يبحث الإنسان بميزته الجوهرية التي ميزه الله بها عن باقي المخلوقات وهي العقل إلى تحصيل شتى أنواع المعارف، ومن أبرز هذه المعرف ما يبحث في الوجود والقيم بحثًا نقديًّا. لنجد الفلاسفة تميزوا بفكرهم ومعرفتهم وانعزالهم الخاص، فاستحقوا منا لقب أصحاب الحكمة. قدموا لنا معارفهم ولغاتهم الخاصة في الحياة كأشعة الشمس حين تسدل ستائرها الذهبية على عالمنا لتنيرنا بحقائق تحاكي عقولنا، وتجعلنا نتوقف عندها. واليوم في مقالنا هذا سنتحدث عن شخصية استحقت لقب أفضل فيلسوف فرنسي في النصف الأخير من القرن العشرين، إنه الفيلسوف ميشيل فوكو. فمن هو ميشيل فوكو Michel Foucault في علم الفلسفة؟ و ماهي سيرة ميشيل فوكو Michel Foucault الذاتية؟
من أبرز ما عرف عنه أنه كان شديد التأثر بالبنيويين. بالإضافة إلى ذلك، قام بدراسة معمقة وتحليلية لتاريخ الجنون من خلال كتابه (تاريخ الجنون ) فكان هذا من أبرز ما سطره التاريخ عنه. قام بمعالجة العديد من الموضوعات الشائكة والمميزة، مثل: الأعمال الإجرامية، والعقوبات، والممارسات الاجتماعية بحق السجناء. فكان لفلسفته ومواضيعه رونقٌ مميز بسبب اختياره لهذه الفئات. وكان هو من ابتكر المصطلح المشهور في الفلسفة (أركولوجية المعرفة ). بالإضافة إلى ذلك، اهتم بتأريخ الجنس بداية من (حب الغلمان عند اليونان ) وحتى (تاريخ الجنسانية).
وإذا كنت عزيزي القارئ من عشاق الفلسفة و محبي عباقرة الفلسفة وأخبارهم. إليك مقالنا هذا على موقع كيف الذي سنتناول فيه من هو ميشيل فوكو وما هي سيرته الذاتية منذ بداية حياته المهنية والشخصية وحتى وفاته. فتابعونا.
من هو ميشيل فوكو Michel Foucault
لم تكن طفولته عادية كان هناك أحداث مفصلية وتحولات جوهرية جعلت فوكو يحط بسفيتنه على شواطئ الفلسفة ليتميز فيها. ولد ميشيل فوكو Michel Foucault في 15 أكتوبر عام 1926، واحتل هذا الفيلسوف المشهور مقعدًا في الكوليج دي فرانس. وكان مكتبة ثقافية متجولة بفكره ولقد تركت كتاباته أثرًا مميزًا في المجال الثقافي في فرنسا وقد لُقب (تاريخ نظام الفكر). كما كان له بصمته في مجالات متعددة، مثل: العلوم الإنسانية، والاجتماعية، والبحث العلمي.
وقد اتجهت أغلب دراساته نحو المؤسسات المجتمعية، مثل: المشافي، السجون بالإضافة إلى ذلك، المصحات النفسية. وقد تناولت أعماله تاريخ الجنسانية، والعلاقة بين السلطة، ومجال المعرفة. وكانت له أفكار خاصة عن الخطاب وعلاقته بتاريخ الفكر الغربي. وصفت أعماله في تلك الحقبة بانتمائها إلى (ما بعد البنوية ) أو(ما بعد الحداثة ) ، ولكن كان رافضًا لهذا التصنيف.
بدايات حياة ميشيل فوكو Michel Foucault
عمل ميشيل كأستاذ في مدرسة نورمال سوبيريور، ثم انتقل للعمل في جامعة University of Lille فكان يعمل كأستاذ محاضر فيها وبقي من عام 1953 وحتى عام 1954. وفي العام الأخير استطاع نشر أول كتاب له بعنوان Maladiementale et personnalité”، وأصبح ميشيل غير مهتم بالتدريس. حيث انتقل للعمل بمنصب مندوب فرنسا في جامعة أوبسالا (University of Uppsala) السويد. وبقي بعمله هذا حتى عام 1958، ثم انتقل إلى جامعة وارسو لفترة قصيرة، ثم إلى جامعة هامبرغ.
