كثر في الآونة الأخيرة البحث في محركات البحث المشهورة عن نواقص الوضوء للأطفال.
الوضوء في اللغة مشتقة من الإضاءة إي الحسن والبهاء. أما في الشرع الإسلامي تعني الطهارة المادية لبعض الأعضاء وذلك من خلال إيصال الماء إلى هذه الأعضاء على وجه التحديد. كما يعتبر علماء الفقه الوضوء أنه أول مقصد للطهارة كونه مطلبًا أساسيًا للصلاة فلا تصح الصلاة بلا وضوء. بل تعتبر أهم شرط من شروط صحة الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم (لا يقبل الله صلاة أحدكم إذا أحدث حتى يتوضأ). أما أركان الوضوء التي لا يصح الوضوء دونها في النية وغسل الوجه وغسل اليدين حتى المرفقين. بالإضافة إلى ذلك مسح الرأس أو جزء منه ثم مسح الرجلين. أما مقالتنا هذه سنخصصها للحديث عن نواقص الوضوء للأطفال متمنيًا تقديم الفائدة المرجوة.
نواقص الوضوء للأطفال
لا بد لنا قبل الخوض في غمار شرح الوضوء للأطفال ونواقصها من شرح مفهوم الطهارة. فالطهارة في الإسلام لغةً النظافة من الأوساخ والأدناس أما اصطلاحًا فهو رقع للحدث وزوال للخبث من الجسد والملبس والمكان. ويكون ذالك بالغسل من الحدث الأكبر والوضوء من الحدث الأصغر. وللطهارة نوعان منها طهارة باطنية في القلب من السرور والآثام ومنها خارجية تكون بالغسل والوضوء والتيمم.
لما كان الأطفال بنظر الإسلام أمانةً في أعناق ذويهم كان لا بد من تعليمهم الوضوء على الوجه الصحيح وتعليمهم نواقصه حتى لا يقعوا في المحظور.
كما يجب تعليمه نواقصه وهي:
- الخروج من أحد السبيلين.
- نزف الدم الكثير من الجسم.
- زوال العقل بنوم أو جنون أو سكر.
- أكل لحم الجزور كلحم الجمل.
- مس المرأة بشهوة.
- مس الفرج دون حاجز.
- تغسيل الميت.
- الردة من الإسلام.
فرائض الوضوء
وهي الأفعال التي لا يصح الوضوء إلا بها وهي.
- النية فلا يصح الوضوء إلا بالنية فهو شرط من شروطه و ركن من أركانه. لقول رسول الرحمة (ص): (إنما الأعمال بالنيات).
- غسل الوجه وذلك من منابت الشعر إلى ما أنحدر من اللحية طولًا. كما من الأذن إلى الأذن عرضًا. بالإضافة إلى الاستنشاق والاستنثار للأنف والمضمضة للفم.
- غسل اليدين من المرافق إلى نهاية الأصابع.
- مسح الرأس كله أو بعضه.
- غسل الرجلين إلى الكعبين.
- الترتيب والموالاة.
سنن الوضوء
وهو ما وصلنا عن وضوء نبي الرحمة من الصحابة وتابعيهم والسلف الصالح ويتوجب فعلها بالإضافة على أركان الوضوء . وأهم سنن الوضوء:
- البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم).
- غسل الكعبين قبل إدخالهما الإناء.
- المضمضة وهي غسل الفم بإدارة الماء فيه وهي واجبة عند الحنابلة.
- استعمال السواك بعد المضمضة.
- الاستنشاق وهو إدخال الماء إلى الأنف.
- الإستنثار وهو إحراج الماء من الفم.
- مسح الأذنين ظاهرًا وباطنًا ومسح فتحة الأذن.
- تكرار أفعال الوضوء ثلاث مرات من غسل للوجه وغسل لليدين ومضمضة واستنشاق واستنثار.
- مسح جميع الرأس بدءًا بالمقدمة.
