أعراضٌ خفية وتستمر في الخفاء حتى عشرة سنوات، لتقوى فجأة وتهدد المرضى وتتسبب في بحوالي 8.9 مليون كسر سنوياً في جميع أنحاء العالم، إنها أعراض مرض هشاشة العظام. يتصدر هذا المرض من بين الأمراض العشرة الأكثر انتشاراً في العالم، وذلك وفق إحصائيات منظمة الصحة العالمية، حيث تبقى أعراض مرض هشاشة العظام صامتة فترة طويلة من الزمن لتظهر في سن الخمسين بنسبة 30% من النساء و10% من الرجال تاركة في هذا العمر عظاماً هشة قليلة الكثافة لا تقوى حتى ضد الصدمات الخفيفة. وسنقدم إليكم واحداً من أكثر الأدوية العالمية فعاليةً لمعالجة هشاشة العظام:
اكلاستا (Aclasta)
سيدتي عليكِ بوقاية عظامك من الترقق منذ الثلاثين من العمر، لذا ننصحك بالإكثار من تناول الحليب ومصادر فيتامين د كالسمك والتعرض للشمس باستمرار، فالوقاية خيرٌ من قنطار علاج.
أما إذا كنتِ قد تجاوزتِ الخمسين من العمر فعليكِ أن تعلمي أنك قد تكوني واحدة من ثلاث نساء تتعرض لهشاشة العظام. وإذا علمتِ إصابتك بهشاشة العظام بعد التشخيص، فسيكون دواء أكلاستا أحد أهم العلاجات المناسبة.
أكلاستا من أشهر الأدوية المعالجة بترقق وهشاشة العظام التي تظهر لدى النساء بعد انقطاع الطمث نتيجة التغيرات الهرمونية في الجسم، وكذلك يوصف أكلاستا لمعالجة هشاشة العظام عند الرجال بعد الخمسين من العمر. كما يُعطى أكلاستا بعد العمليات الجراحية لإصلاح الكسور في منطقة الفخذ أو الورك الناتجة عن هشاشة العظام. ويبدي أكلاستا فعالية عالية لعلاج مرض باجيت العظمي وهو عبارة عن تشوه العظم وعدم انتظام كثافته أو نموه بشكل غير منتظم.
وباعتبار أكلاستا من الأدوية التي تخفض نسبة الكالسيوم في الدم يوصف أيضاً لمرضى السرطان الذين تظهر عليهم أعراض فرط الكالسيوم في الدم.
كيف يُعطى دواء أكلاستا؟
عزيزتي إذا كنتِ تعانين من ترققٍ وهشاشةٍ في العظام بعد سن انقطاع الطمث فاكلاستا 5mg هو الحل. أكلاستا عبارة عن زجاجة تحتوي على 100 مل من محلول عديم اللون يحتوي على 5 ملغ حمض زوليدرونيك (المادة الفعالة). يعطى أكلاستا بجرعة 5 ملغ في الوريد مرة واحدة سنوياً، وتستغرق فترة ضخ الدواء لجسم المريض حوالي 15 دقيقة على الأقل عن طريق الطبيب المختص. يعمل أكلاستا بشكل مديد لمدة عام. وتظهر عادة نتائجه الفعالة بعد شهر من أخذ الجرعة الدوائية. وسيخبركِ طبيبك بموعد العودة لجرعتكِ التالية. لكن أهم ما نوصيكِ به بعد أخذ جرعة أكلاستا السنوية هو الإكثار من إدخال الكالسيوم وفيتامين د إلى نظامكِ الغذائي، بالإضافة إلى المكملات اليومية منهما، فمن المعروف عن حمض زوليدرونيك أنه يخفض من مستوى الكالسيوم في الدم.
أكلاستا (آثاره الجانبية والتحذيرات)
إذا كنت تعالج بدواء أكلاستا فقد تظهر لديك بعض الآثار الجانبية لهذا الدواء منذ الأيام الثلاثة الأولى التي تلي أخذك للجرعة الدوائية، كالحمى والألم العضلي وآلام المفاصل والصداع وأعراض تحسسية تشبه أعراض الأنفلونزا، وقد تصبح هذه الأعراض فيما بعد طويلة الأمد. ويمكنك تخفيف هذه الآثار بأخذ السيتامول أو اليبوبروفين.
ولعل أهم تحذيرات لمرضى هشاشة العظام تتجلى بتوخي الحيطة من أخذ دواء أكلاستا بالتزامن مع المنتجات الطبية التي يمكن أن تؤثر بشكل كبير على وظائف الكلى، مثل الأمينوغليكوزيدات أو مدرات البول التي قد تسبب الجفاف. حيث يتم التخلص من حمض الزوليدرونيك بعملية أساسية تتم عن طريق الكلى. وبالتالي قد يزيد التعرض الكلوي للمنتجات الطبية المصاحبة التي يتم إفرازها أيضاً بشكل أساسي عن طريق الكلى من حدوث مشاكل كبيرة في الكلى. كما لا يعطى دواء أكلاستا للمرضى الذين يعانون من القصور الكلوي.
ويبقى كل من التدخين وتناول الكحول من أكثر العوامل المؤدية لهشاشة العظام، فعليكم الحذر منهما، لتأثيرها المباشر في الحد من قدرة الجسم على امتصاص كل من عنصر الكالسيوم وفيتامين د. واحذروا أيضاً بعض الأدوية التي يتناولها المريض بعد سن الخمسين كالكورتيزون وبعض أدوية الربو والتي ترفع بدورها بعد مدة من الزمن من معاناته الشديدة من مرض هشاشة العظام. ولا تنسوا ممارسة التمارين الرياضية بانتظام كالمشي السريع أو الجري وبعض تمارين اللياقة البدنية، مع اتباع نظام غذائي صحي غني بالكالسيوم وفيتامين د.