من اين ينبع ماء زمزم وما قصته في البخاري، العديد من القصص التي عايشها الأنبياء عليهم السلام تم ادراجها ضمن مصادر التشريع الإسلامية، ولا سيما قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام مع بئر زمزم، وكيفية إيمان السيدة هاجر بأن الله سيرزقها وطفلها الصغير بالماء في الصحراء القاحلة، حيث بدأ ينبع ماء زمزم منذ عهد سيدنا إسماعيل، وخلال المقال سنوضح من اين ينبع ماء زمزم وما قصته في البخاري.
من اين ينبع ماء زمزم وما قصته في البخاري
أوضح الإمام البخاري التفسير الصحيح لقصة بئر زمزم، وذلك من خلال ما أوردته المصادر الموثوقة من السنة النبوية والقران الكريم، وفيما يلي سنوضح المكان الذي ينبع ماء زمزم منه وفق الكثير من لمصادر الموثوقة التي أكدت ذلك على النحو التالي:
- ينبع ماء زمزم في أحد المناطق المهمة من مكة المكرمة، وذلك بعد أن نبشها المَلك جبريل بعقِبه «أو بجناحه» لنبي الله إسماعيل عندما كان طفلً رضيعاً برفقة والدته السيدة هاجر.
- حيث بحثت السيدة هاجر مطولاً عن الماء بلا فائدة، ولكن الله تعالى اختبر إيمانا بأن أوجد نبع ماء زمزم، وهو الماء العذب على الإطلاق على سطح الكرة الأرضية، ويستمر إلى الآن.
قصة زمزم في صحيح البخاري
العديد من القصص الإيمانية سواء لرجال صالحين أو لأنبياء تم إدراجها ضمن صحيح البخاري، وأوضح تفاصيلها بشكل واضح، وذلك بالرجوع إلى المصادر الموثوقة للتأكد من الأحداث على النحو الصحيح، وكانت قصة ماء زمزم على النحو التالي:
- ينبع ماء زمزم منذ تاريخ طويل، حيث قدر العلماء ذلك بنحو 5 آلاف عام، وذلك منذ عهد نبي الله اسماعيل عليه السلام.
- تبدأ أحداث ماء زمزم عند ترك سيدنا إبراهيم عليه السلام زوجته هاجر برفقة طفلها الرضيع إسماعيل عليه السلام في الصحراء القاحلة، وبعد فترة وجيزة نفذ الماء الذي بحوزتها وكذلك الطعام.
- قبل انصراف إبراهيم عليه السلام عن زوجته وطفله دعا ربه قائلاً: (رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ).
- حاولت السيدة هاجر مراراً وتكراراً السعي بين الصفا والمروة ذهابا وإيابا للبحث عن الماء، أو عابر سبيل يعطيها الماء لصغيرها لكن بدون جدوى.
- بعد أن أتمت السعي سبع مرات وبلغ الجوع والعطش من ابنها ما بلغ أمر الله تعالى جبريل عليه السلام أن يفجر عين ماء زمزم تحت قدمي الصغير.
- بعد أن نبع ماء زمزم وتدفق الماء شربت هاجر وطفلها حتى ارتويا.
- ثم عمت السيدة هاجر لمحاصرة الماء بيديها وتقول: (زم…زم… زم)، إشارة إلى انحصار الماء في مكان واحد، ولذلك تم تسمية الماء بماء زمزم، ومنذ ذلك الحين ينبع ماء زمزم إلى الان.
- أورد النبي صلى الله عليه وسلم أن قيام السيدة هاجر بمحاصرة الماء بيديها أنه ساهم في عدم تكون نهر، وذلك استنادا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (رحم الله أم إسماعيل لو تركته لكان عيناً أو لكان نهراً معيناً).
ماء زمزم في القرآن
أوضحت العديد من الآيات القرآنية القصص الخاصة بالأنبياء والمرسلين، ولا سيما قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وقصة بناء الكعبة برفقة سيدنا إسماعيل عليه السلام، ولم توضح الآيات القرآنية قصة ماء زمزم، ولكن العديد من الأحاديث النبوية الشريفة أوضحت قصة ما زمزم، وينبع ماء زمزم منذ عهد سيدنا إسماعيل عليه السلام، ومن أهم هذه الأحاديث الشريفة ما يلي:
- قال الله -تعالى-: (رَبَّنا إِنّي أَسكَنتُ مِن ذُرِّيَّتي بِوادٍ غَيرِ ذي زَرعٍ عِندَ بَيتِكَ المُحَرَّمِ رَبَّنا لِيُقيمُوا الصَّلاةَ فَاجعَل أَفئِدَةً مِنَ النّاسِ تَهوي إِلَيهِم وَارزُقهُم مِنَ الثَّمَراتِ لَعَلَّهُم يَشكُرونَ).
- في وصف ماء زمزم روي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام من الطعم وشفاء من السقم).
- كذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ماءُ زمزمَ لمَا شربَ لهُ، فإنْ شربتَه تستشفَى بهِ شفاكَ اللهُ، وإنْ شربتَهُ مستعيذًا أعاذكَ اللهُ، وإنْ شربتَه لتقطعَ ظمَأَكَ قطعهُ اللهُ، وإنْ شربتَه لشبَعِك أشبَعَكَ اللهُ، وهي هزمةُ جبريلُ).
فوائد ماء زمزم
يعتبر ماء زمزم ماء مبارك، وذلك لوجود العديد من الخصائص التي تميزه عن الماء بشكل عام، وينبع ماء زمزم من مكة المكرمة، ويتوافد الكثيرين لشرب هذا الماء الطاهر من مختلف بقاع الأرض، ومن أهم فوائد هذا الماء المبارك ما يلي:
- يعتبر ماء زمزم غني بالعناصر المعدنية المهمة للجسم، ولا سيما الصوديوم والمغنيسيوم والكالسيوم.
- لا يتضمن ماء زمزم أي من المركبات المضرة بالصحة.
- ينبع ماء زمزم من بئر زمزم، ولا ينضب ولا ينتهي، ويستمر بالتدفق.
- يفيد جسم الانسان من حيث وجود المركبات المهمة لصحة الجسم.
سبب تسمية زمزم
أوضح المختصون أن سبب تسمية ماء زمزم بهذا الاسم عندما قامت السدة هاجر فور تدفق الماء من الينبوع بمحاصرة الماء، حيث ورد أنه كان ينبع ماء زمزم بشكل كبير، وبسبب محاصرته بالرمال وقول هاجر زم زم أطلق عليه بئر زمزم، وبسبب هذا البئر رجعت الحياة إلى الصحراء القاحلة، فجاء العرب والبادية للإقامة حول بئر زمزم، وذلك بسبب وجود الماء الوفير.
الكثير من الكتب التاريخية والتي تستند إلى المصادر الموثوقة، قد أوضحت العديد من الأحداث التي عايشها الرسل عليهم السلام، وتحديداً قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وخلال المقال أوضحنا من اين ينبع ماء زمزم وما قصته في البخاري.