كثُرت في السّاعات الأخيرة الماضيّة عمليات البحث على مواقع غوغل عن موعد إجازة المولد النبوي 2025 مصر. وخاصةً من قبل العاملين في المؤسسات الحكوميّة والخاصة، لمعرفة موعد إجازة عيد المولد النّبوي الشّريف. فقد أعلنت دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرّسميّة على الفيس بوك أنّ عيد المولد النّبوي يوافق هذا العام يوم الثُلاثاء 19 أكتوبر. وبعد أن أقرَّ رئيس مجلس الوزراء أنّه في حال وجود عطلة رسميّة منتصف الأسبوع تُرحّل إلى يوم الخميس. وبذلك تكون عطلة عيد المولد النبوي الشّريف يوم الخميس 21 أكتوبر. حيث يحرص المصريون حالهم كحال بقية المسلمين في الدّول الإسلاميّة على إحياء عيد المولد النّبوي، وذلك باتباع طقوس خاصة بهذه المناسبة.
احتفالات المولد النبوي الشريف في مصر
ورث المصريون اهتمام أجدادهم بالاحتفال بعيد المولد النبوي، ولم يستطع حاكمًا على مرّ العصور تجاوز محبّة المصريين للرّسول عليه الصلاة والسّلام، ومنعهم من الاحتفال بمولده. فكان أوّل احتفال به في عهد الدّولة الفاطميّة عام 973 هجريًا. فأصبح عيد المولد النّبوي عيدًا سنويًا عند المصريين. تصدح مآذن الجوامع في هذا اليوم بأعذب الأشعار والقصائد التّي تؤكد على حبّ الرّسول وآل بيته. فيقيمون مجالس الذّكر، وينشدون الأناشيد الدّينيّة وخاصةً تلك التي يطغى عليها الجّانب الصوفي، وينصبون الشّوادر قبل حلول العيد بحوالي الشّهر. ويعلقون الزّينات في المدن والقرى. ويحرصون على شراء عروس المولد وحصان المولد ويقدمونها هدايا. كما أنّ النّساء يطبخن أشهى المأكولات والحلويات احتفالًا بهذه المناسبة كالسّمسميّة والفوليّة والحمصيّة.
ويحرص الشّباب في هذه المناسبة على زيارة الفتيات التي تمت خطبتهنّ إليهم، ويقدموا لهن هدية تدعى “الموسم” وهي عبارة عن هديّة تقدّم في الأعياد والمواسم.
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي في مصر
على الرّغم من ظهور بعض المتشدّدين الذّين أعلنوا أنّ الاحتفال بمولد النّبوي الشّريف بدعة، ويعدّ من المحرمات. إلّا أنّ دار الإفتاء المصرية أعلنت عبر موقعها الرّسمي بمدى مشروعية الاحتفال بالمولد النّبوي الشّريف، وأكدّت أنّ الاحتفال بذكرى مولد خير الأنام يعتبر من أفضل الأعمال وأعظم القُربات. وذلك لأنّه تعبير عن الحب والفرح بإحياء ذكرى مولد النبي الكريم.
أبرز مظاهر احتفالات المصريين عبر التاريخ بالمولد النبوي
كانت الدّولة المصريّة متمثلة بالخليفة والوزراء وعامة الشّعب، يحتفلون بالمولد النبوي مع أول يوم من أيام شهر ربيع الأول، ويتبادلون الحلوى بأشكالها المختلفة.
وفي زمن الدّولة الأيوبيّة ألغت الاحتفال بعيد المولد النّبوي وذلك أثناء معركتها في القضاء على المذهب الشّيعي للدولة الفاطميّة في مصر. إلّا أنّ الاحتفالات الشّعبية استمرت في مصر فكانوا يحضرون الإبل والبقر والغنم قبل المولد النّبوي بيومين، ويذبحونها صباح يوم العيد، فيجتمع عامة الشّعب على الموائد لتناول الطّعام.
وفي عهد الدّولة العثمانيّة استمرت الاحتفالات بالمولد وكان السّلطان يركب على حصانه المسرّج بالذّهب ويمشي عامة الشّعب خلفه، وتُقام في المسجد حلقات ذكر ويُقرأ القرآن.
وحتّى أثناء الحملة الفرنسيّة اهتمّ نابليون بونابرت بإحياء احتفالات المولد النّبوي الشّريف، فأرسل أموال للاحتفال وقدرها 300 ريال فرنسي إلى منزل الشّيخ البكري، كما وأرسل الطّبول الضخمة والقناديل، وفي الليل كانوا يطلقون الألعاب النّارية احتفالًا بالعيد.
واستمرت الاحتفالات حتّى بعد ثورة يونيو، حيث تمنح الحكومة الموظفين إجازة مأجورة، وتُقام مظاهر الاحتفال بحضور الرّئيس وقيادات الدّولة.
قصّة مولد الرّسول صلى الله عليه وسلم
كانت ولادته عليه السّلام يوم الإثنين، في الثّاني عشر من شهر ربيع الأوّل من عام الفيل. أي في عام 571 ميلادي.
وذكر بعض كبار المؤلفين في كتب السّيرة أنّه عند ولادة الرّسول الكريم حدثت أربعة أمور خارقة للعادة البشريّة، وهي:
- خرج معه نور أضاء قصور الشّام.
- انهارت أربعة عشر شُرفةً في إيوان كِسرى.
- انطفأت نار المجوس التّي كانوا يعبدونها آنذاك.
- وسقطت الكنائس المتواجدة حول بحيرة ساوة.
وكانت كلها دلائل على ولادة الرّسول الكريم، وبعد ولادته عليه الصلاة والسّلام بدا السّرور والاستبشار على جدّه عبد المطلب، الذّي أخذه إلى الكعبة المُشرفة. واختار له اسم محمّد، على الرّغم من أنّ هذا الاسم لم يكن متداولًا آنذاك.
حكم صيام يوم عيد المولد النبوي
اختلف فقهاء الدّين حول تحريم أو تحليل الصّيام في ذكرى ولادة الحبيب المصطفى، فالبعض يعتبره مكروهًا إلّا في حال كان طواعيةً فإنّه يُستحب، وذلك لأن الصّيام الطوعي لا يختصّ بزمان معين.
وقد ورد في السنّة الشّريفة الأيام التّي يكون فيها الصّيام مستحبًا وهي يوم عرفة وعاشوراء ويومي الاثنين والخميس، فلم يُذكر من ضمن هذه الأيام يوم ميلاد النبي محمد.
وخلاصة الكلام أنّ يوم المولد النّبوي الشريف لا يوجد فيه تخصيص لعبادة محدّدة، ولا فضل لصيام يومه على يوم آخر، ومن الأفضل اتباع سُنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أذكار مستحبّة في عيد المولد النبوي الشريف
اللهم انصرنا على أنفسنا حتى ننتصر لك حتى نستحق أن تنصرنا على أعداءنا، اللهم ارحم آبائنا وأمهاتنا واغفر لهما وتجاوز عن سيئاتهما وأدخلهم فسيح جناتك.
يا ربي أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات.
اللهم اجعل هذا البلد آمنًا، مطمئنًا سخيًا، رخيًا، مستظلًا بظل كتابك، ملتزمًا بهدي نبيك محمد صلى الله عليه وسلم وسائر بلاد المسلمين.
كانت ولادة الرسول الكريم نذيرًا لذهاب الكفر والشرك بالله الواحد الأحد، أرسله الله تعالى لنشر دين الحق لدى جميع خلقه الموجودين على الأرض فكان رسولًا للأُنس وللجن، وخاض الكثير من الحروب لإعلاء راية التّوحيد.