- عدم الإسراف بالماء لقوله (ص): ( لا تسرف ولو كنت على نهرٍ جارٍ).
مكروهات الوضوء
- الإسراف في الماء.
- ترك سنة من سنن الوضوء فترك السنة يحرم تاركه ثوابها وينقص من عمل الوضوء.
- يكره الوضوء في الأماكن النجسة لذا يفضل الوضوء في الأماكن النظيفة ما أمكن.
- كثرة الكلام أثناء الوضوء ولا ضير في رد السلام.
- يكره لطم الماء بالوجه عند غسله.
نواقص الوضوء ومبطلاته التي اتفق عليها جمهور العلماء
هناك من نواقص الوضوء للأطفال التي اتفق العلماء على أنها تنقص من الوضوء وهي:
الخروج من السبيلين
- خروج البول والغائط يفسد الوضوء وينقصه لقوله تعالى( فمن جاء منكم الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيدُا طيبًا).
- خروج الريح ينقص الوضوء.
- خروج المذي وهو ماء رقيق ليس له رائحة كما يخرج بغير دفق.
- خروج الودي يفسد الوضوء كما يفسدها البول والمذي.
ذهاب العقل مهما كان سببه
يعتبر الوضوء تكليف والتكليف يكون للشخص الراشد البالغ العاقل لذلك يسقط عن من يذهب عقلهم مؤقتا أو دائنًا وأسباب ذهاب العقل عديدة منها:
- النوم الكثير الثقيل لأن النوم من مسببات الحدث.
- زوال العقل بالجنون.
- زوال العقل بالإغماء.
- زوال العقل بشرب المسكرات.
نواقص الوضوء ومبطلاته التي اختلف عليها جمهور العلماء
اختلف جمهور العلماء حول عدد من نواقص وفاسد الوضوء فمنهم من اعتبرها مكروهًا ومنهم من اعتبرها تفسد الوضوء وتستوجب إعادة الوضوء مرة أخرى لذا علينا تحذير الأطفال على هذه النواقص وهي:
- مس الفرج لدى الرجل والمرأة دون حائل فذهب جمهور المالكية والشافعية والحنابلة لاعتبارها مفسدة للوضوء أما اعتبرها الأحناف وبعض المالكية مكروها دون أم يعتبرها مفسدة للوضوء.
- مس المرأة بشهوة حيث اعتبر جمهور الشافعية إن مس المرأة حتى ولو دون شهوة هو من نواقص الوضوء. في حين اعتبر جمهور الأحناف وبعض الحنابلة إن مس المرأة ولو بشهوة لا يفسد الوضوء إلا في حال أن يخرج من المتوضئ شيء.
- غسل الميت ذهب أغلب جمهور العلماء بأن غسل الميت لا ينقص الوضوء باعتبار إن الميت طاهر ولمس الطاهر لا يفسد الوضوء. في حين ذهب الأحناف إلى استحسان الوضوء بعد غسيل الميت.
- القهقهة في الوضوء ذهب جمهور العلماء إل اعتبار القهقهة مفسدة للصلاة ولكنها غير مفسدة للوضوء في حين ذهب جمهور الشافعية إلى استحسان الوضوء دون قهقهة.
- أكل لحم الإبل أو شرب لبنها حيث ذهب جمهور كل من المالكية والشافعية إلى أن أكل لحم الإبل لا ينقص الوضوء في حين رأى جمهور الأحناف بأن أكل لحم الإبل ينقص الوضوء ودليلهم في ذلك أن نبي الرحمة (ص) أمر بالوضوء بعد أكل لحم الإبل.
في نهاية المقال لا بد من تعليم الأطفال طريقة الوضوء والصلاة الصحيحة وتعليمهم نواقص الوضوء ومكرهاتها. حتى يتعلموا الوضوء بشكل صحيح فالعلم في الصغر كالنقش على الحجر.