عندما يتعلق الأمر بالحمل والإنجاب تصبح بعض السيدات متوجسات، وخاصًة اللواتي يرغبن بإنجاب المزيد من الأطفال. تستخدم بعض السيدات حبوب منع الحمل كطريقة للمباعدة بين ولاداتهم. وذلك السبب الأساسي الذي يدفع أغلب السيدات لاستخدام وسيلة منع الحمل في فترة ما خلال حياتهم. فهل تحمل هذه الوسيلة أضرار لصحة السيدة الإنجابية؟ فهل تؤدي حبوب منع الحمل للعقم ؟ تابعي المقال التالي لتتعرفي على الإجابة.
العقم ووسائل منع الحمل
يطلق مصطلح العقم على المتزوجين الذين لم يتحقق لديهم الحمل، بعد مرور سنة على الأقل من ممارسة الجماع بدون استخدام حبوب منع الحمل أو أي وسيلة مانعة للحمل أخرى.
يعتمد بعض الأطباء تشخيص العقم بعد 6 أشهر من الممارسة بدون استخدام وسائل منع الحمل عند متزوجين تجاوزت أعمارهم ال 35 عام أو أكبر. كما ويعد مشكلة شائعة لأن 15% من المتزوجين يعانون من مشكلة العقم.
إن لم يحدث الإنجاب خلال فترة استخدام موانع الحمل أو أي وسيلة لتحديد النسل لا تصنف هذه الحالة على أنها عقم، لأن الجماع سيكون محمي بأي وسيلة من الوسائل المستخدمة وسيؤدي لفشل حدوث حمل.
وأيضًا قد يحدث تأخير لعودة الخصوبة بمجرد إيقاف وسائل منع الحمل الهرمونية وخروجها من الجسم. فيستغرق الجسم بعض الوقت لتعود مستوى الهرمونات للمستوى الطبيعي خلال عدة أشهر على أكثر تقدير.
المفاهيم الخاطئة المتعلقة بوسائل منع الحمل
وسائل منع الحمل ليست حل سحري، وهناك بعض المخاوف التي يجب التحري عنها والآثار الجانبية التي يجب معرفتها. فقد كانت تفتقر الدراسات الأولية لوسائل منع الحمل للمعلومات العلمية الصحيحة، وللقبول عند بعض الثقافات وتترك خلفها العديد من التساؤلات. حيث تم تظليل بعض الحقائق حول آثارها الجانبية وعدم المساعدة في تعميمها أو نشرها.
في عام 1969 عرض الفيلم الوثائقي من قبل by Barbara Seaman “The Doctor’s Case Against the Pill” وقد كشف عن حقيقة التجارب التي خضعت لها بعض السيدات بدون موافقة مؤكدة منها والآثار الجانبية التي مرت بعضهن بها، وكانت الصدمة التي هزت ثقة الرأي العام بعالم الطب.
تبين بعد عدة سنوات في عام 1974، أن جهاز منع الحمل اللولبي داخل الرحم من قبل شركة DalkonShield، يتسبب بمخاطر الإصابة بالعقم الدائم وتم سحبه على الفور من السوق.
ومع مرور الوقت تزايد استخدام وسائل منع الحمل إلى جانب تصنيع مواد أكثر أمانًا وأقل جرعات دوائية. بالإضافة إلى أن الدراسات العلمية كانت قد تطورت وتطور مفهوم المخاطر الجانبية وفوائد منع الحمل الفموية.
وحتى اليوم مازال البعض يعتقد أن وسائل منع الحمل الفموية يمكن أن تقود للتسبب بالعقم، بسبب تأخر عودة الخصوبة بعد إيقاف العلاج.
بالإضافة إلى أن الدورات الشهرية المنتظمة المحدثة ببعض أشكال وسائل تحديد النسل قد تخفي وجود دورات غير منتظمة ناتجة عن حالة موجودة لدى السيدة سابقًا كمتلازمة المبيض المتعدد الكيساتpolycystic ovary syndrome (PCOS).
وتظهر أعراض هذه الأمراض الموجودة مسبقًاعندما يتم إيقاف وسائل منع الحمل. مما يدفع السيدة للشك بأن وسيلة منع الحمل هي ما سببت لها ذلك.
الدورات الطمثية غير المنتظمة المرافقة لوسائل منع الحمل الهرمونية
مكن لحبوب منع الحمل الهرمونية أن تلحق العديد من التأثيرات على الدورة الطمثية، وجميعها تعتمد على الوسيلة المتبعة لمنع الحمل وعلى بنية السيدة فوق كل شيء.
على سبيل المثال، يمكنك لدورتك الشهرية أن تكون خفيفة أو غزيرة. وفي العديد من الحالات، يمكن أن لدورتك أن تصبح منتظمة، ولكن في حالات أخرى تصبح الدورة غير منتظمة أو قد تختفي بشكل كامل أي يحدث انقطاع طمث.
