ما هي رخص الإفطار في رمضان فتوى الإفطار في رمضان بسبب المرض

أعظم الكبائر عند الله تعالى الإفطار في شهر رمضان. الشهر الكريم الذي أنزل فيه القرآن رحمة للناس. إن لهذا الشهر فضائل كثيرة للصحة النفسية والجسدية. فإذا أفطر المسلم يوماً من أيام رمضان عمداً وبغير عذر شرعي وجب عليه أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره، وأن يصوم عوضاً عن الأيام التي أفطرها فور انتهاء شهر رمضان المبارك.

لطالما كان الإسلام دينٌ يسر فقد شرّع الله الإفطار شهر رمضان في حالات خاصة، يصعب فيها الصيام.

فتوى الإفطار في رمضان بسبب المرض

أباح الله تعالى للمريض الفطر في رمضان لقوله تعالى: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو على سَفَر فَعِدَّة مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ” [البقرة: 184]. ففي حال كان المفطر مريضاً بحيث يشق عليه الصيام في شهر رمضان ويؤدي الصيام إلى تدهور وضعه الصحي، فإن الله سبحانه وتعالى أحلّ له الإفطار شريطة صيام كل الأيام التي أفطرها بعد شفاؤه وتعافيه.

أحل الله الإفطار في شهر رمضان إن كان بسبب مرضاً لا شفاء منه كمرض السكري أو غيرها من الأمراض المزمنة التي قد تلازم الإنسان. وإذا كان المفطر كبيراً في السن ولا يقوى على الصيام بسبب عجزاً مستمراً. في حين أنه يتوجب على المفطر إطعام شخصاً مسكيناً غذاء مشبعاً عن كل يوم أفطر.

متى يحل الإفطار في شهر رمضان بعذر السفر؟

أباح الله الإفطار في شهر رمضان للمسافر. وذلك لما للسفر من عناء ومشقة في التنقل على مسافات واسعة وتحمل الأعباء الجسدية والأمور الطارئة التي قد تحدث في أثناء السفر. بينما يستطيع المسافر الصوم إذا لم يشكل الصوم عليه مشقة وتعب في أثناء السفر، ولكن على المفطر يقضي الأيام التي أفطرها في عذر السفر بصومها بعد وصوله من السفر وانقضاء شهر رمضان. إليكم دليلاً قوله تعالى: “فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَو على سَفَر فَعِدَّة مِّن أَيَّامٍ أُخَرَ” [البقرة: 184]. السفر المبيح للفطر هو الذي تقصر فيه الصلاة، واضطرار السفر لأمر هام وملح وفيه خيرٌ وصلاح. وفي حال كان السفر لغير ضرورة أو من أجل ارتكاب المعاصي أو سفراً يُراد به التحايل والخداع لغاية الإفطار والتهرب من فريضة الصيام، وفي هذه الحالة لا يحل لصاحبه الفطر.

عذر الإفطار في شهر رمضان للحامل والمرضع

حكم الحامل أو المرضع بحكم المريض وينطبق عليهم أحكام الصوم للمريض فهي تحمل في جوفها جنين يتغذّى من غذائها ويسبح في سوائل داخل جسمها. فعند نقص المياه ستجف سوائل الرحم، وعند نقص الغذاء عنها سيؤثر إمداد الغذاء للجنين وبالتالي سيتأثر نمو هذا الصغير ومراحل تطوره. فإن الله أحلّ إفطار المرأة الحامل إذا كانت صحتها غير سليمة أو في حال حذّرها الطبيب المشرف من خطورة الصيام على صحتها وصحة جنينها. كذلك المرضع إن خافت على نفسها وطفلها ضرراً من الصيام كنقص الحليب أو زواله فأفطرت، فلا جناح عليها أحلّ الله لها أن تفطر، شريطة ان تصوم هذه الأيام بعد انتهاء فترة حملها أو بعد فطام مولودها (بالنسبة للمرضع) وبعد انقضاء شهر رمضان لقوله (ص): “إِنَّ الله تَعَالَى وَضَعَ عَنِ الْمُسَافِرِ الصيامَ وَشَطْرَ الصَّلاَةِ، وَعَنِ الْحَامِلِ أَوِ الْمُرْضِعِ الصيام”، (رواه الترمذي).

وإِن خافت الحامل أو المرضع على طفلها فقط دون نفسها أفطرت وقضت وقامت بإطعام مسكيناً عن كل يوم أفطرته، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: “والمُرْضِعُ والحُبْلَى إذا خافَتَا عَلَى أَوْلادِهِما أفْطَرَتا وأطْعَمَتا” (رواه أبو داود).

حرّم الله تعالى الصوم في حالة الحيض والنفاس للمرأة

المرأة التي أتاها الحيض ومدتها (2-9 أيام) أو النفاس ومدته (40 يوماً) خلال شهر رمضان وجب عليها الإفطار. يحرّم على المرأة في الحيض أو النفاس الصيام، ولو صامت لم يصح منها. كما عليها القضاء سواء صامتْ أو أفطرتْ، لما ثبت من قول عائشة رضي الله عنها لما سُئلت عن قضاء الحائض الصيام دون الصلاة: “كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ (أي الحيض) فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصيام، وَلا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلاَةِ” (متفق عليه).

ويجدر الإشارة إلى أنّ هناك حالات أخرى أعفاها الله من الصيام ولا حرج عليهم في حال الإفطار خلال شهر رمضان، مثل فاقد العقل، والكبير في السن الذي أصابه الخرف، والمجنون. ولا يجب عليهم صوم القضاء ولا الفدية.

قدمنا لكم مبررات الإفطار في شهر رمضان المبارك. يجب أن لا تغفل عن صيام الأيام التي أفطرتها بالعذر الشرعي وعدم تأجيلها إلى حلول رمضان التالي. وكما يستحب التعجيل بالقضاء، ولا يشترط في قضاء رمضان التتابع، بل يصح صيام الأيام بشكل متتابع أو متفرق.

 

Scroll to Top