عندما نقول نجيب محفوظ لسنا بحاجة للشرح والتوضيح فقط نذكر هذا الاسم العظيم حتى يلمع نجم ساطع في سماء الأدب الروائي العربي والعالمي، وتبدأ رواياته العظيمة ذات الجوائز العالمية تتدفق أمامنا لتجعلنا نتعرف مكانة هذا الإنسان المبدع الذي ترك ورائه تاريخ أدبي مشرف، تتفاخر به مصر والعالم العربي أجمع لإنجابها هذه المعجزة الأدبية التي غابت ولكن بقيت حاضرة بيننا، فكلماته التي خطها بيديه وقلبه مازالت شمعة تضيء درب كتابنا وأدباءنا في وقتنا الحاضر ليبقوا هذا التاريخ الأدبي متميزًا وناجحًا منتشرًا في أرجاء العالم ويحصد جوائز الكون.
من هو نجيب محفوظ؟ ما هي حياته الشخصية والمهنية؟ ماهي أعماله والجوائز التي حصل عليها؟ كيف توفي؟ جميعها معلومات سنتعرف عليها في مقالنا هذا.
من هو نجيب محفوظ Naguib Mahfouz سيرته الذاتية
نجيب محفوظ هو كاتب وروائي مصري مبدع على مستوى العالم وليس فقط العربي، حصل على العديد من الجوائز العالمية كما قدم العديد من الأعمال الأدبية الرائعة، ولد في مصر في القاهرة عام 1911 وتوفي عام 2006 تزوج وله ابنتان، ومن أبرز أعماله أولاد حارتنا.
بدايات نجيب محفوظ Naguib Mahfouz
والد نجيب محفوظ عبد العزيز إبراهيم هو من سماه هذا الاسم المركب كعرفان جميل للطبيب الذي أشرف على ولادته العسرة التي تمت في حي الجمالية في القاهرة، كما عاش طفولة بسيطة في حي شعبي أشبع مخيلته الأدبية بأفكار رواية رائعة أخذته إلى عالم الأدب والكتابة، أنهى دراسته في مدرسة فؤاد الأول الثانوية، كما أكمل وأنهى دراسته الجامعية في قسم الفلسفة جامعة القاهرة، والتحق بوظيفته في وزارة الأوقاف المصرية، كان من أهم وأنجح الكتاب العرب والعالم حتى نهاية حياته.
الحياة المهنية لنجيب محفوظ Naguib Mahfouz
في عام 1930 كان عمر نجيب محفوظ تسعة عشر عام فبدأ فيها بنشر قصص ومقالات ذات طابع فلسفي وتاريخي حتى وصل العدد إلى سبعة وأربعين مقال وأربع وسبعين قصة، وهنا بدأ بكتابة القصص القصيرة كان ذلك في عام 1936 فكانت أول قصة هي ثمن الضعف كما نشر قصته الشهيرة بين القصرين وقصر الشوق والسكرية التي تأخر بنشرها لضخامة حجمه فكانت تتحدث عن جيل ما قبل الثورة وما بعد الثورة وجيل الثورة، واستمر بكتابة المقالات والقصص حتى عام 1994.
شملت مسيرة نجيب محفوظ ما يزيد عن خمسين عمل من روايات وقصص ومسرحيات ومقالات ودراسات وكان من أهمها الأقدار وخان الخليلي وبداية ونهاية، ورواية اللص والكلاب والسمان والخريف، كما في نهاية حياته التفت إلى كتابة القصص القصيرة التي سماها أحلام فترة النقاهة حيث وصلت حوالي السبعين حلمًا.
كان نجيب محفوظ أول كاتب وأديب يشارك في الأعمال والأفلام السينمائية حيث قدم حوالي 40 فلمًا كانوا من أنجح الأعمال في تاريخ السينما على مر التاريخ وكان أولها رواية البداية والنهاية، كما بدأ نجيب بكتابة السيناريوهات في منتصف الأربعينيات كان من أهمها عنتر وعبلة وريا وسكينة والمنتقم والوحش والفتوة، بالإضافة لكل هذا النجاح والإبداع لم يغب قلم هذا الروائي الرائع عن أعمال التلفزيون فكان مسلسل قسمتي ونصيبي ومسلسل بين القصرين وقصر الشوق من أروع وأجمل الأعمال التلفزيونية.
الحياة الشخصية لنجيب محفوظ Naguib Mahfouz
كان نجيب محفوظ من الأشخاص المحافظين الضحوكين الهادئين، كما كان يتكلم بصراحة ويكره السفر ويحب شرب القهوة والسجائر كثيرًا، تزوج محفوظ عام 1954 ولديه بنتين أم كلثوم، وفاطمة، بدأ حياته الوظيفية بوظيفة حكومية في وزارة الأوقاف بصفة سكرتير برلماني، كما عمل مشرفًا في مكتبة الغوري وبعدها عين مدير لمؤسسة القرض الحسن، ثم تم ترقيته كمدير لمكتب وزير الإرشاد، ثم عين مديرًا للرقابة الفنية، كما تم تسميته مدير عام لمؤسسة دعم السينما ومستشاراً للمؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون، كما استلم إدارة المؤسسة العامة للسينما، وعند تقاعده انضم إلى مؤسسة الأهرام الصحفية ليشغل مكان محرر فيها.
