يدعى بشاعر الحكمة، أو شاعر الشعراء، من أفضل ما جاء به الأدب الهندي يتصف بأشهر وألمع الأصوات البنغالية. فمن هو طاغور Rabindranath Tagore سيرته الذاتية؟ تعني كلمة طاغور في معاجم اللغة العربية الطرّة التي تكتب في أعلى الكتب والرسائل. بالإضافة إلى ذلك فهي تتضمن ألقاب الحاكم، يعتبر أول شاعر آسيوي قد حصل على جائزة نوبل في الأدب. ومن أفكاره ومبادئه الأساسية حب الإنسانية جمعاء، وذلك بعد رحيل عائلته وأحبائه عنه وموتهم. بالإضافة إلى ذلك، فهو يعد من أشهر الأدباء والمسرحيين والمفكرين الهنود، وهو أحد أكثر الشخصيات شهرةً في القرن العشرين. حيث كوّن انطباعًا وصورةً لا تمحى من أذهان قرّاءه، إذ اشتهر بمقولته الشهيرة: “هو أمر بسيط أن تكون سعيدًا، لكنه من الصعب أن تكون بسيطًا”. ومن الجدير بالذكر أنه لم يكن شاعرًا هنديًا فقط، بل كان قدّيسًا ترك أثره في قلوب أبناء البنغال أجمعين. إذًا فلنلقي الضوء على شاعرنا البنغالي الطاغور، أهم أعماله وسيرته الذاتية وكيف قضى نحبه.
من هو طاغور Rabindranath Tagore
يدعى روبندرونات طاغور، ويهتَف له أحيانًا جيوروديف، لقّبَ بشاعر الشعراء، هو أديب وشاعر مسرحي وحكيم بنغالي. لقد كان من أكثر شعراء الهند إثارةً للإعجاب، فقد برع بثقافته وحكمته وقدّم للهند ثقافة أدبية توجّه بها نحو الغرب. بالإضافة إلى ذلك، كان لقبه الأساسي “رابي”، الطفل الأصغر من بين ثلاثة عشرة طفلًا. ولد في السابع من مايو عام 1861 م في بنغاليا وتحديدًا في مدينة كالكتا، لأسرةٍ من طبقة البراهما الكهنوتية. ينتمي إلى مشاهير برج الثور وفضلًا عن أن جميع أخوته شعراء وأدباء، لكنه توّجَ على رأسهم. بالإضافة إلى ذلك، كان طاغور من أشد الشخصيات البارزة والذي كان يحظى دومًا بالإعجاب والتصفيق الحار له على الأراضي الهندية. وذلك بفضل قصصه ورواياته وأدبه وبراعة حكمته وحنكته، إذ أدّى عملًا ذو بناء استثنائي ورائع قدّم للحكومة الهندية من خلاله تقدّمًا عالميًا آنذاك. فكان من نصيبه أول جائزة نوبل تحظى بها قارّة آسيا. ومن الجدير بالذكر أن طاغور شاعر كلاسيكي سنسكريتي (تعد اللغة السنسكريتية أقدم لغة هندية)، نظّم أشعاره على النمط المايثيلي القديم.
بدايات طاغور Rabindranath Tagore
تلقى تعليمه في منزل أسرته على يد أبيه وأخوته، والفضل الأكبر لمدرّسه العالم والكاتب دفيجندرانات. ونظرًا لغياب والده أغلب الأوقات فقد نشأ طاغور وترعرع عند أقربائه، وعندما كان في سن الحادية عشرة من عمره رافق والده ديبندرانات إلى رحلة عبر بلده الهند. انتقل إلى برايتون إيست ساسكس في إنكلترا ليدرس الحقوق في جامعة لندن، بالإضافة إلى ذلك، اهتّم بدراسة أعمال الفنان شكسبير وأكد على أهمية العمل في حياة الإنسان. ومن ثم عاد إلى البنغال في عام 1880 دون حصوله على شهادة الحقوق بشكل كامل، لكنه مزج بين التقاليد الأوروبية والبنغالية. إذ كتب أشهر أشعاره المعروفة باسم Nirjharer Swapnabhanga، وبدأ ينظم الشعر في الثامنة من عمره. واطّلع طاغور على العديد من التاريخ والعلوم الحديثة وعلم الفلك، بالإضافة إلى ذلك، عرف عدة لغات ودرس قصائد كاليداسا. ومن الجدير بالذكر، قد نبذ بأفكاره التعصّب الذي ساد بين الطوائف والأديان في الهند.
الحياة المهنية لطاغور Rabindranath Tagore
أمضى طاغور سنين حياته في كتابة الشعر منذ نعومة أظفاره حتى وصوله للمسرح، تعلّق بفن الرسم وأتقنه. ومن أعماله أيضًا:
- كتب قصيدته الأولى في الثامنة من عمره، وألف دواوين هامة وروايات وكتب أشعار يتحدث بها عن نبذه للتمييز العنصري والتخلف البشري.
- اعتبر طاغور ملحنًا عالميًا في زمنه، حيث لحّن أكثر من 2000 أغنية أشهرها النشيد الوطني للهند.
- اهتم بدراسة أعمال الفنان الشهير شكسبير، وتواصل مع اينشتاين وتبادلا الخبرات.
