وصل الاسلام الى حدود الصين شرقا والاندلس غربا في عهد

وصل الاسلام الى حدود الصين شرقا والاندلس غربا في عهد الفتوحات الإسلامية التي تلت وفاة الرسول (ص) سنة 633 للميلاد. إذ انطلقت هذه الفتوحات بدايةً بهدف حماية حدود الدولة الإسلامية التي تعرضت للكثير من التعديات والمضايقات من الإمبراطوريات المجاورة. تلك الإمبراطوريات التي رأت في توحد العرب تحت راية الإسلام الواحدة خطرًا يهدد مكانتها ومصالحها. وقد تمكن المسلمون من تحقيق فتوحاتٍ متتاليةٍ اتسعت فيها رقعة الدولة الإسلامية لتضاهي الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية. كما أنها تمكنت من إلحاق الكثير من الهزائم بهما وطردتهما من مناطقها، ودخلت مناطقهما ناشرةً الإسلام وتعاليمه. كما فرضت الجزية على من يرغب بحمايتها.

فإذا كنت عزيزي القارئ تعلم أنه وصل الإسلام الى حدود الصين شرقا والاندلس غربا في عهد الدولة الأموية، لكنك لا تعلم في عهدٍ أي من الخلفاء كان ذلك، فيمكنك قراءة مقالنا التالي الذي ستجد فيه إجابةً على تساؤلك هذا. إضافةً إلى الكثير من المعلومات الهامة المتعلقة بالفتوحات الإسلامية الأخرى.

وصل الاسلام الى حدود الصين شرقا والاندلس غربا في عهد

بلغت الفتوحات الإسلامية ذروتها في عهد الدولة الأموية. حيث فتحت بلاد السند على يد القائد المسلم محمد بن القاسم الثقفي سنة 92 هـ الذي تابع فتوحاته حتى سيطر على كامل بلاد السند والبنجاب (الباكستان حاليًا) سنة 96 هـ، ووصل الإسلام إلى حدود الصين شرقًا سنة 95 هـ في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك، بعد أن فتح سمرقند وكابول، وبعد انهيار الدولة الأموية واستلام بني العباس زمام الخلافة بعث الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور أبا مسلم الخراساني إلى الصين لإعادة هيبة الدولة الإسلامية، حيث خاض المسلمون الكثير من المعارك ضد الصينيين كان أشهرها معركة نهر طلاس 133 هـ التي حسمت الصراع بتحديد حدود كلا الطرفين.

في حين وصل الإسلام إلى الأندلس غربًا سنة 92 هـ على يد  طارق بن زياد في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك أيضًا. حيث كان لهذه الفتوحات بالغ الأثر على حياة المسلمين، إذ ازدهر الاقتصاد نتيجة اتساع موارد الدولة، وسيطرتها على الطرق التجارية. كما أدت هذه الفتوحات إلى اكتساب العرب المسلمين الكثير من عادات الشعوب التي فتحوا بلادها.

العرب قبل الإسلام

كان العرب قبل نزول الإسلام قبائلًا متناحرةً يغزو بعضهم، يدينون بالولاء لشيخ القبيلة فقط، وينتقلون بحثًا عن الماء والكلأ، وقد نشأت بينهم الكثير من الحروب التي امتدت لفتراتٍ طويلةٍ أشهرها حرب داحس والغبراء، وحرب البسوس، وذلك في ظل تنازع الإمبراطوريات الفارسية والرومانية السيطرة على المنطقة. حيث فرضت الإمبراطورية الفارسية هيمنتها على مناطق شاسعة امتدت من إيران وصولًا إلى وسط آسيا والعراق، في حين سيطر الروم على بلاد الشام وهضبة الأناضول والسواحل الشمالية والجنوبية للبحر المتوسط، بينما سيطر الأحباش على الجزء الجنوبي من شبه الجزيرة العربية كما حاولوا السيطرة على مكة باعتبارها مركزًا تجاريًا مهمًا إضافةً لأهميتها الدينية نتيجةً لوجود الكعبة الشريفة فيها.
كانت عبادة العرب وثنية، وارتكز اقتصادهم على الرعي في شبه الجزيرة العربية وعلى الزراعة والرعي في الشام والعراق، واشتهرت عندهم رحلتي الصيف والشتاء من مكة إلى بلاد الشام وبالعكس.

