هل مرض باركنسون مرض وراثي

هل أصيب أحد أقرباؤك بمرض باركنسون عند تقدمه بالعمر؟ هل تخشى أن تصاب أنت أيضًا بمرض باركنسون؟ أتبحث عن أسباب الإصابة المباشرة بمرض باركنسون؟ هل تظن أن العامل الوراثي يلعب دورًا بانتقال مرض باركنسون إليك؟
مع تقدم العمر يضعف جسم الإنسان، كما ويضعف نشاطه بشكل عام، فيتعب القلب وينخفض تدفق الدم إلى أعضاء الجسم. والدماغ هو أكثر أعضاء الجسم تأثرًا بانخفاض وصول الدم إليه. فخلايا الدماغ هي الخلايا الأكثر نشاطًا في الجسم، والدماغ هو مركز التنسيق الأول والمدير العام لكل العمليات بما فيها الحركية والحسية. حيث تتراجع الخلايا الدماغية بشكل كبير، وتبدأ بالتخرب وبالموت تدريجيًا، وهذا التراجع الكبير بالجهاز العصبي المركزي يؤثر على التنسيق بين حركات الجسم، فتظهر رعشة اليدين ومشاكل المشي وصعوبات الكلام. وكل هذه الأعراض مجتمعة يطلق عليها اسم داء باركنسون.

وسنقدم لك عزيزي القارئ في هذا المقال إجابة عن تساؤلك هل مرض باركنسون مرض وراثي، كما وسنطلعك على أهم المعلومات عن هذا المرض والوقاية منه.

ما هو داء باركنسون وكيف تكشف الإصابة به

هو داء يصيب الجهاز العصبي المركزي، بعد الوصول لعمر 60 عامًا في معظم الحالات. حيث تموت الخلايا المسؤولة عن تنظيم الحركات وهي الخلايا الموجودة في المنطقة الرمادية، والتي تقوم بإنتاج وإطلاق مادة الدوبامين. ونتيجة لذلك يقل التنسيق بين حركات الجسم واليدين والقدمين. وتتطور أعراض هذا المرض وتتزايد مع مرور الزمن، ولايزال السبب المباشر للإصابة بداء باركنسون غير معروف حتى الآن.

ويعاني المسنون المصابون بداء باركنسون من الأعراض التالية:

  • الارتعاش وبشكل خاص رعشة اليدين والأصابع في حالة الجلوس والاسترخاء، وتكون في يد واحدة غالبًا في بداية المرض.
  • تباطؤ الحركة وضعفها وعدم القدرة على القيام بالنشاطات اليومية البسيطة مثل الجلوس.
  • تصلب الأطراف الناتج عن تصلب العضلات الموجودة فيها، وعدم وصول الإشارات الحسية إليها، مما يضعف من قدرة المريض على القيام بالأعمال الإرادية.
  • مشكلات المشي ومشكلات التوازن ناتج عن مشكلات التنسيق الحركية.
  • مشاكل الكلام وتتضمن بحة الصوت وضعفه.
  • صعوبات الرؤية والتشويش.

ولمرض باركنسون درجات ومراحل وتصنيفات فهو يتراوح في شدته حسب المريض واستجابته.

دور العامل الوراثي بانتقال مرض باركنسون

هل يقلقك جدًا معرفة إن كان العامل الوراثي هو سبب رئيسي للإصابة بداء باركنسون ، إن الإجابة عن هذا التساؤل ليست مؤكدة تمامًا حتى وقتنا هذا، وسنسرد لك بعض الحقائق والدراسات العامة التي توصل إليها العلماء ونترك لك القرار النهائي:

  • الأمراض الوراثية هي الأمراض المحمولة على الجينات الموروثة من الأب والأم. وقد وجدت بعض الدراسات أن 15 بالمئة من حالات الإصابة بداء باركنسون كان أحد أقرباؤهم قد أصيب بمرض باركنسون.
  • بينما تشير دراسات أخرى إلى أن مرض باركنسون ناتج عن أسباب وراثية مع عوامل حياتية وبيئية مثل استنشاق بعض الغازات السامة والتعرض للمبيدات المستخدمة للقضاء على الحشرات الضارة.
  • وقد توصلت دراسة حديثة نشرت مؤخرًا إلى أن تواتر ظهور مرض باركنسون في أحد العائلات في سن صغيرة قد يزيد من فرصة انتقاله إلى الأجيال اللاحقة.
  • كما وقد بينت دراسة أمريكية أن هنالك مورث يدعى Pink1 وهو متواجد في أحد أجزاء الخلية الحية مسؤول عن الحفاظ على صحة الخلايا العصبية، ولكن عند حدوث طفرات أو تشوهات بهذا الجين يسبب ذلك موت الخلايا العصبية وظهور مرض باركنسون.