الحياة المهنية لميشيل فوكو Michel Foucault
في عام 1960 عاد إلى بلده فرنسا لاستكمال الدكتوراة، حيث استطاع الحصول على شهادة في الفلسفة من جامعة University of Clermont-Ferrand في عام 1961. ونشر في هذه المرحلة بحثين ، الأول بعنوان “تاريخ الجنون في العصر الكلاسيكي” ، والثاني احتوى على ترجمة للفيلسوف الألماني كانط في الأنثربولوجيا والنظرة النفعية. بعد ذلك نشر كتابه “تاريخ الجنون” الذي لاقي نجاحًا كبيرًا، ليستمر فوكو في كتاباته حتى استطاع نشر كتابه “ولادة العيادة” عام 1963 .
بعدها انتقل فوكو عام 1966 إلى جامعة تونس، ونشر هناك كتابه (الكلمات والأشياء) والذي لاقى شهرة كبيرة أيضًا على الرغم من صعوبته. وكانت هناك بعض الشكوك حول الماركسية مما أدى إلى غضب النقاد اليساريين ،ثم نشر كتابه (حفريات المعرفة ) عام 1969م .
حياة ميشيل فوكو Michel Foucault الشخصية
كان ينتمي لأسرة ريفية معروفة في فرنسا، حيث كان والده طبيبًا جراحًا، وكان يجهز ميشيل ليصبح طبيبًا مثله. في بداية تعليمه كان مستواه الدراسي جيد ولكنه تميز حين التحق بالمدرسة بكوليدج سانت ستانيلاس، وبسبب ظروف الحرب انتقل إلى مدرسة نورمال سوبيريور المغلقة الموجودة في العاصمة باريس.
لكن عانى ميشيل في هذه المدرسة من حالة نفسية مزمنة مع اكتئاب شديد، تسبب في عرضه على طبيب نفسي بعد محاولته الانتحار. وهنا كانت نقطة التحول بالنسبة له، حيث زاد شغفه بعلم النفس، إء حصل على مؤهل جديد في علم النفس وبدأت رحلته مع هذا الاختصاص من المعارف، وبدء يشق طريقه نحو التميز فيه. كما انضم ميشيل إلى الحزب الإشتراكي بين عامي 1950-1953. لكنه لم يستمر طويلًا بسبب أعمال ستالين في الاتحاد السوفيتي.
وفاة ميشيل فوكو Michel Foucault
أصبح فوكو أستاذًا زائرًا في جامعة كاليفورنيا في أكتوبر عام 1980م. كما كان يحاضر في معهد العلوم الإنسانية بجامعة نيويورك، إذ كون شعبية كبيرة في المجالس الفكرية في أمريكا، ليعود بعد ذلك إلى كاليفورنيا.
ومن الجدير بالذكر قضى ميشيل فوكو الكثير من أوقاته في نشاطات جنسية مثلية في كاليفورنيا في منطقة بالقرب من بحيرة سان فرانسيسكو. وكان دائمًا يمتدح هذه النشاطات ويصفها “الخلق الحقيقي لإمكانية الرغبة والتي لم يكن يحيط الناس بها في الماضي”. وتوفي عام 1984. وقد كثرت الأقاويل أنه توفي بسبب التقاطه عدوى الإيدز (العمم) ، ويعتبر أول حالة إيدز في العالم عام 1980.
مع العلم كان فوكو من أكثر العلماء شهرةً في العالم، وقد أمر ميشيل فوكو بأنه لا ينبغي نشر كتاباته الخاصة التي لم ينشرها في حياته بعد وفاته. لكن سمح بتسجيل محاضراته. لذلك تم نشر نسخ محررة من محاضراته بناءً على ملاحظاته، وتسجيلات الأشرطة. ولا سيما المحاضرات، التي ألقاها في كوليج دو فرانس بين عامي ١٩٧٠ – ١٩٧١ وبين عامي ١٩٨٣ – ١٩٨٤. وكذلك المحاضرات الهامة التي قدمها في جامعات مختلفة حول العالم.
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالتنا هذه نرجو أن تكون قد استفدتم منها. حيث قدمنا معلومات تفصيلية عن استفساراتكم من هو ميشيل فوكو، وكيف كانت بدايات عمله، وكيف عاش حياته الشخصية حتى وافته المنية.