بدأت السيرة الذاتية للروائي حنا مينا Hanna Mina عندما ولد في مدينة اللاذقية السورية، ليصبح فيما بعد من أبرزِ الروائيين العرب. فقد اتسمت رواياته بالواقعية واهتمت بالصراع الطبقي، وكان لتجاربه الخاصة تأثير على بعض كتاباته عن معاناة الناس اليومية. كما أنه لم يتوقف عن تجسيد الواقع المر لطفولته، واعتبره ملهمًا لرواياته. بالإضافة إلى ذلك فقد تناول في العديدِ من رواياته البحر وحياة البحّارة في مدينة اللاذقية الساحلية، وما يحيط بها من مخاطر معتبرًا البحر مصدر إلهامه. ولتتعرف أكثر عزيزي القارئ على السيرة الذاتية للروائي المبدع حنا مينا Hanna Mina تابع معنا فقرات مقالنا التالية.
من هو حنا مينا Hanna Mina السيرة الذاتية
ولد حنا مينا Hanna Mina في 9 آذار/ مارس 1924 لأسرة مسيحية فقيرة. والده سليم مينا ووالدته ميريانا ميخائيل زكور، تزوج من مريم دميان سمعان. ورزق بخمسة أولاد هم سليم وسلوى وسوسن وأمل وسعد مينا.
عام 1976 نُشِرت قصة قصيرة بعنوان على الأكياس تناولت السيرة الذاتية لحياة حنا مينا Hanna Mina. في الحقيقة أنجز حنا مينا Hanna Mina معظم أعماله في فترة الانتداب الفرنسي على سورية، وفي الفترة التي تلت الاستقلال مباشرةً. كما أن معظم أعماله تحوّلت إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تلفزيونية سورية كرواية نهاية رجل شجاع.
كانت أولى رواياته بعنوان المصابيح الزرق عام 1954. بينما أشهر أعماله: الثلج يأتي من النافذة، والربيع والخريف، والولاعة… وغيرها.
شاهد أيضًا: من هو فاتح المدرس FATEH AL MOUDARRES السيرة الذاتية من هنا.
بدايات حنا مينا Hanna Mina
- عاش حنا مينا Hanna Mina طفولته في قرية السويدية القريبة من لواء الإسكندرون، وأجبره دخول الأتراك إليه على النزوح مع عائلته إلى مدينة اللاذقية حيث استقروا في حي المستنقع.
- عندما كان حنا مينا Hanna Mina في سن السابعة دخل المدرسة وحصل على شهادة التعليم الابتدائي. لكن لم يكمل تعليمه لسوء الأحوال المعيشية والفقر المدقع الذي كان يعيش فيه.
- ومن ثم في سن الثامنة من عمره دخل المدرسة الابتدائية وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1936.
- كما أنه عمل تحت ضغط الفقر في مهن متعددة، كحمال في المرفأ، وحلاق، وصحفي، علمًا أنه لم يدخل أي مدرسة بعد التحصيل الابتدائي.
- سجل عام 1942 بداية السيرة الذاتية لـ حنا مينا Hanna Mina في مجال الكتابة حيث كتب قصصًا قصيرة في صحف ومجلات سورية ولبنانية.
- بالإضافة إلى ذلك انتقل حنا مينا Hanna Mina عام 1947 من اللاذقية إلى دمشق العاصمة وعمل في الصحافة. حيث كان من مؤسسي رابطة الكتاب العرب عام 1951.
- علاوة على ذلك عمل خبيرًا في مديرية التأليف والترجمة في وزارة الثقافة بدمشق، وعضو في اتحاد الكتاب العرب.
شاهد أيضًا: من هو طه حسين TAHA HUSSEIN سيرته الذاتية من هنا.
إنجازات حنا مينا Hanna Mina
- بدأ حنا مينا Hanna Mina عمله الأدبي في دمشق في جريدة الإنشاء الدمشقية كمحرر متمرن يتقاضى راتبًا قدره 100 ليرة سورية. ثم أصبح رئيسًا للتحرير، كما عمل في كتابة المسلسلات الإذاعية قبل أن يعمل في وزارة الثقافة.
- في الحقيقة ساهم حنا مينا Hanna Mina مع عدد من الكتاب السوريين أمثال حسيب كيالي ومصطفى الحلاج في تأسيس رابطة الكتاب السوريين عام 1951. كما شارك في تأسيس اتحاد الكتاب العرب عام 1959 وحصل على جائزة الكاتب العربي عام 2005.