نزول الرسالة المحمدية

ظهرت الدعوة الإسلامية مع بداية النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الإسلام في مكة عام 610 م مواجهًا الكثير من الضغط والعداء، إلا أن إرادة الله تعالى ووعده بالنصر وحد الصحابة الأولين اللذين آمنوا بالنبي رغم محاربة قريش لهم، وتعذيب البعض منهم، إلى أن أذن الله للرسول ومن معه بالانتقال إلى المدينة المنورة التي آمن أهلها بالدعوة الإسلامية وكان ذلك عام 620 م. وقد شهدت “بدر” أول انتصار للمسلمين في مواجهة كفار قريش عام 624 م تبعها عدة معاركٍ بين المسلمين والمشركين انتهت بدخول محمد عليه الصلاة والسلام إلى مكة عام 630 م ودخول أهل مكة في الإسلام، بعد أن آمنهم الرسول على حياتهم وأموالهم.
وقد سارعت القبائل العربية على إثر ذلك إلى الدخول تباعًا في الإسلام، حيث شهدت الجزيرة العربية ثورةً على كل الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدأت معها ملامح الدولة الإسلامية الأولى بالظهور.

الفتوحات الإسلامية في عهد الخلفاء الراشدين

انشغل الخليفة الأول أبو بكر الصديق، رضي الله عنه، بحروب الردة بهدف توحيد كلمة المسلمين بعد أن ظهرت بوادر التمرد بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم سنة 633 م الموافق 11 هـ، وقد توجه المسلمون بعد ذلك لنشر الدعوة الإسلامية حيث فتحت الأنبار في العام الثاني عشر للهجرة بقيادة خالد بن الوليد، لتتوالى بعد ذلك الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، وقد كان لهزيمة الروم في معركة اليرموك على أيدي المسلمين بقيادة خالد بن الوليد في السنة الخامسة عشر للهجرة، أثرًا كبيرًا في وصول الإسلام إلى دمشق، ثم إلى حمص، وبعلبك إلى أن دخل المسلمون بيت المقدس التي سلمت مفاتيحها للخليفة عمر بن الخطاب في السنة السادسة عشر للهجرة. كما كان لهزيمة الفرس أمام المسلمين في معركة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص سنة 15 هـ دورًا هامًا في انتشار الإسلام شرقًا. في حين شهد العام العشرين للهجرة وصولًا للإسلام إلى مصر وليبيا.

عمل الخليفة عثمان بن عفان، رضي الله عنه، على إرساء حدود الدولة الإسلامية وإعادة السيطرة على المناطق التي نقض أمراؤها عهودهم مع المسلمين. كما ردع الروم الذين حالوا الاعتداء على بلاد الشام بعد وفاة الخلفية عمر بن الخطاب في السنة الثالثة والعشين للهجرة.

توسع الفتوحات الإسلامية

بدأت الخلافة الأموية باستلام بنو أمية الحكم بعد انتهاء فترة حكم الخلفاء الراشدين سنة 41 هـ، واستمرت حتى عام 132 هـ، وقد اتخذت الدولة الأموية من مدينة دمشق عاصمةً لها، وبلغت الدولة الإسلامية في ظل حكم الأمويين ذروة اتساعها في عهد الخليفتين الوليد وهشام بن عبد الملك إذ امتدت حدودها من أطراف الصين شرقًا حتى جنوب فرنسًا غربًا، كما فتحت إفريقيا والمغرب والأندلس، والسند وبلاد ما وراء النهرين.
ومن جهةٍ أخرى فقد شهدت الدولة الإسلامية مزيدًا من الفتوحات في عهد الدولة العباسية التي قامت على أنقاض الدولة الأموية واستمر حكمها قرابة خمسمائة وأربعةٍ وعشرين عامًا متخذةً من مدينة بغداد عاصمةً لها، ففي عهد الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور فتحت كشمير وهدم معبد بوذا وبني مكانه مسجدًا للمسلمين، وفي عهد الخليفة المهدي غزا المسلمون بلاد الهند وحاصروا مدينة “باربد” وضربوها بالمنجنيق وفتحوها عنوةً، كما توسعت الفتوحات في عهد الخليفة المأمون في السند والهند، وشهد عهد المعتصم انتشارًا للإسلام في البلاد الواقعة بين كشمير وكابول والملتان.

Scroll to Top