- كان طاغور كثير الترحال وقد زار مدن وبلدان كثيرة، وفي زيارته لشيلداها عام 1890 م أصدر مجموعته الشعرية التي كانت تدعى بماناسي.
- بالإضافة إلى ذلك، أصدر 3 مصنّفات من القصص القصيرة غالباغوشا.
- في عام 1912 م هاجر إلى انجلترا ورافقته مجموعة من أهم أعماله حيث عرضها على مجموعة من الكتّاب من ضمنهم توماس ستيرج مور، وويليام بوتلربيتس.
- حصل على عدة جوائز من أهمها جائزة نوبل في الآداب لعام 1913م.
- تنقل بين اليابان والولايات المتحدة الأمريكية، بين عاميّ 1916 – 1917 م، وكانت أهم خطاباته عن شخصية الإنسان ومواضيع القومية.
- تكلم عدة لغات منها السنسكريتية والبنغالية والإنكليزية.
- أنشأ مدرسة فلسفية عرفت باسم فيسفا بهاراتي في عام 1918 م غرب البنغال.
- قام برحلات مكثفة وعديدة حول العالم حيث زار شرق آسيا وأمريكا اللاتينية وأوروبا واشتهر فيهم وحصل على عدد ضخم جدًا من المعجبين.
- سادت أعماله الإنسانية كما النقد لعقائد المجتمع مثل عدم احترام المرأة، والتمييز العنصري ونبذ فكرة التعصّب والتمييز بين الطوائف.
- درس رياضة الجودو ومارسها كما شارك في مباريات كرة القدم، واهتم بالرسم وأنتج لوحات عديدة وضعت في المتاحف.
- ترك بصماته الخاصّة عند البنغاليين عبر ما قدمه للتراث الإنساني، حيث ألّف أكثر من ألف قصيدة شعرية.
- لم يسلم المسرح منه، فقد أنشأ أكثر من 25 مسرحية القصيرة منها والطويلة.
- أبدع في الموسيقى، وبرع في كتابة المقالات الفلسفية والدينية والسياسية كما تطرق للمواضيع والقضايا الاجتماعية.
الحياة الشخصية لطاغور Rabindranath Tagore
ولد طاغور في الهند لأبٍ مدرّس يدعى ديبندرانات، توفيت والدته في مقتبل عمره، وبقي مع أخوته ال 13 طفلًا ووالده وجدته. تزوج طاغور في عام 1883 م من مرينايني ديفي وهي تتبع لديانة طاغور وهي الديانة الهندوسية. كتب بها الأشعار وكللها بأسمى عبارات الحب وأجملها ومنها قصيدة “بستاني الحب”. بالإضافة إلى ذلك، توفيت زوجته بعد عشرين عامًا من زواجهما في عام 1902 م وذلك بعد أن أنجب منها 5 أطفال، هم: راثيندراناث، وساميندراناث، ومادوريلاتا وميرا ورينوكا.. وقد ازداد حزنًا بعد فقدانه لاثنين منهم هما ابنته رينوكا عام 1903 م وابنه ساميندراناث عام 1907 م. ومن الجدير بالذكر أن طاغور لم يستطع إكمال دراسته وذلك بعد انتحار إحدى أخوات زوجته المقرّبة وكانت تدعى بكادامباري في عام 1884 م. وبقي طاغور في بقعة من الاكتئاب والحزن كبيرة وذلك بعد فقدان والده أيضًا في عام 1918 م.
الجوائز التي حصل عليها طاغور Rabindranath Tagore
حصل طاغور على العديد من الجوائز أثناء مسيرة حياته، وذلك بسبب إتقانه للغات وكتابة القصائد وإنشاء المسرحيات. ومن أهمها:
- جائزة نوبل للآداب: وذلك في عام 1913 م ليكون أول أديب شرقي ينالها، وذلك لأنه أكد في قصائده وأشعاره على استخدام الكلمات المنتقاة بحساسية فائقة تلامس كل فرد. وقد كانت مكثفة للجمال الصوفي الذي تحتفظ به الثقافة الهندية.
- وسام الفارس: وقد نال طاغور وسام الفارس من ملك بريطانيا جورج الخامس في عام 1915 م.
وفاة طاغور Rabindranath Tagore
أمضى طاغور بقيّة حياته بعد وفاة أحبائه وأهله، متنقلًا ورحّالًا بين بلدان آسيا وأوروبا. وذلك لإلقاء الشعر وعزف الموسيقى والألحان، تابع دراسته وأنجز أعماله حتى الساعة الأخيرة من حياته. بالإضافة إلى ذلك، غنّى آخر قصائده لمن كان حوله وذلك في شهر آب من عام 1941 م. وقد توفي نتيجةً للقلق الذي أصابه بعد فشل عملية جراحية كانت قد أجريت له في كالكوتا، وقضى نحبه في السابع من شهر آب لعام 1941 م عن عمر يناهز 80 عامًا.
وفي ختام مقالنا عن الشاعر والأديب روبندرونات طاغور، أهم أعماله وألقابه وفيما اشتهر وموته. لا يسعنا إلا أن نذكر أن تأثيره بقي حتى جيل كامل من الأدباء والكتّاب على مستوى العالم.