- بالإضافة إلى ذلك تعتبر السيرة الذاتية للروائي حنا مينا Hanna Mina حافلةً بالإنجازات، حيث تضم أكثر من 40 رواية وقصة. مثل رواية المصابيح الزرق التي تحولت إلى عمل تلفزيوني، ورواية الشراع والعاصفة، التي تحولت إلى عمل سينمائي.
- كما وصف الناقد الأدبي صلاح فاضل رواية المستنقع. والتي أعادت بقايا ذكريات حنا مينا Hanna Mina في لواء الإسكندرون بأنها أعظم سيرة ذاتية على الإطلاق والأوفر صدقًا والأغنى فكرًا.
شاهد أيضًا: من هو مارسيل خليفة MARCEL KHALIFE سيرته الذاتية من هنا.
أبرز مؤلفات حنا مينا Hanna Min
- رواية المصابيح الزرقاء عام 1954، ورواية الشراع والعاصفة عام 1966، ورواية الثلج يأتي من النافذة عام 1969.
- بالإضافة إلى ذلك أصدر حنا مينا Hanna Mina كتاب ناظم حكمت وقضايا أدبية وفكرية عام 1971، وكتاب الشمس في يوم غائم عام 1973.
- كما ألف حنا مينا رواية بقايا صور عام 1975، ورواية الأنبوسة البيضاء عام 1976، ورواية المستنقع عام 1977.
- علاوة على ذلك حملت فترة الثمانينات بصمتها في السيرة الذاتية للروائي حنا مينا Hanna Mina حيث شهد عام 1980 كتابة رواية الياطر، وكتاب ناظم حكمت ثائرًا.
- بينما حمل عام 1981 للقراء رواية حكايا بحار.
- من ثم رواية الدقل، وكتاب هواجس في التجربة الروائية عام 1982.
- بعد ذلك أصدر رواية المرفأ البعيد عام 1983، ورواية الربيع والخريف عام 1984، وكتاب كيف حملت القلم، ورواية القطاف عام 1986.
- بالإضافة إلى ذلك شهد عام 1988 إصدار حنا مينا Hanna Mina لرواية حمامة زرقاء في السحب. بينما أصدرت رواية نهاية رجل شجاع عام 1989.
- رواية الولاعة عام 1990، ورواية الرحيل عند الغروب عام 1992، ورواية النجوم تحاكي القمر عام 1993.
- كما أصدر حنا مينا Hanna Mina رواية حدث في بيتاخو عام 1995. ورواية عروس الموجة السوداء عام 1996.
- من ثم أصدر رواية المرصد، والمغامرة الأخيرة عام 1997، ورواية المحاق عام 1998. ورواية الفم الكرزي، وكتاب القصة والدلالة الفكرية عام 1999.
- بينما أضافت الألفية الجديدة المزيد من الأعمال الإبداعية لسيرة حنا مينا Hanna Mina الذاتية منها رواية حارة الشحادين عام 2000. ورواية صراع امرأتين عام 2001، ورواية البحر والسفينة وهي عام 2002.
- بالإضافة إلى ذلك رواية فوق الجبل وتحت الثلج، وحين مات النهد، والرجل الذي يكره نفسه عام 2003.
- كما أصدر حنا مينا Hanna Mina رواية شرف قاطع طريق، وكتاب الرواية والروائي عام 2004، ورواية الذئب الأسود عام 2005، ورواية الأرقش والغجرية عام 2006.
- رواية أشياء من ذكريات طفولتي عام 2010، وكتاب الجسد بين اللذة والألم عام 2012.
