الزائدة الدودية هي قطعة صغيرة مسدودة النهاية تشبه الإصبع تقع في نهاية المصران الأعور. أما بالنسبة لوظيفة الزائدة الدودية فهي تعد مكان آمن للبكتيريا النافعة للجهاز الهضمي. كذلك تعمل الزائدة على تقوية الجهاز المناعي إذ تبين أنها تحوي خلايا لمفاوية تساعد الجسم على مقاومة الجراثيم. كما أن لها دور في وقاية الجسم من مرض كرون، بحيث وجدت دراسات دلت على أن الأشخاص الذين يملكون زائدة دودية سليمة هم أقل عرضة لمرض كرون بأربع مرات، ويعرف مرض كرون بأنه التهاب شديد يصيب الجهاز الهضمي ويسبب ألم في البطن، والإسهال، وبالتالي فقدان الوزن. ومع هذا هناك كثير من الباحثين لم يتأكدوا من وظيفة الزائدة وخاصة أن الأشخاص الذين استأصلو الزائدة لم يتعرضوا لأي ضرر. والجدير بالذكر عندما تصاب الزائدة بالالتهاب تؤدي إلى أعراض تختلف شدتها. وأيضًا يختلف العلاج تبعًا لشدة الأعراض. وهنا عزيزي القارئ سنتكلم حول ألم الزائدة الدودية، وعن أعراضها، وأسبابها، وكذلك طرق علاجها.
هل ألم الزائدة مستمر أو متقطع
يكون ألم الزائدة مستمرًا ويحدث بشكل مفاجئ، ولا يستجيب على المسكنات العادية وخاصةً إذا كان الالتهاب شديدًا. إذ أن الألم يبدأ خفيفًا، ثم تزداد شدته تدريجيًا، ليصبح غير محمولًا في الحالات الشديدة. ويبدأ الشعور بالألم في المنطقة المحيطة بالسرة، لينتقل بعد ذلك إلى الظهر وأسفل البطن في الزاوية السفلية اليمنى من البطن . ولكن في بعض الأحيان من شدة الألم لا يستطيع المريض تحديد مكانه بدقة. حيث أن الألم يشتد بالسعال وعند القيام ببعض الحركات المفاجئة، هذا ويختلف مكان توضع ألم الزائدة الدودية وطبيعته حسب الأشخاص ، فمثلًا عند الحوامل يستقر ألم الزائدة الدودية أعلى البطن.
أعراض التهاب الزائدة
عند ظهور هذه الأعراض يجب مراجعة الطبيب مباشرةً خشية حدوث انفجار الزائدة الدودية وعندها تكون العواقب وخيمة. ومن أهم أعراض التهاب الزائدة:
- ارتفاع درجة الحرارة بشكل مفاجئ وحدوث حمى وقشعريرة.
- اضطراب عملية التغوط فقد نجد إسهال وإمساك بنفس الوقت.
- يشكو المريض من فقدان الشهية.
- ينتفخ بطن المريض بشكل ملحوظ.
- كما يعاني من صعوبة إخراج الغازات من البطن.
- وفي بعض الحالات قد يؤدي الألم الشديد والغثيان والتقيؤ إلى حدوث دوخة تنتهي بفقدان الوعي.
- كذلك من أكثر أعراض التهاب الزائدة عند النساء آلام الظهر والبطن لدرجة الخلط بينه وبين آلام الدورة الشهرية.
- كما يحدث اضطراب في عملية التبول، فأحيانًا نجد صعوبة في التبول، وأحيانًا أخرى نجد كثرة التبول مع وجود حرقة شديدة أثناء التبول.
أعراض التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال
عندما يشكو طفلك من بعض الأعراض عليك مراجعة الطبيب مباشرة وهذه الأعراض هي:
- لا يستطيع الطفل الوقوف أو الجلوس بسبب شدة الألم.
- يصاب الطفل بانتفاخ وتورم البطن.
- تقيؤ الطفل أكثر من مرة في اليوم.
- تهيج المعدة والأمعاء، حيث يشعر الطفل بالإسهال والإمساك بنفس الوقت، كذلك يشعر بالقيء والغثيان بنفس الوقت.
بعض الأطعمة التي تسبب التهاب الزائدة
بينت الدراسات وجود بعض الأطعمة التي تسبب التهاب الزائدة مثل:
- البروكلي والفول والبقوليات.
