تُعتبر حالات البرد الشائع من أشيع الحالات المرضية التي يُمكن أن يواجهها الصيدلي في صيدليته، وتحتلّ الأدوية المُعالجة لهذه المشاكل والمُخففة لأعراضها حيّزًا واسعًا من رفوف أية صيدليةٍ، كما أن الملاحظات والعلاجات الشائعة التي أثبتت فعاليتها في علاج البرد الشائع تحتل قسمًا كبيرًا من ذاكرة المختصين بالمجال الطبي وعامة الناس أيضًا، وسأُطلعك في هذا المقال على أهم المعلومات المتعلقة بالبرد الشائع وأفضل العلاجات المتوفرة في المنزل والصيدلية لتخفيف أعراضه وتسريع الشفاء منه.
نزلات البرد
وتُسمى أيضًا الزكام او البرد الشائع، ويُطلق عليه باللغة الإنكليزية (Common Cold)، ويُعتبر حالةً مرضيةً ناتجةً عن عدوى فيروسيةٍ في الجهاز التنفسي العلوي وخصوصًا الأنف والحلق، يوجد أنماطٌ كثيرةٌ من الفيروسات التي تُسبب هذه الحالة المرضية وهذا هو السبب الأساسي الذي صعَّب الأمور على الصناعة الدوائية وجعل عملية استنباط لقاحٍ ضد البرد أو اختراع علاجٍ شافٍ تمامًا منه أمرًا مستحيلًا حتى الآن، ويُعتبر الأطفال ذوي الأعمار الأقل من 6 سنواتٍ هم الفئة الأكثر عرضةً للإصابة بنزلات البرد، بينما يُمكن أن يُصاب البالغون الذين لا يُعانون من أية مشاكلَ صحيةٍ مزمنةٍ مرةً إلى ثلاث مراتٍ في السنة، وتظهر الأعراض عادةً بعد يومين أو ثلاثة أيامٍ من التعرض للفيروس، وتختلف الأعراض وشدتها من شخص لآخر؛ ولكن تشمل بشكلٍ عام:
- احتقان الأنف وانسداده وخروج إفرازات أنفية أكثر سمكًا من العادة وذات لون أصفر أو أخضر.
- زيادة العطس.
- الصداع.
- الوهن وبعض الآلام العضلية والمفصلية.
- ترفع بسيط في درجة الحرارة وحدوث حمى خفيفة.
- التهاب الحلق وتورمه.
- السعال الرطب في أغلب الأحيان.
علاج البرد الشائع لطرق غير دوائية
توجد الكثير من الطرق التي تُخفف من شدة المرض وتُشعر المريض بتحسنٍ أكبر؛ ومن أهمها:
- الحصول على القسط الكافي من الراحة والنوم.
- الإكثار من تناول الماء النقي والسوائل الدافئة كالشايات الطبية الحاوية على خلاصات البابونج والنعناع والزعتر والختمية بالإضافة إلى تناول العصائر الطبيعية والحساء الدافئ.
- استخدام الغرغرة بالماء الدافئ والملح لتلطيف الحلق وترطيبه.
- تناول العسل بانتظام، بالإضافة إلى تناول الحمضيات الحاوية على فيتامين C والكثير من الألياف والسوائل.
- تجنب تناول المشروبات الحاوية على الكافئين.
- تدفئة الجسم جيدًا.
- شفط الإفرازات من الأنف وخاصة عند الأطفال وذلك باستخدام الحقنة المطاطية.
علاج البرد الشائع باستخدام الأدوية
ذكرت سابقًا أنه لا يوجد علاجٌ نوعيٌّ لنزلات البرد، ولكن يُمكن استخدام الأدوية المُخففة للأعراض والتي تُعطى حتى بدون وصفةٍ طبيةٍ وتُعتبر متنوعة التراكيب، كما يُمكن إعطاء بعض الأدوية التي تُسرِّع الشفاء وترفع مناعة الجسم؛ ومن أهم الأدوية المستخدمة لعلاج البرد:
- مسكنات الألم وخافضات الحرارة؛ وأهمها:
الأسيتأمينوفن أو الباراسيتامول: الذي يُعتبر أكثر مسكنات الألم أمانًا لجميع الفئات العمرية وللمرضى الذين يُعانون من أمراضٍ مزمنةٍ كارتفاع الضغط وداء السكري والربو وغيرها، ويُمكن أن يُشارك الباراسيتامول مع الكافيين لتأمين زيادة الفعالية وسرعة التأثير.
