مي زيادة Mai Ziade السيرة الذاتية

في زمنٍ كانت النهضة فيه حلمًا صعبَ المنال، وحرية المرأة هاجسًا ومطلبًا مرفوضًا قبل طرحه حتّى برزت مي زيادة Mai Ziade. حيث أطلّت علينا بعنفوانٍ شامخٍ أثرَ قلبَ كلّ من عرفها.

سيدةٌ تربعت على عرشِ النساء، فكان القلمُ تاجُها والأدبُ فستانها البهيُّ. ساحرةُ القلوب، وصاحبةُ الكتابات التي غرست في نفوسِ مُتلقيها النقاءَ والصّدقِ. مناصرة المرأة، وعدوّةُ الظلم. لا شكّ أنّها عباراتٌ تدّبُّ الحيرة والفضول لمعرفة هذه المرأة العظيمة.

فَمَن هي مي زيادة Mai Ziade السيرة الذاتية، أيام الطفولة والصِبا. وما هي إنجازاتها التي جعلت منها محطّ أنظار الجميع؟ هذا ما سنتحدّث عنه في مقالنا التالي “مي زيادة Mai Ziade السيرة الذاتية”.

نبذة مختصرة عن مي زيادة Mai Ziade

قبل الخوضِ في الحديث عن مي زيادة Mai Ziade السيرة الذاتية ينبغي الإشارةُ إلى نبذةٍ مختصرةٍ عنها:

  • الاسم الكامل: ماري إلياس زيادة.
  • الاسم باللغة الإنجليزية: Marie Elias Ziade.
  • الوظائف: صاحبةُ صالونٍ أدبيّ. كما أنّها روائيّة، شاعرة، ومترجمةٌ، كذلك كاتبة.
  • الجنسية: فلسطينية.
  • مكان الولادة: فلسطين، الناصرة.
  • البرج: الحوت.
  • اللّغات: الفرنسية، الإنجليزيّة، الألمانيّة، والعربيّة. كذلك الإيطالية، والإسبانية، إضافةً إلى اللاتينيّة، اليونانيّة، والسّريانيّة.

 مي زيادة Mai Ziada السيرة الذاتية

عند الحديث عن مي زيادة Mai Ziade فإنّنا أمامَ خليطٍ عربيٍّ عظيمٍ. حيث ولدت مي زيادة Mai Ziade في فلسطين في مدينة الناصرة. فكان ميلادها في اليوم الحادي عشر من شهر شباط لعام 1886م. وقد انحدرت من أبٍّ لبناني وأمٍّ سوريّةٍ. إذ أطلقوا عليها عند ولادتها اسم ماري إلياس زيادة ولكن مع مرور الأيام اختارت اسمَ مي لها. وقد كانت مي مهتمةً بدراسة اللّغة العربية، وتعلّم اللّغات الأجنبية ممّا جعلها تتميزُ منذ الصِّبا. دخلت مي قسم الصحافة فأبدعت فيه، وبدأت رحلتها في نشر مقالاتها في الصحف المصريّة. وعلى الرغم من براعتها وفصاحتها إلّا أنّها ختمّت مقالاتها بأسماءٍ مستعارةٍ. فكان من أبرز ألقابها: شجيّة، خالد رأفت، عائدة، كنار، والسندبادة البحريّة الأولى، وأيضًا إيزيس كوبيا الذي أصبح فيما بعد لقبّها الأدبيّ. وقد كانت مي زيادة من مناصرات المرأة العربية للحصول على حقوقها، حيث طالبت بالمساواة. الأمر الذي جعلها تستحقّ لقب رائدةٍ من رائدات النهضة النسائيّة العربيّة الحديثة.

