هل فوائد البنوك حرام، إنّ مسألة فوائد البنوك ما إذا كانت حرام أم حلال هي واحدة من الأمور التي تُشغل أذهان العديد من المسلمين وذلك في كافة الدول العربية، أيضاً كان يتردد دار الإفتاء السعودية كذلك المصرية هل فوائد البنوك حرام، بالإضافة إلى حكم التعامل مع البنوك الإسلامية، وتُعتبر تِلك القضية من الأحكام الشرعية الضرورية في حياة المسلمين، لاسيما أنهم كثيراً ما يلجأ إلى المعاملات المالية البنكية، وهُنا في مقالنا سوف نُتطرق لنتعرف بالتفصيل على هل فوائد البنوك حرام.
هل فوائد البنوك حرام
تعددت أراء الأئمة والعُلماء حول مسألة فوائد البنوك حرام أم لا، وبسبب انتشار البنوك وتعددت المعاملات البنكية في الوقت الحالي، يُشغل بال الكثيرين المسائل المالية وفوائد البنوك، مما جعلهم يعودون إلى أصول الشريعة والدين في ذلك الأمر، ولكن قبل ذلك لابدّ من معرفة ما هي فوائد البنوك، وعُرفت بأنها إعطاء الدائن للمدين أموال مع طلب زيادة في تِلك الأموال من خلال نسبة يتم تحديدها من قِبلهم، وعليه قد أكّد هيئة كبار العلماء ودار الإفتاء أنّ فوائد البنوك حرام شرعاً، لأنها تُعد ربا بسبب زيادة النقود دون جهد فيها، وفي ذلك أيضاً لا يجوز وضع الأموال في بنوك ربوية لا يعلم فيها مصدر الزيادة من أي طريق جاءت، ولا حرج من التعامل مع البنوك الإسلامية التي تتعامل دون فائدة بنكية ربوية.
هل فوائد البنوك حرام الشيخ الشعراوي
أفتى الشيخ الشعراوي رحمه الله حول فوائد البنوك بأنها مُحرمة شرعاً، نظراً لأنها تعود بالمال الزيادة عن حقه بطُرق غير مشروعة ودون بذل جهد فيها، حيثُ أنّها عبارة عن فوائد ربوية يتم أخذ زيادة عن المال في حال تم عقد الإقراض بين الدائن والمدين، ذلك ما تقوم عليه البنوك في المعاملات البنكية في حال أرادت إقراض القرض أو إخراج المرابحة الربوية، لذا فإنّ كل زيادة في مال عن حقه وكميته الأساسية فهو حرام شرعاً.
هل فوائد البنوك حرام إسلام ويب
وِفق ما عرضه إسلام ويب حول فوائد البنوك، قد أشاد أنّ وضع الأموال في البنوك الربوية مقابل فائدة مالية يتم تحديدها مع وجود ضمان رأس المال هو الربا الصريح، حيثُ أنّ القرآن الكريم قد أنزّل نص صريح بتحريمه، وعلى الرغم من أنّ الكثيرين قد حاولوا تصوير ذلك والمحايلة على الدين الإسلامي بأنه استثمال حلال، مع محاولة باطلة تبطلها أدلة القرآن الكريم والسنة النبوية بالإضافة إلى إجماع العُلماء وفقهاء الشريعة الإسلامية.
لابدّ من الذِكر هُنا قول ابن المنذر رحمه الله ناقلاً إجماع علماء المسلمين حيثُ قال: “أجمع كل من يحفظ عنه من أهل العلم على إبطال القراض إذا شرط أحدهما أو كلاهما لنفسه دراهم معدودة”.
شاهد أيضاً: كم سنة السجن المؤبد وما حكمه في الإسلام
رأي الأئمة الأربعة في فوائد البنوك
أفتى الجمهورية السابق الدكتور علي جمعة حول رأي الأئمة الأربعة في قضية فوائد البنوك، حيثُ اتفق الأئمة الأربعة بأنّ فوائد البنوك لا تندرج تحت بنك الربا، لاسيما أنّ الربا لا يكون في الأموال، بل من خلال استخدام الذهب والفضة فقط، لذا لم يتم إعتبارها من المحرمات، ذلك بالإستناد لقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم:” بيع الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والملح بالملح إلا إذا كان بنفس الوزن”، وعليه دعونا نعرِض لكم بعض من رأي الأئمة الأربعة في فوائد البنوك:
- أفتى الشيخ سيد الطنطاوي رحمة الله عليه أن الفوائد البنكية تعد حلال ولا حُرمة فيها.
- ولكن على النقيض منه قد أكد الأمين العام في لجنة الفتوى بالجامع الأزهر أن الفوائد البنكية مُحرمة لا جدال فيها.
- علاوة على ذلك نِجد أنّ الدكتور محمد الشحات قد أكد على أنها محرمة، وسر ذكر التعاملات بالفضة والذهب عند الأئمة الأربعة يعود إلى أن التعامل في القدم كان من خلال الذهب والفضة، ولكن في الوقت الحالي يتعلق بالنقود فهي تحل محلها الآن.
- أيضاً، أكد الدكتور شوقي علام مفتي الديار على أن الفوائد البنكية لم يتم إعتبارها من المحرمات، كذلك لا علاقة لإيداع المال في البنوك بالربا، ذلك لأنها عبارة عن ربح تمويل ناتج عن رضاء كلا الطرفين، وليس هُنالك ما يدل على ذلك في القرآن الكريم أو السُنة النبوية.
شاهد أيضاً: كم سنة العصر عند الشافعية وحكمها
حكم أخذ الفوائد البنكية
اختلف عُلماء الفقه والشريعة حول حكم أخذ الفوائد البنكية، حيثُ جاء الحكم على النحو التالي:
- أجمع العلماء بأنّ الزيادة في المال بشكل مشروط تندرج في خانة الربا، لذا فإنه مُحرمة بالإجماع.
- ولكن هُنالك الكثير من البنوك الإسلامية تعمل على الإحتفاظ بالأموال، كما أنها لا تخرج نسبة ربح على المال، بالتالي فهي بعيدة عن الربا.
في صدد العديد من الأمور الدينية والفهية التي نبتغي معرفتها، قد عرضنا لكم في مقالنا حول هل فوائد البنوك حرام، إذ ذهب الكثير من عُلماء الفقه بأنها ضِمن الربا بالتالي فهي مُحرمة ويجب الإبتعاد عنها، والله أعلى وأعلم.