العصب البصري فمن الصعب علاج انفصال الشبكية. وهنا غالباً ما تتم محاولة إغلاق الثقب باستخدام الإنفاذ الحراري أو الليزر أو العلاج بالتبريد، ويطبق ذلك بحذر شديد لتجنب تلف العصب البصري القريب من الإصابة. ومع ذلك، من النادر إغلاق هذه الفتحة. كما يمكن أن يؤدي سحب الجسم الزجاجي في الورم إلى انفصال الجسم الزجاجي الخلفي، وهذا يمكن أن يساعد في تخفيف حدة الشد، وتعزيز إعادة ربط الشبكية. ويتوجب على الطبيب مرافقة ذلك بتصحيح الأخطاء الانكسارية باستخدام العدسات الطبية. كما يجب أن يكون هذا مصحوباً بمنع أو علاج الغمش لدى العين الكسولة. وعلى الأغلب يُنصح باستخدام الترقيع أو استخدام قطرات العين وهذا ما يسبب الرؤية الضبابية في العين القوية لبعض الوقت من العلاج.
عزيزتي الأم، طفلك أغلى ما لديك. فابتعدي عن تناول الكحول خلال فترة حملك، لأن ذلك يتسبب بتشوهات خلقية ومشاكل كبيرة في نمو طفلك، وقد تكون الثلامة إحدى النتائج المحتملة. وتبقى الرعاية والمراقبة الطبية المبكرة بعد الولادة للأطفال المصابين بمرض الثلامة أهم الإرشادات اللازمة للنجاة من آثاره المحتملة.