شاهد أيضًا: هاري ترومان HARRY S TRUMAN السيرة الذاتي

بدايات مي زيادة Mai Ziade

 بدايات زيادة Mai Ziade
بدايات مي زيادة Mai Ziade

سكنت مي زيادة Mai Ziade في مدينة الناصرة مع والدها إلياس زيادة الذي كان يعملُ مدرسًا في مدرسة الأرض المقدسة، وأمّها نُزهَة مَعمّر سوريّة الأصل فلسطينة المنشأ. والتي كانت من أصحاب الأدب، والذين يهتمون بحفظِ القصائد والأشعار. وقد نالت مي زيادة اهتمامًا كبيرًا من والديها كونها الابنة الوحيدة لهما بعد وفاة أخيها. وبعد فترةٍ من الزمن انتقلت أسرتها الصّغيرة إلى لبنان وبالتحديد إلى قرية عنيطورة ما زرع الحزن في قلب مي لفراقها مرتعَ طفولتها وصِباها. فما كان منها إلّا أن خلّدت بلدتها الصغيرة في مذكراتها فكتبت:

{إيه يا ناصرة! لن أنساك ما دُمت حيّةً، سَأعيش دوماً تلك الهنيهات العَذبة التي قَضيتها في كنف منازلك الصّامتة، وسأحَفّظ نفسي الفتية ذِكرى هُتافات قَلبي وخَلجَات أعماقي، لَقد كُنت لي مَدينة الأزاهِر العَذبة، ومَجالَ التّنعم بأطايب الأوقاتِ في وجودي}.

بعد ذلك التحقت مي بمدرسة راهبات عنيطورة الداخليّة. ومع انشغالها بدراستها بقيت محافظة على اهتمامّها باللّغة العربيّة. ولم تكتفِ بذلك بل طورت من كتابتها، فنشرت مقالاتٍ أدبيّة ونقديّة واجتماعيّةٍ حظيت على إعجاب العديد من القراء. وعلى الرغم من قوّة شخصية مي زيادة التي انعكست في كتابتها لا سيما النقد منها. إلّا أنّها كانت تملك حسًّا موسيقيًّا عاليًّا جسدّته بصوتٍ عذبٍ، وموهبةٍ رائعةٍ في العزف على البيانو.

شاهد أيضًا: عمر الخيام Omar Khayyam السيرة الذاتية

الحياة الشخصية لماري زيادة

كانت مي زيادة Mai Ziade عاشقةً لجبران خليل جبران. فعاشت معه قصةَ حبٍّ غير مألوفةٍ تمثلت بمراسلاتٍ استمرّت بينهما عشرين عامًا حتّى توفي جبران خليل جبران في عام 1911م تاركًا حزنًا عميقًا في قلبِ مي زيادة. فقد أحبّته حبًّا عظيمًا بالرغم من عدّم لقائهما. كما رفضت الزواج بأيّ شخصٍّ بعد وفاته. وقد أشارت الأخبار والروايات أنّها مرّت بفترةٍ عصيبةٍ جدًا انعكست عليها بأزمّةٍ نفسيّةٍ لا سيما بعد فقدانها لعدّةٍ من أحبائها الذين كانوا سندًا لها. ممّا دفع أقربائها لإدخالها لمستشفى الأمراض العقليّة في لبنان لتلقي العلاج. وبعد خروجها تفرغت مي للكتابة والقراءة والتأليف في محاولةٍ منّها لتخطي أزماتها الصّعبة.

وبالرغم كلّ الصعاب التي مرّت بها فقد كانت مي زيادة محطّ اهتمامٍ للعديد من الشعراء، والكتاب، والأدباء، ورجال الدين أيضًا. فنظمّ عُشاقها القصائد والأشعار حبًّا لها. وعلى الرغم من كثرتهم إلّا أن قلب مي زيادة كان مُهيمًا بجبران خليل جبران. مع ذلك كَثُرّت الأقاويل والإشاعات عنّها فقد قيل أنّها كانت تُعامل الشاعر ولي الدين يكن معاملةً خاصّةً؛ بسبب تشخيص إصابته بمرض الرّبو الذي كان مرضًا لا دواء له في ذلك العصر. كما قد قيل أنّها ارتدت الأسود لمدّة عامين بعد وفاته حدادًا عليه.