حياة حنا مينا الشخصية
أمضى حنا مينا Hanna Mina طفولته على الساحل السوري في لواء الإسكندرون لكنه شبّ وكبر في اللاذقية بعد أن عاد إليها مع عائلته عام 1939. وقد عاش حنا مينا Hanna Mina حياة فقيرة مليئة بالحرمان والشقاء. فبعد أن أنهى تعليمه الابتدائي عام 1936، ترك الدراسة واتجه للعمل في العديد من الأعمال. حيث عمل في حمل البضائع على ميناء البندقية، وبعدها انتقل للعمل بوصفه بحّارًا على السفن والمراكب. بعد ذلك انخرط في العمل الحزبي لتأسيس نقابة للعمال على المرفأ الذي عمل عليه هو ومجموعة من أصدقائه. بالإضافة إلى ذلك عمل في توزيع صحيفة صوت الشعب ذات الاتجاه اليساري الذي يعارض الإقطاعية ويهاجمها. والتي كانت السبب في حقد عدد من الإقطاعيين عليه، ومحاولتهم قتله. أما ما يتعلق بعائلته فقد تزوج حنا مينا Hanna Mina من مريم دميان سمعان وأنجبا ولدين هما سليم وقد توفي في الخمسينيات. وسعد وهو ممثل تلفزيوني، كما رزق بثلاث بنات هنَّ سلوى وسوسن وأمل.
شاهد أيضًا: من هو هيرودوتس HERODOTUS سيرته الذاتية من هنا.
أبرز جوائز حنا مينا
سجل في السيرة الذاتية للروائي حنا مينا Hanna Mina حصوله على العديد من الجوائز أبرزها:
- جائزة المجلس الأعلى للثقافة والآداب والعلوم بدمشق لعام 1968 عن رواية الشراع والعاصفة.
- كما حصل على جائزة سلطان العويس من الدورة الأولى عام 1991 على عطائه الروائي.
- بالإضافة إلى ذلك نال حنا مينا Hanna Mina جائزة المجلس الثقافي لجنوب إيطاليا لعام 1993 عن رواية الشراع والعاصفة كأفضل رواية مترجمة إلى الإيطالية.
- علاوة على ذلك نال وسام الاستحقاق السوري من الدرجة الممتازة لعام 2002.
- بينما حصل حنا مينا Hanna Mina على جائزة الكاتب العربي لعام 2005 من اتحاد الكتاب المصريين. وذلك بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على تأسيسه، واعترافًا بإنتاجه الأدبي.
وفاة حنا مينا
توفي حنا مينا Hanna Mina في الـ 21 من آب عام 2018 عن عمر يناهز 94 عامًا، بعد معاناة طويلة مع المرض. حيث أوصى حنا مينا Hanna Mina قبل وفاته بعشرة أعوام بعدم نشر خبر وفاته. وذلك لرغبته بموت بسيط هادئ بعد أن عاش حياة بسيطة وهادئة. وفيما يلي جزء من وصيته:
أنا حنا بن سليم حنا مينا، والدتي ميريانا ميخائيل زكور، من مواليد اللاذقية العام 1924، أكتب وصيتي وأنا بكامل قواي العقلية. وقد عمّرت طويلا حتى صرت أخشى ألا أموت، بعد أن شبعت من الدنيا، مع يقيني أنه “لكل أجل كتاب”. لقد كنت سعيدًا جدًا في حياتي، فمنذ أن أبصرت عيناي النور، وأنا منذور للشقاء، وفي قلب الشقاء حاربت الشقاء وانتصرت عليه. وهذه نعمة الله، ومكافأة السماء، وإني لمن الشاكرين. عندما ألفظ أنفاسي الأخيرة، آمل، وأشدد على هذه الكلمة، ألا يذاع خبر موتي في أية وسيلة إعلامية، مقروءة أو مسموعة أو مرئية. فقد كنت بسيطًا في حياتي، وأرغب أن أكون بسيطًا في مماتي، وليس لي أهل، لأن أهلي جميعًا لم يعرفوا من أنا في حياتي. وهذا أفضل، لذلك ليس من الإنصاف في شيء، أن يتحسروا علي عندما يعرفونني بعد مغادرة هذه الفانية.
وفي ختام مقالنا عن السيرة الذاتية للروائي حنا مينا Hanna Mina. وكما ذكرنا سابقًا أن البحر كان مصدر إلهامه حيث أبدع فقال: إن البحر كان دائمًا مصدر إلهامي. حتى إن معظم أعمالي مبللة بمياه موجه الصاخب. وأسأل: هل قصدت ذلك متعمّدًا؟ في الجواب أقول: في البدء لم أقصد شيئاً، لحمي سمك البحر، دمي ماؤه المالح، صراعي مع القروش كان صراع حياة. أما العواصف فقد نُقشت وشمًا على جلدي، إذا نادوا: يا بحر أجبت أنا البحر أنا، فيه وُلدت، وفيه أرغب أن أموت.. تعرفون معنى أن يكون المرء بحّارًا؟.