الآيبوبرفن: وهو من مسكنات الألم وخافضات الحرارة الأكثر فعالية من الباراسيتامول ولكنه أقل أمانًا حيثُ تزداد احتمالية حدوث حالات فرط التحسس معه.
الأسبرين: ويُفضَّل عدم إعطائه للأطفال تحت 16 سنة لتجنب حدوث متلازمة راي.
- الأدوية الجهازية المزيلة لانسداد الأنف؛ وأهمها:
الأدوية الحاوية على مشاركة بين مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان الأنفي بالإضافة إلى نسبة من إحدى مسكنات الألم السابقة؛ مثل الأدوية التي تُعطى فمويًا على شكل مضغوطات أو شرابات والحاوية على إحدى مضادات الاحتقان مثل بسودوإفدرين أو فينيل إفرين بالمشاركة مع مضاد هيستاميني مثل كلورفينيرامين أو ديفينهيدرامين أو كاربينوكسامين أو برومكسين..
أما بالنسبة لمرضى ارتفاع ضغط الدم أو داء السكري فيُفضل استخدام أدوية البرد الخالية من مضادات الاحتقان بجميع أنواعها؛ وعندها يُمكن أن يُفيد إعطاء مضادات الهيستامين فقط مثل لوراتادين أو ديسلوراتادين أو سيتريزين أو ليفوسيتريزين أو كلورفينيرامين.
- أدوية البرد الموضعية؛ وتشمل نوعين هما:
الأدوية التي توضع في البخاخات والقطرات الأنفية والتي تحتوي على مضاد احتقان مثل ميتازولين أو أوكسيميتازولين أو نافازولين أو إكزايلوميتازولين أو إفدرين مع أو بدون مضاد هيستاميني مثل كلورفينيرامين، كما يُمكن أن تجد القطرات والبخاخات الأنفية الحاوية على المحلول الملحي المُعادل للتوتر الحلولي للأغشية المخاطية الأنفية والذي يتركب بشكلٍ أساسيٍّ من ملح كلور الصوديوم بنسبة 0.9%.
أما النوع الثاني فهو الكريمات التي يوضع القليل منها على فتحتي الأنف أو في وعاء من الماء الساخن لعمل نشوقات مزيلة للاحتقان ومطهرة للمجاري التنفسية؛ وتحتوي هذه الكريمات على زيوت عطرية طيارة مثل المنثول والثيمول والأوكاليبتول والتربنتين وغيرها.
- أدوية السعال؛ وتختلف هذه الأدوية حسب مواصفات السعال، حيثُ أن أدوية السعال الرطب تختلف عن أدوية السعال الجاف، ويُعتبر:
ديكستروميتورفان من أهم مضادات السعال الجاف والذي يتواجد في أغلب الأصناف الدوائية بالمشاركة مع مضادات الهيستامين ومضادات الاحتقان ومسكنات الألم للحصول على تركيبة متكاملة مخففة لأعراض البرد.
كاربوسيستيئين وأمبروكسول وديبروفيللين وثيوفيللين وغوايفينيزين ودايفللين وغيرها من أشهر مضادات السعال الرطب.
- تفيد أقراص المص الحاوية على العسل أو عكبر النحل مع بعض الزيوت العطرية الطيارة مثل المنثول أو الثيمول أو الأوكاليبتول في ترطيب وتطهير الحلق وتلطيف السعال.
- ويُمكن أن يُفيد تناول أقراص الزنك وفيتامين C في تسريع الشفاء من البرد وتقوية الجهاز المناعي.
يوجد الكثير من الأصناف الدوائية التي تختلف من بلدٍ لآخر ومن شركةٍ دوائيةٍ لأخرى، كما يوجد الكثير من العلاجات التقليدية المعروفة لدى بعض الناس والمجهولة بالنسبة لآخرين حسب معتقدات كل منطقة والإمكانات المتوفرة فيها.