- الأغذية الغنية بالسكريات والدهون.
- تناول الكحول.
- تناول الكافيين.
- الأطعمة التي تسبب التهاب القولون.
- المشروبات المعلبة التي يضاف لها مواد حافظة.
- بذور الفاكهة.
- بقايا أغذية نباتية غير مهضومة تترسب في الزائدة مما يسبب انسدادها وحدوث الالتهاب.
أسباب التهاب الزائدة الدودية
قد يكون السبب في التهاب الزائدة الدودية حدوث التهاب في الغشاء الداخلي للزائدة الدودية. نتيجة عدوى جرثومية مما يؤدي إلى تكاثر هذه الجراثيم بسرعة وازدياد عددها. وهذا يسبب التهاب الزائدة وامتلائها بالقيح، وقد تنفجر وتؤدي إلى انتشار الجراثيم في جوف البطن الأمر الذي يؤدي إلى التهاب الصفاق وقد يكون مهددًا للحياة. وهذا الأمر يتطلب استئصال الزائدة بشكل سريع وتنظيف جوف البطن.
تشخيص التهاب الزائدة الدودية
يقوم الطبيب بالإجراءات التالية لتشخيص التهاب الزائدة الدودية:
- الفحص السريري لمعرفة طبيعة الألم حيث يضغط الطبيب برؤوس أصابعه على الزاوية السفلية اليمنى للبطن. ويرفع يده فجأة فإن حدث ألم شديد دل على التهاب الصفاق ونحن أمام حالة التهاب زائدة. كذلك يبحث الطبيب عن منعكس الدفاع العضلي من خلال جس العضلات المتيبسة في البطن.
- الفحوص الدموية حيث نجد ارتفاع عدد الكريات البيض، الأمر الذي يشير إلى وجود حالة التهابية.
- فحص البول وذلك لنفي وجود التهاب مجاري بولية أو حصيات بولية قد تكون سببًا في حدوث الألم.
- التصوير إذ من الممكن أن يطلب الطبيب إحدى الصور التالية:
- أشعة سينية للبطن.
- تصوير البطن بالأمواج فوق الصوتية.
- التصوير المقطعي المحوسب.
- المرنان المغناطيس.
ويتم إجراء هذه الصور لتأكيد التهاب الزائدة الدودية أو للبحث عن أسباب أخرى للألم
علاج التهاب الزائدة الدودية
قبل البدء بالعمل الجراحي يقوم الطبيب بتغطية كافية بالمضادات الحيوية للسيطرة على الالتهاب ومنع انتشاره أثناء العمل الجراحي.
- عادةً يكون علاج التهاب الزائدة الدودية جراحيًا باستئصال الزائدة وذلك بإجراء شق بطني بطول 5 إلى 10 سم. .
- أو بإجراء عدة شقوق في البطن واستئصال الزائدة عن طريق التنظير الذي يعتبر الخيار الأفضل عند كبار السن، وفي حال كان الشخص يعاني من السمنة. وذلك كون الألم أقل، والندبات بعد العمل الجراحي أقل والتعافي أسرع. ولكن التنظير لا يعتبر مناسبًا لجميع المرضى، ففي حال وجود خراج، وتمزق بالزائدة الدودية هنا الجراحة أفضل وذلك ليستطيع الجراح تنظيف الجوف البطني.
- أما في حال تأخر المريض بمراجعة طبيبه، أو حدث خطأ بالتشخيص وانفجرت الزائدة الدودية وتكون خراج حول الزائدة، يضطر الطبيب إلى وضع مفجر عبر الجلد يصل إلى مكان الخراج وذلك لتصريف القيح. ثم تجرى الجراحة وتستأصل الزائدة الدودية بعد عدة أسابيع من السيطرة على العدوى.
نتيجةً لشيوع التهاب الزائدة الدودية عند الأطفال، يجب على كل أم مراقبة العادات الغذائية عند أولادها وخصوصًا قرط البذور وأكل اللب بدون تقشير. لأن هذه المواد قد تقف في لمعة الزائدة وتسدها وتؤدي إلى التهابها. وهذا الكلام موجه أيضًا لكافة الأعمار. كذلك عند الشعور بالأعراض المذكورة سابقًا يجب مراجعة الطبيب مباشرةً.