شخصية مبدعة حملت معها مسيرة طويلة من الأعمال الأدبية والشعرية الخاصة بها، التي ابتكرتها بنفسها لتتميز بالشعر عن بقية الشعراء. إلا أن هذه الشخصية لم تكتف بذلك بل ميزت نفسها بلقب خاص وهو أدونيس تيمنًا بأحد الآلهة اليونانية الذي حمل الاسم ذاته. من هو أدونيس Adunis وسيرته الذاتية؟ وما أهم أعماله؟ أسئلة كثيرة تخطر في بال أي شخص سمع باسم أدونيس أو قرأ له عملًا من أعماله. لهذا السبب سنتحدث في مقالنا عن أبرز وأهم المعلومات الخاصة بالشاعر أدونيس، إضافةً لتفاصيل كثيرة وهامة في حياة هذه الشخصية الشهيرة. فتابع معنا.
من هو أدونيس Adunis
هو علي أحمد سعيد إسبر (ALi Ahmad Said Esber) شاعرٌ من شعراء بلاد الشام وتحديدًا سوريا. فهو من مواليد مدينة جبلة السورية لعام 1930 إذًا يحمل الجنسية السورية. كما أنه ينتمي لمواليد برج الجدي المشهورين بطبية القلب والبساطة مع حب الناس. عمل منذ صغره في إلقاء الشعر ليصبح فيما بعد شاعرًا متمرسًا ذو صيت واسع الانتشار. تنقل في دراسته بين جامعتي القديس يوسف وجامعة دمشق، لتكون حياته مليئة بالتحديات والإنجازات. كل ما سبق ذكره كان لمحة أو إجابة عن سؤال من هو أدونيس Adunis في حين أن سيرته الذاتية تحمل كثيرًا من المعلومات لننتقل لها.
السيرة الذاتية لأدونيس Adunis
كما ذكرنا بدايةً أن لقب الأديب السوري والشاعر علي أحمد سعيد إسبر عربيًا وعالميًا هو اسم أدونيس Adunis. الذي يدل على أحد الآلهة الفينيقيين فكان سببًا بشهرته، وما زاد على ذلك اتباعه أسلوبًا خاصًا في الشعر. لكن هذا الأسلوب جعله محور جدلٍ كبيرٍ بين النقاد والشعراء. ليثبت عندها تفوقه على الأساليب التقليدية والاعتيادية في الشعر. لكن دون تجاوز قواعد اللغة العربية الفصحى.
في الواقع بدأ أدونيس بكتابة الشعر في عمر صغير مما جعل في رصيده عددًا كبيرًا من القصائد والمؤلفات الشعرية وبعض الترجمات. هذا ما جعل منه شاعرًا لامعًا بين شعراء العرب، وشخصًا مؤثرًا تمكن من إيصال مشاعر الحب والفرح وغيرها إلى القارئ. فما يميز أغلب قصائده أنها تدفع القارئ إلى التفكير العميق بجميع الأمور المتعلقة بالثقافة العربية والتراث العربي الأصيل. ذلك النجاح منحه فرصًا ذهبيةً في حصوله على جوائز وأوسمة يحلم بها كثير من الشعراء لدرجة ترشيحه لجائزة نوبل من قبل كثيرٍ من النقاد.
بدايات الشاعر أدونيس Adunis
نشأ الشاعر علي أحمد سعيد إسبر الملقب بأدونيس في ضيعة قصابين التابعة لمدينة جبلة السورية. وبعد بلوغه سن الدراسة لم يدخله والده إلى المدرسة بل علمه بنفسه القراءة والكتابة إلى جانب تحفيظه الشعر العربي القديم. وعندما بلغ أدونيس سن الثالثة عشر ألقى أول قصيدة وطنية له أمام الرئيس شكري القوتلي الذي أُعجب بشخصيته وبشعره وبأدائه كثيرًا. أدى ذلك لحصوله على منحة دراسية داخلية من قبل الدولة السورية بعد عدة أشهر من تلك الحادثة. وقد كانت تلك المنحة في المدرسة العلمانية الفرنسية في محافظة طرطوس. وبعد انتهائه منها درس في جامعة دمشق ليحصل على شهادة في الفلسفة. لكنه لم يكتفي بذلك وانضم إلى جامعة القديس يوسف في لبنان عام 1973 ليتخرج منها ومعه شهادة دكتوراه في الأدب العربي.
الحياة الشخصية للشاعر أدونيس Adunis
تزوج الشاعر الكبير علي إسبر الملقب بأدونيس من الأديبة السورية خالدة سعيد في عام 1956. كما أنهما أنجبا من الأولاد ابنتين جميلتين وأسماهما أرواد ونينار. حاليًا تقيم كل منهما في فرنسا. أما بالنسبة لديانة أدونيس فهو ينتمي إلى عائلة مسلمة علوية وما زال يؤمن بديانته ومعتقداته وطائفته الأصلية العلوية حتى الآن.
