هل يحوز المسح على الجوارب للمقيم في كل صلاة وكم مرة، يتواجد الكثير من الأمور التي بينها الإسلام وبين من خلالها الحكم الشرعي في الأمور، وذلك من أجل التخفيف على العباد، كما أن ذلك الأمر من الأمور المتعلقة في الفرائض التي فرضها الله عز وجل على المسلمين كافة، وكان من ضمنها المسح على الجوارب، فاليوم من خلال سطور مقالنا سنتعرف على هل يحوز المسح على الجوارب للمقيم في كل صلاة وكم مرة.
هل يحوز المسح على الجوارب للمقيم في كل صلاة وكم مرة
لقد تبين من قبل العلماء وأهل الدين على أنه يجوز المسح على الخفين والجوربين، وكان ذلك من خلال إجماع أهل العلم، إلا أن هنالك بعض الأمور التي اختلفوا عليها في بعض التفاصيل، والدليل الذي استشهد به العلماء على جواز ذلك الأمر هو بعض من الأحاديث الصحيحة التي ذكرت من قبل البخاري في صحيحة، وكان منها ما جاء عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- أنه قال: “عَنِ النبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- أنَّه مَسَحَ علَى الخُفَّيْنِ، وأنَّ عَبْدَ اللَّهِ بنَ عُمَرَ سَأَلَ عُمَرَ عن ذلكَ فَقالَ: نَعَمْ، إذَا حَدَّثَكَ شيئًا سَعْدٌ، عَنِ النَّبِيّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-، فلا تَسْأَلْ عنْه غَيْرَهُ”.
كيفية المسح على الخفين والجوربين
إن عملية المسح على الخفين والجوربين تكون من خلال استعمال اليد المبللتين بكلاً من الماء، وذلك بوضعها على أصابع الرجل، أو حتى من خلال تمريرها وصولاً للساق، بحيث يتم ذلك الأمر لمرة واحدة فقك من أصابع القدمين حتى الساق، وذلك لما ورد عن الإمام ابن عثيمين -رحمه الله تعالى- في صفتها: “يعني أن الذي يمسح هو أعلى الخف، فيُمرّ يده من عند أصابع الرجل إلى الساق فقط”، فتكون عملية المسح تتم من خلال استخدام كلتا اليدين في آن واحد، كما ويتم وضع أصابع اليد اليمنى المبلولة على أصابع القدم اليمنى، ووضع أصابع اليد اليسرى المبلولة على أصابع القدم اليسرى، والمسح مع بعضهما البعض بكلتا اليدين في نفس التوقيت.
الحكمة من مشروعية المسح على الخفين
بحيث جاءت الحكمة من مشروعية المسح على الخفين من أجل التخفيف المشقة على المسلمين في العديد من الأوقات المتفرقة، منها السفر أو الشتاء، وذلك وفق ما ذكر عن الإمام ابن عثيمين، حيث قال في الفتوى الخاصة به:
- الحكمة من المسح على الخفين؛ هو أن هذا المسح يقوم مقام غسل الرجل، وذلك لأن الواجب على الإنسان في الوضوء أن يطهر أربعة أعضاء؛ الوجه واليدين والرأس والرجلين، فمن رحمة الله تعالى بعباده أن الإنسان إذا كان لابساً جورباً، أو خفين فإنه لا يكلف أن ينزعهما، ثم يغسل قدميه، كما في ذلك من المشقة في النزع والإدخال مرة أخرى، وستكون أيضاً رجله رطبة بالماء، فيترطب الجوراب أو الخف، فيزداد ألماً بهذه الرطوبة، فمن رحمة الله -سبحانه وتعالى- أن شرع لعباده أن يمسحوا على الكفين، أو الجوربين بدلاً من غسل الرجلين.
ما هي مدة المسح على الخفين
تصل مدة المسح على الخفين لثلاث أيان ولياليها، وذلك للمسافر، كما انها تكون في يوم وليلة للمقيم، وهي المدة التي تم تحديدها من قبل الشرع، على أساس من ورد في العديد من الأحاديث الصحيحة، وهو ما ذكره مسلم، وقام بإخراجه في كتابه، بعدما سأل، وذكر عن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- إذ قال: “أَتَيْتُ عائِشَةَ أسْأَلُها عَنِ المَسْحِ علَى الخُفَّيْنِ، فقالَتْ: عَلَيْكَ بابْنِ أبِي طالِبٍ، فَسَلْهُ فإنَّه كانَ يُسافِرُ مع رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- فَسَأَلْناهُ فقالَ: جَعَلَ رَسولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- ثَلاثَةَ أيَّامٍ ولَيالِيَهُنَّ لِلْمُسافِرِ، ويَوْمًا ولَيْلَةً لِلْمُقِيمِ”.
متى يبطل المسح على الجورب
ورد في العديد من السنن التي جاءت عن الترمذي عن صفوان بن عسال، على أن رسول الله عليه الصلاة والسلام قد قال يأمُرُنا إذا كنَّا سُفْرًا أن لا ننزِعَ خِفَافَنا ثلاثةَ أيامٍ ولياليهِنَّ إلَّا مِن جنابةٍ، ولكن مِن غائطٍ وبَولٍ ونَومٍ”، وعلى إثره يكون بطلان المسح على الجوارب أو الخف تكون في ثلاث حالات تم الاتفاق عليها وهي:
- الجنابة، التي تستوجب عليك الاغتسال، بحيث لا يجوز لبس الجوب أو الخف إلا على طهارة.
- انتهاء المدة، وهي التي تكون لمدة ثلاث أيام بلياليها.
- النزع والإحداث، وهي عبارة عن نزق الخفين أو الجوربين والإحداث، وفي ذلك الأمر يكون يحب الوضوء، فشرط المسح أن يكون على الرجل إدخال كلا من الخف أو الجورب على طهارة سابقة.
وفي ختام مقالنا نكون قد تعرفنا على هل يحوز المسح على الجوارب للمقيم في كل صلاة وكم مرة، والطريقة التي يمكن من خلالها المسح على الخفين والجوربين، كما وتعرفنا على الحكمة من مشروعية المسح على الخفين، والمدة اللازمة من أجل المسح، وأخيراً التعرف على الأمور التي من الممكن لها أن تبطل المسح على الجورب.