هل الرضاعة تمنع الحمل، سؤالٌ لطالما راود الأمهات التي ترضع طفلها طبيعيًا. ولا سيما في فترة انقطاع الدورة الشهرية بعد النفاس. فغالبًا لا ترغب الأم المرضع بالحمل مباشرةً بعد الولادة. وذلك لتعطي جسدها فترة نقاهة ليتعافى من الحمل والولادة ويستعيد قوته. بالإضافة إلى رغبتها بعدم حرمان رضيعها من فوائد الرضاعة الطبيعية، لأن الحمل والإرضاع لا يجتمعان غالبًا. فلطالما تناقلت الأجيال فكرة أن الأم المرضع لا تحمل. وبين الشائعة والحقيقة يأتي مقالنا هذا ليوضح لكي عزيزتي الأم المرضع ما يقوله العلم في هذا المجال. كما سنوضح لكِ شروط فعالية الرضاعة لمنع الحمل، وعلامات الحمل أثناء الرضاعة وغير ذلك من الأمور التي قد تهمك في هذا المجال.
هل الرضاعة تمنع الحمل
- تقلل الرضاعة الطبيعية نسبة الخصوبة والإباضة، وربما تمنع الدورة الشهرية لمدة قد تصل لعام كامل بعد الولادة.
- كما تعتبر الرضاعة الطبيعية فعالة فقط في الـ6 أشهر الأولى بعد الولادة.
- لا يمكن اعتبار الرضاعة وسيلة مضمونة لمنع الحمل، فقد تفاجئك ويحدث التبويض قبل أن تدركي ذلك.
- بالإضافة إلى ذلك الاعتماد على الرضاعة فكرة غير محبذة وغير مضمونة على الإطلاق، حيث تقل فاعليتها كلما اعتمد الطفل على الطعام الصلب.
- علاوة على ذلك تزداد نسبة حدوث الإباضة كلما انتظم نوم الرضيع لأكثر من 6 ساعات دون رضاعة طبيعية.
- كما يمكن القول إن نسبة النساء اللاتي حملن خلال الرضاعة 66%، بينما منعت الرضاعة الطبيعية الحمل بنسبة 98% في الشهور الأولى للولادة وبشروط.
هل الرضاعة تمنع الحمل مع وجود الدورة
إن الاعتماد على الرضاعة الطبيعية وحده بدون اتباع أحد أساليب منع الحمل يعد بمثابة مجازفة كبيرة من الأم، فمن المحتمل أن يحدث حمل حتى وأن لم تبدأ الدورة في النزول. أما في حالة نزول الدورة الشهرية خلال فترة الرضاعة فهذا يعنى أن الأم لا تعطي طفلها كمية كافية من الحليب أو أن عدد مرات الرضاعة اليومية لا تكفيه، أو بسبب تخفيض عدد الرضعات بعد دخول الرضيع في الشهر السادس نتيجة إدخال الطعام الصلب إلى وجباته اليومية. وهنا لا بد من استخدام حبوب منع الحمل أو أي وسيلة آمنة لمنع حدوث الحمل. حيث أن الإباضة خلال تلك الفترة تصبح طبيعية ولن تتأثر بالرضاعة الطبيعية. لذا يفضل استشارة الطبيب في هذه الحالة.
ماهي شروط فعالية الرضاعة في منع الحمل
- يجب أن تكون الرضاعة الطبيعية هي الغذاء الأساسي للطفل حتى يستمر جسم الأم بإفراز هرمون الأوكسيتوسين (Oxytocin) الذي يعمل على إيقاف الإباضة.
- كما يجب إرضاع الطفل كل 4 ساعات خلال النهار، وكل 6 ساعات خلال الليل على الأقل.
- بالإضافة إلى ذلك يجب تجنب استخدام اللهاية واستبدالها بوضع الرضيع على الثدي حتى وإن لم يكن يرضع.
- عدم تناول أي أدوية أو علاجات تؤثر على الرضاعة الطبيعية وعلى إفراز كمية الحليب.
- كما يجب ألا يكون عمر الطفل أكثر من 6 أشهر.
- علاوة على ذلك يجب تناول بعض المكملات الغذائية والأطعمة التي تزيد من إدرار الحليب.
ماهي علامات الحمل أثناء الرضاعة
- الإعياء والتعب الشديد والشعور بالإجهاد خاصةً عند القيام بممارسة بعض الأنشطة العادية.
- الشعور بالعطش الشديد.
- التهاب الثدي أو الحلمات.
- الإصابة بالشد العضلي والنزيف الخفيف، مع الانتباه إلى احتمالية وجود صعوبة في التمييز إن كان هذا النزيف الخفيف هو نزيف الانغراس، أو علامة لبداية الدورة الشهرية.
- الغثيان.
- انخفاض في إدرار الحليب الخاص بالأمهات المرضعات.
- زيادة الإحساس بالجوع بشكل مفاجئ، بالإضافة إلى ظهور بعض علامات الحمل الأخرى عليها في نفس الوقت عندها من الممكن أن يكون هناك احتمال كبير في حدوث الحمل عند هذه الأم المرضع.
- ظهور بعض الكتل في الثدي.
- الرغبة في النوم عدد ساعات أكثر من المعتاد.
- في بعض الحالات يرفض الطفل الرضاعة نتيجة لتغير مذاق حليب الثدي خلال الحمل.
هل الإرضاع أثناء الحمل آمن
بشكلٍ عام من الآمن أن تواصل الأم إرضاع طفلها طبيعيًا أثناء الحمل بشرط الالتزام بنظام غذائي صحي وشرب الكثير من السوائل. ومع ذلك، فإن الإرضاع الطبيعي يمكن أن يسبب حدوث انقباضات خفيفة في الرحم. ولكن لا داعي للقلق لأنه في حالات الحمل السليم تسبب الرضاعة الطبيعية إفراز هرمون الأوكسيتوسين بكميات قليلة، مما يسبب هذه التقلصات والتي تعتبر غير ضارة للطفل.
متى ينصح بالتوقف عن الرضاعة أثناء الحمل
- عند وجود خطر التعرض للإجهاض.
- في حال ضعف عنق الرحم أو عدم كفاءته.
- في الثلث الأخير من الحمل بسبب ازدياد احتياجات الجنين، مما يسبب الإرهاق للأم في حال الاستمرار بالإرضاع.
- خلال أخر ثلاثة أشهر من الحمل، وذلك لأن تحفيز الحلمة بالرضاعة يسبب تقلصات رحمية.
- عدم قدرة الأم على الموازنة بين احتياجات الرضيع والجنين.
وفي الختام عزيزتي الأم إذا كنتِ تريدين تجنب حدوث الحمل أثناء الرضاعة فعليكِ باستشارة طبيبك ليرشدكِ لوسيلة منع حمل آمنة، وعدم الاعتماد على الرضاعة لتحقيق هذه الغاية.