الحياة المهنية لأدونيس Adunis
تخرج أدونيس من جامعة دمشق في عام 1954 والتحق بالخدمة العسكرية في العام ذاته. إلا أنه دخل إلى السجن بسبب إعلان انتمائه إلى الحزب السوري القومي في تلك الفترة. وبقي في السجن لمدة عام ثم خرج بعام 1956 وسافر إلى لبنان ليلتقي مع الشاعر يوسف الخال حينها اتفقا على إطلاق مجلة للشعر في بداية العام الجديد. وفي عام 1969 بدأ بالعمل في مجلة مواقف واستمر بها لغاية عام 1994، وقد أبدع خلال هذه الفترة في كتابته لعديد من بالقصائد، التي بقي أثرها للشعر المعاصر. كما أصدر مجموعة قصائد من دار الآداب ببيروت في عام 1988. وكانت تلك القصائد بمثابة انطلاقة لأسلوبه الجديد في الشعر العربي المعاصر.
استمر أدونيس بإصدار العديد من الكتب الشعرية وجمع به مقالات ودراسات تعبر عن أفكاره وآرائه في قضايا مهمة منها الدين والوطن والوجود وغيرها. عاد أدونيس إلى وطنه سوريا بعد غياب دام خمسين عام وألقى قصيدة تحولات الصقر بأمسية شعرية ضمت جمهورًا كبيرًا جدًا في قصر العظم بدمشق.
وقبل بداية الحرب واندلاع شرارتها قدم أدونيس كتابًا بعنوان سوريا وسادة واحدة للسماء والأرض. الذي تحدث فيه عن سوريا وجمالها وروعة شعبها وبساطتهم وساعده به المصور الموهوب فادي مصري زادة حينما زوده بصور فوتوغرافية ساحرة لمختلف جوانب الحياة في سوريا.
إنجازات ومؤلفات أدونيس Adunis
خلال فترة الستينات أصدر أدونيس ديوانًا للشعر العربي يتألف من ثلاثة أجزاء ليتبعها مجموعة من الترجمات في بداية السبعينيات مثل حكاية فاسكو ومهاجر بريسبان والسيد بويل وسهرة الأمثال.
ومنها قصيدة قبر من أجل نيويورك في عام 1971 وفيها تنبأ بوقوع أحداث 11 سبتمبر عام 2001.، التي نالت شهرة واسعة مثل أغاني مهيار الدمشقي وكتاب التحولات، إضافةً إلى الهجرة في أقاليم الليل والنهار ومفرد بصيغة جمع.
في عام 1994 قدم أدونيس ديوانًا أسماه (أبجدية ثانية) وطبعه ضمن دار توبقال للنشر في الدار البيضاء في المغرب العربي. بالإضافة إلى إصداره كتابًا بعنوان the pages of day and night، وبعد ثلاثة أعوام أطلق قصيدة بعنوان مفردات الشعر من دار المدى للنشر في دمشق.
كتاب (أول الجسد آخر البحر) وكتاب (تنبأ أيها الأعمى) في عام 2003، أيضًا أصدر كتاب (المحيط الأسود) بعام 2005
أصدر كتاب عنوانه الخطاب الحجاب والذي ناقض في مضمونه ثقافة التفكير والاجتناب في مختلف مجالات الحياة الفكرية والثقافية والسياسية والمعرفية في عام 2009. ثم تبعه كتاب البيت الواحد في الشعر العربي الذي يوضح طابع أدونيس بالجمع بين الماضي والحاضر في الشعر وذلك عام 2010.
وبعد نجاح كتبه ومؤلفاته أصدر ديوانًا شعريًا عن فلسطين والقدس المحتلة بعنوان كونشيرتو القدس في عام 2012. بالإضافة إلى كتابه بعنوان غبار المدن بؤس التاريخ الذي لاقى صدى كبيرًا وإعجابًا لكثير من النقاد في عام 2015.
الجوائز الحاصل عليها أدونيس Adunis
حصل أدونيس على كثير من الجوائز والأوسمة الأدبية، منها:
- جائزة جان مارليو للآداب الأجنبية من فرنسا في عام 1993.
- جَائزة البحر المتوسط للأدب الأجنبي في باريس بعام 1997.
- جائزة المنتدى الثقافي اللبناني في بيروت عام 1997.
- جائزَة الإكليل الذهبي للشعر في مقدونيا عام 1998 وهي من أهم الجوائز الأدبية للشعراء.
- جائزة نونينو للشعر في إيطاليا عام 1998.
- حصل على جائزة غوته للأدب ويعد أول شاعر عربي حصل على هذه الجائزة من فرانكفورت عام 2011.
هكذا عُرف أدونيس بكتبه ومؤلفاته الشعرية على مدار سنين طويلة ليكون بذلك مثال الشاعر المعطاء. الذي أغنى الشعر بما لديه من قدرات مضيفًا له أجمل اللمسات السحرية التي ستبقى ما دام الشعر العربي باقيًا. وبذلك تكون إجابة سؤال من هو أدونيس Adunis سيرته الذاتية قد أصبحت واضحًا بكافة تفاصيلها.