بعد إيقاف حبوب منع الحمل الفموية، قد تعاني بعض السيدات من دورات عدة غير منتظمة تستمر لعدة أسابيع أو أشهر.
وذلك لأن الهرمون المطلق من حبوب منع الحمل يسبب إيقاف الإباضة، ولذلك قد تأخذ دورتك الشهرية بعض الوقت لتتكيف مرة الأخرى مع مستوى الهرمونات الطبيعي في جسمك وتعود لسابق حالتها.
إذا تحولت دورتك الشهرية لدورة غير منتظمة بعد قطع مانعات الحمل، لا يرجح ذلك حدوث إباضة منتظمة. لذلك يكون حدوث الحمل بعد إيقافها أمر صعب.
بيد أخرى، ولكن يمكن لبعض السيدات أن يحدث لديهن الإلقاح بسهولة، لذلك كل ما سبق يعتمد على طبيعة جسم السيدة وتكيفها مع التغيرات.
بالإضافة إلى أن السيدات اللواتي كن يعانين من عدم انتظام دوراتهن قبل استخدام وسائل منع الحمل، سيعاودن الظهور بعد إيقافها.
وسائل منع الحمل المختلفة
يوجد عدة طرق لتحديد النسل الهرمونية المتبعة وتتضمن، حبوب منع الحمل الفموية، الحلقات المهبلية، الواقيات الذكرية والأنثوية، اللولب الرحمي الهرموني والحقن.
كل منها تتبع وسيلة مختلفة لمنع الحمل، ولكن جميعها يشترك بنفس التأثير: تحرير هرمونات وتغيير مستوى الهرمونات في الجسم مما يمنع إطلاق البويضة وتحريرها من المبيضين (الإباضة). ولكن بعض الطرق ينتج عنه تأخير بعودة الخصوبة مختلف عن الآخر.
إحصائيًا، تعود الهرمونات لتوازنها في جسم السيدة خلال 3 إلى 6 أشهر بعد إيقاف وسيلة منع الحمل. حيث قامت دراسة عام 2020 وجدت أن:
- السيدات اللواتي يستخدمن موانع الحمل القابلة للحقن تستغرق الوقت الأطول لتعود خصوبتها لوضعها الطبيعي (خمس إلى ثماني دورات طمثية متتالية).
- تستغرق السيدات المستخدمات للواقيات الخارجية (خمس دورات طمثية).
- ثم تأتي مستخدمات حبوب منع الحمل الفموية والحلقات المهبلية (ثلاثة دورات).
وأخيرًا، السيدات اللواتي يضعن اللولب داخل الرحم والزروعات تستغرقن الوقت الأقصر لعودة الخصوبة (دورتين شهريتين)، والأهم من ذلك كله أن تتذكري أن حالة كل سيدة مختلفة عن الأخرى.
لذلك إن ترغبي بالإنجاب للوقت الحالي، من الأفضل أن تستخدمي وسيلة منع أخرى على فور إيقاف من وسيلة من الوسائل المشروحة سابقًا.
الإلقاح بعد اتخاذ قرار إيقاف وسائل منع الحمل
تعد الحبوب الشكل الأشيع من وسائل منع الحمل الموصوفة للسيدات، فإن معظم الأسئلة والنقاشات تدور حولها. كما لا يكون إيقاف حبوب منع الحمل أمرًا سهلًا، فقد تختبرين التالي:
- دورات طمثية غير منتظمة.
- تقلصات رحمية خلال الطمث.
- تغيرات بالوزن، فبعض السيدات شهدن زيادة بالوزن كان من السهل التخلص منها بعد ذلك.
- تغيرات في المزاج.
يقترح الأطباء بعد إيقاف حبوب منع الحمل إعادة ضبط هرمونات قبل محاولة الإلقاح. غالبًا هذا يعني تغيير عادات الغذائية واتباع حمية غذائية معينة و تغيير نمط حياتك، كالحصول على نوم كافي وحمية غذائية متوازنة. وطبعًا هذه النصائح تتضمن جميع وسائل منع الحمل الهرمونية وليس فقط الحبوب. من المهم أيضًا معالجة عوز الفيتامينات أو نقصها بسبب استخدام حبوب منع الحمل وتتضمن:
- فيتامين بي 2و بي6 و بي 12.
- فيتامين سي و إي.
- والفولات.
يجب فحص مستوى اللسكر في الدم بالإضافة للمقاومة على الأنسولين والتعامل معها وتصحيحها أيضًا، حيث يعزى أغلبها لاستخدام وسائل منع الحمل الهرمونية.
وفي ختام مقالنا، إن الإجابة المختصرة والنهائية لسؤالك هي لا، حيث لا تسبب حبوب منع الحمل الهرمونية العقم، بغض النظر عن الوسيلة أو المدة التي استخدمتيها. فهي مصممة لتأخير الخصوبة بشكل مؤقت ومنع الحمل. وعند توقفك عن أخذهم تعود خصوبتك لوضعها الطبيعي في النهاية.