هل الكلب نجس ويبطل الوضوء حكم تربية الكلب ولمسه في الإسلام هل تفكر في اقتناء كلب ولكنك تخاف أن يكون نجسًا ويبطل طاهرتك ووضوءك. حيث انتشرت مؤخرًا ظاهرة اقتناء الكلاب في البلاد العربية. ومن الملاحظ أن الناس خاصة المسلمون يتناقشون حول هذا الموضوع .من جهة البعض يقول ليس للكلب علاقة بالطهارة أو النجاسة، ومن جهة أخرى يقال بأنه نجس ويبطل الوضوء. ونحن دائمًا عند حسن ظن قراءنا، حيث سنقدم لكم وجهة نظر الفقهاء بفكرة نجاسة الكلب. لذلك تعالوا معنا لنستطلع الآراء والأحكام ووجهة نظر الشرع حول موضوع نجاسة الكلب، خصوصًا إذا كنتم ترغبون بتربية كلب.
هل الكلب نجس
في الحقيقة إن هذا الموضوع محط خلاف بين الفقهاء، لذلك سنبين لكم كل رأي على حدا كالآتي:
- يقول مذْهَب المالكية والظاهرية والإباضية أن الكلب طاهر حتى ريقه وما صدر عنه من رطوبات.
- أما المذهب الشيعي والشافعي يقول بأن الكلب نجس حتى شعره نجس.
- مذهب أبي حنيفة يقول إن شعر الكلب طاهر أما ريقه نجس.
- مذهب أحمد بن حنبل، هناك روايتان يقول في إحداهما إن الكلب نجس حتى شعره، ويقول في الأخرى إن شعر الكلب طاهر وريقه نجس.
- التابعين أمثال عكرمة، والزهري، وأبو عبيدة بن مسلم بن أبي كريمة، وكبار علماء السنة أمثال الأوزاعي، والثوري، وداود بن علي صاحب مذهب الظاهرية فقد أقروا بطهارة الكلب.
- وجاء عن الماوردي: “وَقَالَ مَالِكٌ وَدَاوُدُ: الْكَلْبُ طَاهِرٌ فَإِذَا وَلَغَ فِي الْإِنَاءِ كَانَ وَمَا فِيهِ طَاهِرًا، وَوجَبَ غَسْلُهُ تَعَبدًا”.
- وقَالَ الزهْرِيُّ والْأَوْزَاعِيُّ وَالثَّوْرِيُّ استنادًا على بعض الآيات بأن اللَّهَ تَعَالَى شرع اقتناء الكلب بهدف الصيد. فَقَالَ: “وَمَا عَلَّمْتمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ”. وكذلك قال “وَلَوْ كَانَ نَجِسًا لَأَفْسَدَ مَا صَادَهُ بِفَمِه”.
- وافق المتأخرين، مالك بن أنس، أمثال، ابن المنذر النيسابوري، وابن حزم، محمد الشوكاني. والجدير بالذكر أن ابن حزم ألف كتاب عن طهارة الكلب.
شاهد أيضًا: كم تكلفة الحج من تركيا 2025 أسعار الحج
هل الكلب نجس من وجهة نظر العلم
أثبتت الأبحاث العلمية أن لعاب الكلب فيه فوائد عظيمة في شفاء الجروح. حيث أن ريق الكلب قاتل بكتيري لبعض أنواع البكتريا، مثل: الإشريكية القولونية والعقدية. كما تثبت التّجارب أنّ تربية الكلاب لها تأثيرًا إيجابيًا على صحّة الإنسان النفسيّة والاجتماعيّة والبدنيّة.
هل لمس الكلب يبطل الوضوء
أجاب أحد علماء الدين على هذا السؤال كالآتي:
- لا يبطل الوضوء إذا كان الكلب جافًا، واليد جافة، أي ليس على من لمسه شيء.
- أما إذا كان الكلب رطبًا، أو اليد رطبة فوجب غسل اليد سبع مرات بالماء مع الفرك بقوة ثم دعكها بالتراب. فإذا لم يتواجد التراب فالصابون يحل محل التراب ولكن التراب أفضل.
شاهد أيضًا: الحكمة من مشروعية الصيام باختصار ما الحكمة من مشروعية…
ما هو حكم تربية الكلاب في الإسلام
أفاد الدكتور مجدى عاشور، المستشار الأكاديمي لمفتى الجمهورية العربية المصرية ردً على سؤال هل الكلب نجس ويبطل الوضوء. قائلا:
- ليس لوجود الكلب في أي مكان معنى أن المكان نجس لأن الكلب نجس ويبطل الوضوء.
- مس الأجزاء الجافة من جسم الكلب كالشعر بأي جزءٍ جافٍّ من أجزاء الجسم أو الملابس لا يلزم التطهر. وذلك لأن الجاف على الجاف طاهر باتفاق.
