يهتم العديد من الناس بقضايا الصحة المختلفة بما يتضمن صحة العين. فيبحثون بشكل دائم عن أفضل النصائح للحفاظ على عيون صحية. حيث يعكس مظهر العيون الصحية جمالًا مميزًا وإطلالة مشرقة. مما يرفع الثقة بالنفس والإقبال على الحياة الاجتماعية. فكيف يمكننا أن نحافظ على صحة أعيننا وجمالها؟
فرض عصر السرعة الذي نعيش فيه نمط حياة مليء بالضغوط النفسية وساعات العمل أو الدراسة الطويلة. مما أثر على الصحة بشكل عام لذلك ارتفعت معدلات الإصابة بالأمراض المزمنة حول العالم. وهنا التفتت الأنظار إلى ضرورة تبني نمط حياة أخرى يمكن من خلالها ممارسة الأعمال اليومية ولكن بمزيد من العادات الصحية! سنتعرف معًا في مقال اليوم على مجموعة من النصائح لنحافظ من خلالها على صحة العيون.
الغذاء هو الدواء
يزداد الاهتمام بشكل ملفت بعلم التغذية والحميات يومًا بعد يوم. وذلك لدور الغذاء اليومي الكبير في التأثير على الصحة والمرض وهذا ما أثبته العلم والدراسات. فبعض الأمراض يتحرض ظهورها بفعل نمط معين من الغذاء. وفي حالات أخرى يكون نمط الغذاء علاجًا كافيًا للمرض. فخلايا الجسم البشري أشبه بمعامل دقيقة الوظيفة تستمد طاقتها من الغذاء.
ولذلك إذا احتوى هذا الغذاء على ما يلزم لعمل هذه الخلايا فإنها ستؤدي وظيفتها على أكمل وجه. أما في حالة امتلاء الغذاء بالسموم فسوف تتوقف الخلايا عن العمل تدريجيًا بفعل تراكم هذه السموم. فهل من أغذية معينة تساعد خلايا العين على القيام بوظيفتها وتحافظ عليها؟
الأغذية المفيدة للمحافظة على صحة العين
العين، كباقي أعضاء الجسم تحتاج كميات محددة يوميًا من المغذيات المختلفة بما في ذلك الفيتامينات والمعادن والدهون. وقد أثبتت العديد من الدراسات فعالية بعض العناصر في الحفاظ على صحة العين ووقايتها من الأمراض. ومن أشهر هذه العناصر الغذائية:
- فيتامين أ: ويسمى أيضًا الريتينول وهو فيتامين ذواب في الدهون، يوجد في عدة مصادر نباتية وحيوانية. ويلعب عدة أدوارًا مهمة في الجسم بما في ذلك تهيئة بطانة العين بشكل صحي. وقد أثبتت معظم الدراسات ارتباط انخفاض مستوياته مع تطور مرض التنكس البقعي المرتبط بالعمر. يتواجد فيتامين أ في الحليب والكبد، أما المصادر النباتية له فأبرزها الخضار الورقية الخضراء والجزر.
- الدهون الصحية: بالرغم من ارتباط الدهون بالعديد من الأمراض المزمنة مما يثير تخوف الناس منها. إلا أن الجسم بحاجة لكميات معينة من الدهون وبنوع معين. فالدهون الصحية هي الدهون غير المشبعة والتي يمكن الحصول عليها من عدة مصادر. تعد المكسرات من أغنى المصادر النباتية بالدهون الصحية وفيتامين إي الضروري لصحة العين. كما تمثل الأسماك مصدر غذائي مهم للعديد من العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم بشكل عام والعين بشكل خاص. فهي غنية بالأحماض الدهنية غير المشبعة وأشهرها أوميغا 3.
- الماء: لا يجب إغفال دور الماء الهام في الحفاظ على صحة الجسم وترطيبه. فحرمان الجسم من الماء يساعد على تراكم السموم ويسبب جفاف الجلد والأغشية المخاطية بما يتضمن جفاف العين. ينصح بشرب الماء الصافي بمقدار ليتر ونصف أو ليترين يوميًا حسب حالة ونشاط الجسم وعوامل أخرى.
