تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية

سنتعرف في مقالنا هذا على تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية ومبادئ التصنيف فيها وأهدافها.

تاريخ الهيئة السعودية للتخصصات الصحية

تعدّ العلوم الصحية من أبرز المجالات التي سعت البشرية لتطويرها، وعملت جاهدة لتسخير كل ما يلزم لتحسين واقع ممارستها، فحتى قبل تطوّر التعليم ليصبح بشكله الحالي،

كانت المجتمعات البشرية تميل لتخصيص مهمة لكل فرد، كشيء من الاختصاص ينتقل من الأب لابنه بما في ذلك الطّبابة،

فكان العطّارون قديماً يعالجون الأمراض المنتشرة مستعينين بالخلطات النباتيّة والزيوت الطبيعية.

مع انتشار العلوم والمعارف وكثرة طلابهم، بدأت هذه العلوم بالتّفرع، وبدأ طلابها بالتّخصص بفرع من تلك الفروع،

وكلّما تقدّم الإنسان قاده فضوله للاكتشاف وانهال على مختلف أنواع المعارف حتى وجد نفسه ضائعاً فيها،

ومن هنا ظهرت الحاجة للتّنظيم والتّصنيف والتّخصص.

يبدو العلم لمن يتعمّق كالمحيط الواسع، لا يمكن لمتأمّله استيعابه كلّه حتّى لو سخّر حياته لهذا الهدف،

بل سيكون محتّماً عليه أن يخطئ ويتوه ويستغرق أطول الأوقات، ليجد نفسه بعدها مازال في أول الطريق،

فكان على كلّ من يريد التّعلم أن يختار التّيار الذي يناسبه وسط هذا المحيط بما فيه من خطورة وعمق وانقلابات، ليكتشف أعماقه ويكون خبيراً فيها.

الهيئة السعودية للتخصصات الصحية عبر الزمن:

تعتبر العلوم الطبيّة أحد أهم وأوسع مجالات الدراسة والعمل، والمحكومة بعجلة التطور السّريعة،

فلا ركود فيها ولا استسلام، مما يجعلها أكثر العلوم بحاجة للتصنيف والتخصّص، لبلوغ الخبرة والإتقان فيها، ومواكبة كل جديد.

لا يكتمل نجاح ممارسيّ التخصصات الصحية إلّا بالتعاون، كلٌّ في اختصاصه ولكن بجهد موحّد الهدف وهو تحسين الواقع الصحي،

فالعمل في المجال الصحي ما هو إلا تكامل للجهود والمعارف لينعم الإنسان بصحّة أفضل وبأقلّ عناء ممكن.

كان للعالم العربي نصيبه من التّطوّر العلمي فحظي بدور فعّال في بناء أسس الطب والتخصصات الصحية

وتسليط النور عليه منذ القدم، وتنظيمه لاختصاصات دقيقة، كما كان له دوره اليوم في التّطور العلمي ومساهمته الفعاّلة فيه.

تعد المملكة العربية السّعودية أحد البلدان المتقدّمة الّتي تمتلك نظاماً صحيّاً متيناً أثبت قوّته على مرّ الزمن في مواجهة الأزمات، ويعد التّنظيم أحد أهمّ سماته،

لذلك كان للهيئة السعودية للتخصصات الصحية دور أساسي في بناء هذا النظام والحفاظ عليه، وفقاً لمبدأ الشخص المناسب في المكان المناسب.

دعونا الآن ندخل في موضوع تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية.

الهيئة السعودية للاختصاصات الصحية:

تعدّ الهيئة السّعوديّة للتخصّصات الطّبية جهة علميّة مستقلّة مسؤولة عن تنظيم الواقع الصّحي وكل ما يتعلّق به من ممارسات علميّة وعمليّة وجميع ممارسيها.

تأسست الهيئة السعودية للتخصصات الصحية عام 1992م وكان مقرّها مدينة الرّياض، بالإضافة للكثير من الأفرع التابعة لها في كافة مناطق المملكة.

يتعاون للقيام بواجباتها كلّ من أمناء الهيئة والأمناء المساعدون تحت رعاية رئيس أمناء الهيئة.

تعمل الهيئة على العديد من المحاور الصحية والاجتماعية لتحقيق أهدافها، وتسعى دائماً للارتقاء بالواقع الصحي في المملكة العربية السعودية لتكون في مقدمة الدول من حيث النّظام الصحي ودوره في المجتمع.

مهام وأهداف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية:

يقع على عاتق الهيئة الكثير من المهام، من إقامة المؤتمرات العلمية الصحية وما يتفرع عنها من لجان بجميع التخصّصات، إلى العناية بالامتحانات التخصصية ونتائج البورد السعودي، بالإضافة لمعادلة الشهادة العلمية، وتقييم المستشفيات والعاملين بها.

تهدف الهيئة السعودية للتخصصات الصحية إلى توكيل المهمة المناسبة لكلّ فرد من أفراد الرعاية الصحية، كي يستطيع تأدية واجبه على أكمل وجه بأقل العوائق الممكنة، ولتعطيه الفرصة للإبداع والابتكار، فلا تسمح للشهادة العلمية بتقييد صاحبها، بل تجعلها سبيلاً لاستثمار الطاقات الكامنة فيه.

تعمل الهيئة على رفع مستوى الثقافة الصحية عند كل أطياف المجتمع، مما يسهّل عمل الكادر الصحي ويحمي المواطنين.

تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الطبية:

يعتبر تصنيف الهيئة السعودية للتخصصات الطبية وسيلة لرفع أداء القطاع الصحي لأعلى درجاته ليتناسب مع حاجات المجتمع.

يشمل التصنيف حملة الشّهادات الصحية من الطّب البشري، طب الفم والأسنان، الصّيدلة، التّمريض، العلوم الصّحية التّطبيقيّة، علم الاجتماع وعلم النّفس وغيرها من العلوم الصحية الأخرى.

يتم تصنيف الممارسين الصحيين وفقاً لمستويات تصل إلى مستوى الاستشاري بناءً على الخبرة العلمية والعملية.

يأخذ التصنيف بعين الاعتبار الشّهادة العلميّة المعترف بها أو المعدّلة من قبل وزارة التعليم العالي في السعودية، والخبرة بمجالها ومدّتها وفترات التّدريب، مع ضرورة توثيق كل ما سبق حتى فترات الانقطاع عن مزاولة المهنة وأسبابها.

يقوم الممارس بتقديم طلب للامتحان عبر الموقع الرسمي للهيئة بعد إدخال بياناته الشّخصية من الاسم الثّلاثي والرّقم الوطني أو رقم الإقامة في حال لم يكن مواطناً سعودياً.

يخضع الممارس لثلاث مراحل من الامتحان:

  • الامتحان الكتابي:

يتم في مركز الهيئة أو أحد فروعها.

  • امتحان الكتروني
  • مقابلة شخصية: يتم تقييم الممارس من خلالها.

يشكّل الكادر الصحي أساس مهم من أسس الدول الحديثة، ويعتبر النّظام الصحي أحد مقاييس تقدّم الأمم، لذا كان من الواجب الحرص على توكيل هذه المهمّة الإنسانية إلى من يستطيع القيام بها بصدر رحب ومهارة تامة.

هذا ما سعت إليه الهيئة السعودية للتخصصات الصحية من خلال نظام التصنيف الّذي يوكل الوظيفة المناسبة لصاحبها، محقّقاً المصلحة العامّة، ليرضي كل من المريض المحتاج للعلاج والطبيب المحتاج للتقدير والاحترام.

Scroll to Top