- يعتقد البعض أن لمس الكلب ينقض الوضوء، هناك فرق بين التنجس الموجب لغسل المكان المصاب بالنجاسة من الثياب أو غيرها. وبين الوضوء الذي له نواقض معروفة ليس منها لمس النجاسة.
- ملامسة الشخص المتوضئ لشعر الكلب لا يبطل الوضوء.
- أما إذا تبلل الإنسانَ بشيءٌ من لُعاب الكلب أو رطوباته، ففي طهارة ذلك المكان المصاب خِلافٌ بين الفقهاء كما تم ذكره سابقًا.
- يجوز انتهاج مذهب المالكيَّة الذي يقر بطهارة الكلب.
شاهد أيضًا: أسماء بنات إسلامية دارجة وجميلة
حكم الأزهر في تربية الكلاب
وردت إلى لجان الفتوى بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية سؤالًا مفاده هل الكلب نجس ويبطل الوضوء؟ وهل يجوز لمسلم أن يربي كلبًا؟ فكانت الإجابة على الشكل التالي: “لا يحل لمسلم تربية كلب إلا لغرض صحيح كالحراسة أو الصيد، أما تربية الكلب من غير حاجة كالزينة والتسلية، والترفيه فهو غير جائز؛ لما رواه البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «مَنْ أَمْسَكَ كَلْبًا فَإِنَّهُ يَنْقصُ كُلَّ يَوْمٍ مِنْ عَمَلِهِ قِيرَاطٌ إِلا كَلْبَ حَرْثٍ أَوْ مَاشِيَةٍ».
وأضاف أن هذه الكلاب تمنع دخول الملائكة إلى البيت، فقد روى ابن ماجه عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِنَّ الْمَلائِكَةَ لا تَدْخُلُ بَيْتًا فِيهِ كَلْبٌ وَلا صُورَةٌ»، وعليه؛ فإذا كان اقتناء الكلاب لحفظ البيوت، أو تحصيل منفعة كالصيد، أو دفع مضرة فجائز إذ اقتضت الضرورة ذلك، وإلا فلا وذلك خروجًا من الخلاف.
ما هي عقوبة من يربي كلب في بيته
أجاب أحد رجال الدين فقال إن عقوبة من يربي كلب هو نقصان عمل المربي وحسناته كل يوم بمقدار قيراط. كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم” من اقتنى كلبًا إلا كلب ماشية أو كلب صيد نقص من عمله كل يوم قيراط “، ونقص الحسنات هي عقوبة كبيرة.
هل تصح الصلاة في بيت يربى فيه كلب
نعم تصح الصلاة في البيت الذي يربى فيه كلب إن شاء الله تعالى. ولكن بشرط ألا يصاب جسم المصلي أو ملابسه أو مكان صلاته شيء من لعاب الكلب أو بوله أو عذرته أو عرقه، فإن أصيب بشيء من ذلك وصلى به عامدًا، فصلاته باطلة ويجب عليه إعادتها. والله أعلم.
شاهد أيضًا: دعاء عند كل صباح ومساء بسم الله خير الأسماء
دلائل من القرآن الكريم تحرم تربية الكلاب
جاذ ذكر الكلبُ في القرآن الكريم في ثلاثة آيات، وهي:
- الآية الرابعة من سورة المائدة في قول الله جل شأنه: «يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَمَا عَلَّمْتُم مِّنَ الْجَوَارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللّهُ فَكُلُواْ مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُواْ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ».
وتعني هذه الآية أن الله أحلّ الطيبات للمؤمنين وحرم عليهم الخبائث. وحلل ما يجلبه الكلب المدرب من صيد في فمه:
- الآية ١٧٧ من سورة الأعراف في قول الله جلَّ جلاله «وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنْ الْغَاوِينَ*َ ولَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ».
قال القتيبي: كل شيء يلهث فإنما يلهث من إعياء وعطش، إلا الكلب فإنه يلهث في حال الكلال وحال الراحة، وحال المرض وحال الصحة، وحال الري وحال العطش، فضربه الله مثلاً لمن كذَّب بآياته، فقال: إن وعظته ضَلَّ وإن تركته ضَلَّ، فهو كالكلب إن تركته لهث وإن طردته لهث، كقوله تعالى: «سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ»، وقوله تعالى: «وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاء عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ».
- الآية الثامنة والعشرين من سورة الكهف في قوله تعالى: وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رقُودٌ وَنقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ. حيث كان كلب أهل الكهف للصيد أو للزراعة أو لحماية الأغنام. وكان اقتناء الكلب جائزاً في وقتهم كما هو عندنا اليوم جائز في شرعنا.
أعزائنا إن الكلب من الحيوانات الأليفة التي تدخل البهجة إلى القلب. ولكن إذا احترتم هل الكلب نجس ويبطل الوضوء وماحكم تربية الكلب ولمسه في الاسلام، ننصحكم باقتناء قطة لأنها مؤنسة أيضًا ولا خلاف على تربيتها في الإسلام.