الأعراض المتقدمة لمرض باركنسون

تتراوح شدة مرض باركنسون من مريض لآخر وذلك بحسب حجم الخلايا العصبية المتضررة، ويعاني المريض بداء باركنسون في المراحل المتقدمة من الصعوبات التالية:

  • انتقال الرعشة إلى كلتا اليدين.
  • عدم القدرة على التوازن والاستقرار وعدم القدرة على الوقوف والسقوط المتكرر.
  • الخرف والذي يكون في مرحلة متقدمة جدًا من المرض.
  • الهلوسة والأوهام كأن يتوهم المريض أن شخص ما مر بقربه أو أن أحد ما يقف خلفه.
  • الاكتئاب الشديد و الذهان.
  • اضطرابات النوم.
  • عدم القدرة على التحكم بالبول.
  • التهاب الدماغ والسكتة الدماغية.
  • عدم القدرة على الكلام أو التعبير عما يريد بشكل نهائي.

كيف تحدث الإصابة بمرض باركنسون

  • السبب الرئيسي للإصابة بمرض باركنسون هو تلف الخلايا العصبية الموجودة في المادة الرمادية في الدماغ والمسؤولة عن تنظيم الحركات الإرادية، والذي ينتج غالبًا عن توضع مواد بروتينية غير طبيعية بشكل مستمر في تلك الخلايا، ينتج عن ذلك ضعف في انتقال الإشارات الحسية عبر الأعصاب نتيجة عدم توفر كمية كافية من النواقل العصبية والمسماة دوبامين.
  • السبب الآخر لمرض باركنسون هو تلف في النهايات العصبية والتي تنتج النوربينفرين، وهو المسؤول عن تنظيم الدورة الدموية وحركات الجسم اللاإرادية وهو ما يفسر إصابات مرضى باركنسون بانخفاض الضغط الانتصابي، لأن الشخص الطبيعي يتغير ضغطه عند الوقوف ولكن عند مرضى باركنسون يكون الجسم غير قادر على تغيير الضغط بالسرعة نفسها عند الوقوف.

كيف يمكنني الوقاية من داء باركنسون

  • ارتداء الألبسة الواقية والأقنعة عند استخدام المبيدات الحشرية ومبيدات الأعشاب.
  • تجنب تعريض الرأس لصدمة قوية كارتداء الخوذة أثناء قيادة دراجة نارية، ولبس الأقنعة الواقية عند القيام بتمارين تتطلب حركات بالرأس واحتكاك جسدي، وارتداء حزام الأمان عند قيادة السيارة.
  • ممارسة التمارين الرياضية باستمرار حيث تساعد الأنشطة البدنية على تحسين الدورة الدموية وتحسين مستويات النواقل العصبية في الدماغ.

ما هي الأعشاب المستخدمة للوقاية من مرض باركنسون

  • الكركم حيث يساهم الكرم بشكل كبير بمنع تكدس المواد السامة في غشاء الخلايا العصبية.
  • التوت والتفاح والخضراوات والشاي والعنب والتي تحتوي على مضادات أكسدة تقلل فرص الإصابة بداء باركنسون.
  • شرب القهوة والمشروبات التي تحتوي كافيين باعتدال.
  • تناول الأطعمة الصحية والابتعاد عن الألدهيدات وهي مواد سامة ناتجة عن احتراق بعض الزيوت مثل زيت عباد الشمس، كما تنتج عن إعادة تسخين بعض الأطعمة وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن البطاطا المقلية تحتوي على كمية كبيرة جدًا من الألدهيدات.

لا يمكننا الجزم بأن مرض باركنسون هو مرض وراثي فحسب، بل تلعب العديد من العوامل  دورًا كبيرًا بزيادة احتمال الإصابة به، وإن لنمط الحياة الصحي دور كبير في تقليل احتمالية الإصابة بداء باركنسون، عن طريق تحسين صحة الجسم وتنشيط الدورة الدموية وبالتالي التخلص من السموم العالقة بالخلايا العصبية وإطالة مدة حياتها.

Scroll to Top