أشعة الشمس وتأثيرها على العين
التعرض لأشعة الشمس مفيد وضروري للعديد من وظائف الجسم وأهمها صحة العظام، كما تحتاج بعض عمليات التركيب الحيوية في الجسم إلى تحفيز الأشعة فوق البنفسجية أي أشعة الشمس. ولكن يجب أن يكون هذا التعرض معتدلًا ومدروسًا حيث ينصح به لفترات معينة وخلال أوقات معينة من النهار. لأن التعرض الزائد لأشعة الشمس يرتبط بالعديد من المخاطر والمشاكل أبرزها سرطان الجلد بما يتضمن سرطان الجفون.
بالإضافة إلى الجفاف المرتبط بالتعرض المفرط لأشعة الشمس، وأحد اشكاله جفاف العين الذي يسبب التهاب القرنية. كما يرتبط التعرض المفرط لهذه الأشعة بازدياد خطر الإصابة بالعديد من الأمراض العينية بما فيها الساد والتنكس البقعي المرتبط بالعمر. ولذلك يجب عليك وقاية عينيك من التأثير الضار لهذه الأشعة، عن طريق استخدام النظارات الشمسية عند الخروج من المنزل، وتجنب النظر المباشر إلى الشمس.
عادات النظافة الشخصية وارتباطها بصحة العين
الحفاظ على النظافة الشخصية أحد أهم صور التحضر البشري، وأحد أهم الطرق لحماية الجسم من العديد من الأمراض بما في ذلك الأمراض العينية. اكتساب بعض عادات النظافة الشخصية البسيطة يجعل منها سلوكًا يوميًا يحمي صحتنا من طيف واسع من حالات العدوى أو حتى الحساسية.
القاعدة الأولى في الحفاظ على النظافة هي غسل اليدين المتكرر، وخاصةً بعد الخروج من المرحاض وقبل الطعام وعند الرجوع إلى المنزل. لأن اليدين تلامسان مختلف الأشخاص والأشياء على مدار اليوم، وبذلك يمكن أن تقومان بنقل الميكروبات الممرضة عند ملامسة الأغشية المخاطية بما فيها العين.
راحة العيون مرتبطة بصحتها
عندما يصيبك التعب، سوف تتدنى طاقتك ولن تكون قادرًا على إتمام أعمالك بكفاءة، وهذا ما يحدث للعيون المتعبة التي تعمل لأوقات طويلة دون استراحة، لذا إن كنت مهتمًا بالحفاظ على صحة عينيك فعليك أن توفر لهمًا قسطًا يوميًا من الراحة. ويكون ذلك من خلال النوم باكرًا وتجنب السهر قدر الإمكان بالإضافة إلى عدم إجهاد العين بالتحديق المطول أمام شاشات الأجهزة المختلفة، أثناء العمل أو الدراسة أو حتى أثناء مشاهدة التلفاز وتصفح الإنترنت.
فعندما تكون منهكًا حاول أن تبتعد قدر الإمكان عن الشاشات وما تصدره من أشعة ضارة بصحة العين، ولتتذكر دائمًا أن النوم الكافي والمناسب لا يساعد فقط في الحفاظ على صحة جسمك ووظائفه، وإنما يضيف لك الإشراقة والنضارة التي يحلم بها الكثيرون، ومن آثار هذه الإشراقة العيون الصحية التي تخلصت من انتفاخها أو السواد حولها إلى الأبد!
باعتبار العيون مرآة الجسد فإن كل ما يعانيه جسدك من أمراض سوف ينعكس على إشراقة عينيك، وبالمثل فإن الجسد الصحي والحياة الهادئة سوف تزيد من هذه الإشراقة. إذا كنت مهتمًا بالحفاظ على صحة عينيك فما عليك إلا اعتياد الخطوات البسيطة التي تحدثنا عنها في مقال اليوم، لتنعم بعيون صحية حادة البصر ومشرقة.