 الحياة الشخصية لماري زيادة
الحياة الشخصية لماري زيادة

شاهد أيضًا: رابعة الزيات Rabia Al Zayyat السيرة الذاتية

إنجازات مي زيادة Mai Ziade

بعد انتقال مي زيادة Mai Ziade إلى مصر في عام 1907م أقامت في القاهرة. حيث بدأت أعمالها في تدريس اللّغتين الفرنسية والإنجليزيّة. وفي ذات الوقت بذلت جهدًا كبيرًا في إتقان اللّغة العربيّة فتابعت دراسة الأدب العربي، والتاريخ الإسلامي، والفلسفة في جامعة القاهرة. وبعد أن تخرجت مي من جامعة القاهرة بدأت بتجهيز صالونها الأدبيّ الخاصّ. حيث حدّدت يوم الثلاثاء موعدًا لانعقاده من كلّ أسبوعٍ. وقد جمعت فيه خيرة الشعراء والأدباء الذين أبدوا عن إعجابهم بسعة أُفقها ودقّة شعورها.

كما أنّها نشرت مقالاتٍ في الصّحف المصرية فكان منها:  الأهرام، الزهور، المحروسة، الهلال، كذلك المقتطف.

وقد ألفت عدّةَ كتبٍ فكان باكورة أعمالها في عام 1911م تمثلّ بديوان شعرٍ باللّغة الفرنسية بعنوان “أزاهير حلم”. ومن بعدّها تتالت نتاجاتها ومنها:

      • باحثة البادية لعام 1920م.
      • وكلمات وإشارات لعام 1922م.
      • ثمّ أَلفت كتاب المساواة، كذلك “ظلمات وأشعة” لعام 1923م.
      • كما كان كتابا “بين الجزر والمدّ”، و”الصحائف” في عام 1924م من مؤلفاتها ذاتِ الأثرِ العظيمِ.

جوائز ماري زيادة Mari Ziade

على الرغم من الشهرة الواسعة التي حققتها مي زيادة إلّا أنّها لم تَحظَ بالجوائز في حياتها. لكن في عام 1999م، اختارَتها وِزارة الثَّقافة الُّلبنانية شخصيّة العام. كما أُقيمَ لها احتفالُ سنويٍّ في العاصمة الثقافيّة للوطن العربي “بيروت”.

وفاة مي زيادة Mai Ziade

توفيّت مي زيادة أثناء تواجدها في مستشفى المعادي في القاهرة في 17 تشرين الأوّل من عام 1941م عن عمرٍ ناهز 55 عامًا. ولم يغير وفاتها شيّئًا من تقديرها فلم يمشِ في جنازتها سوى ثلاثةٌ وهم: أحمد لطفي السيد، وخليل مطران، وأنطوان الجميل. أمّا هدى شعراوي فكتبت في رثائها مقالةً بعنوان “انطفأت مي” وقد نُشرت في جريدة المكشوف اللبنانيّة.

شاهد أيضًا: شكري القوتلي Shukri Al Quwatli السيرة الذاتية

وصلنا إلى نهاية مقالنا “مي زيادة Mai Ziade السيرة الذاتية” الذي تحدّثنا فيه مفصّلًا عن مي زيادة. حيث تضمّنا  السيرة الذاتية لها مشيرين إلى أهمّ أعمالها وإنجازاتها حتّى تاريخ وفاتها. كما تطرقنا إلى الحياة الشخصية لها. وفي ختام سطورنا لا يَسعنا سوى الغرق في تفاصيل حياتها. فسيدةُ عظيمةٌ مثل مي زيادة تستحقُ الفخر والثناء على ما قدّمت.

Scroll to Top