أعمال نجيب محفوظ Naguib Mahfouz الروائية
كان لأعمال نجيب محفوظ طابع مميز كما كان يحاول من خلالها رصد الحياة الاجتماعية وخاصة للطبقة الوسطى والفقيرة ليسلط الضوء على الثغرات الموجودة ومحاولة علاجها وكان من أهم أعماله:
الروايات
من رواياته الرائعة:
- عبث الأقدار
- كفاح طيبة
- خان الخليلي
- القاهرة الجديدة
- زقاق المدق
- السراب
- بداية ونهاية
- ثلاثية القاهرة
- بين القصرين
- قصر الشوق
- السكرية
- أولاد حارتنا
- اللص والكلاب
- السمان والخريف
- الشحاذ
- ثرثرة فوق النيل
- ميرامار
- المرايا
- الحب تحت المطر
- الكرنك
- حكايات حارتنا
- قلب الليل
- حضرة المحترم
- الحرافيش
- عصر الحب
- أفراح القبة
- ليالي ألف ليلة وليلة
- باقي من الزمن ساعة
- أمام العرش
- رحلة ابن فطومة
- التنظيم السري
- العائش في الحقيقة
- يوم مقتل الزعيم
- حديث الصباح والمساء
- صباح الورد
- صدى النسيان
- شهر العسل
- بين التدين والتطرف
القصة القصيرة
من قصصه الجميلة:
- همس الجنون
- دنيا الله
- بيت سيء السمعة
- خمارة القط الأسود
- تحت المظلة
- حكاية بلا بداية وبلا نهاية
- الجريمة
- الحب فوق هضبة الهرم
- الشيطان يعظ
- رأيت فيما يرى النائم
- الفجر الكاذب
الجوائز التي حصل عليها نجيب محفوظ Naguib Mahfouz
حصل المبدع نَجيب محفوظ على الكثير من الجوائز ومنها:
- جائزة قوت القلوب
- كما حصل على تكريم وزارة المعارف
- جائزة مجمع اللغة العربية
- كما حاز على تكريم الدولة في الأدب
- وأيضًا نال وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى
- كما نال جائزة الدولة التقديرية في الآداب
- وحاز على وسام الجمهورية من الطبقة الأولى
- كما نال جائزة نوبل للآداب
- وأيضًا نال قلادة النيل العظمى
محاولة اغتيال نجيب محفوظ Naguib Mahfouz
حيث كان لأعمال محفوظ طابع خاص جعل من المتشددين يأخذون موقف حاد من كتاباته، كما حاولوا عدم نشرها وخاصة في المجتمع المصري، فكانت رواية أولاد حارتنا من أكثر الأعمال التي تم الوقوف في طريق نشرها في مصر، كما اتهم بتطاوله على الذات الإلهية فبقيت حوالي الثماني سنوات حتى تم نشرها بشكل كامل عن طريق دار النشر في بيروت، ونتيجة لهذه التفاصيل تعرض محفوظ لمحاولة قتل على يد شابين متشددين حيث قاموا بطعنه بسكين في رقبته ولكن لم يمت وتم علاجه ونجاته كما تم إعدام الشابين في ذلك الوقت.
وفاة نجيب محفوظ Naguib Mahfouz
توفي نجيب محفوظ عام 2006 في 30 من أغسطس يوم الأربعاء صباحًا في مشفى الشرطة في بحي العجوزة في القاهرة داخل غرفة العناية المشددة نتيجة الإصابة بقرحة نازفة وهبوط في ضغط الدم وفشل كلوي، حيث تم إدخاله إلى المستشفى قبل عام تقريبًا نتيجة سقوطه في الشارع وتعرضه لجروح خطيرة سببت تدهور وضعه الصحي، واستمر محفوظ بالتواصل مع أصدقائه ومتابعة الأخبار والثقافة حتى آخر أيامه، كما تم تكريم ذكرى نجيب محفوظ وتاريخه العظيم بتشييد نصب تذكاري له في شارع 26 يوليو في القاهرة
وفي نهاية مقالتنا حاولنا قدر الإمكان استعراض كامل المعلومات التي تخص الكاتب والروائي العظيم نجيب محفوظ، كما حاولنا شرح أغلب تفاصيل حياته الشخصية والمهنية وأهم جوائزه وأعماله وكيف توفي لكي يتعرف الجميع على هذا الشخص الرائع والعظيم.