من أول من وضع صورته على النقود. سؤال يتبادر إلى ذهن العديد من الناس إما من باب زيادة المعرفة العلمية أو من باب الفضول. فعلى الرغم من كون النقود في زماننا هذا تحمل إما صور لشخصيات تاريخية مؤثرة في حضارة البلد التي أصدرتها أو صورة لمعلم سياحي أو رمزًا أو شعارًا خاص بهذا البلد. فإنه بالتأكيد أتى زمن طبعت فيه صورةٌ ولأول مرةٍ على النقود. والتي تغيرت أشكالها على مر العصور من النقود المعدنية المصنوعة من خليط الذهب والفضة مرورًا بالعملات الورقية. ومن ثم استخدام النقود عبر البطاقة البنكية. وانتهاءً بالعملات الرقمية المشفرة التي بدأت تنتشر مؤخرًا كالبيتكوين والإيثيريوم وغيرها.
من أول من وضع صورته على النقود
كان الأفراد في العصور القديمة والبدائية يصلون إلى الاكتفاء الذاتي عن طريق إنتاج السلع والخدمات البسيطة بأنفسهم. ومع تطور الحياة ازدادت احتياجات الفرد ليقوم بتبادل ما ينتجه مع غيره مستخدمًا الملح أو الجلود وغيرها من المواد في عملية التبادل. ولكن مع ازدياد العمليات التجارة وتسهيلًا لها استخدم الصينيون نماذج مقلدة صغيرة لذات الأدوات المستخدمة في التبادل بقالب برونزي. ومن ثم تم صك النقود المعدنية ليكون الإسكندر المقدوني الملك الإغريقي هو أوّل من طبع صورته على العملات النقدية. وذلك بعد ما حققه من إنجازات عسكرية. تعبيرًا عن قوته وتخليدًا لإنجازاته. حيث وضعت صورة رأس الإسكندر المقدوني على العملة النقدية وهو يرتدي قرن الكبش الذي يرمز إلى الإله اليوناني زيوس عمون. وذلك لاعتقاد الإسكندر المقدوني بأنه ابن زيوس.
نبذة عن الإسكندر المقدوني
الإسكندر المقدوني أو ما يعرف بالإسكندر الأكبر أو الإسكندر ذو القرنين هو أحد ملوك مقدونيا. ومن أشهر قادتها العسكريين والفاتحين عبر التاريخ إذ لم يحصل أن هُزم في أي معركة خاضها على الإطلاق. حيث ولد الإسكندر المقدوني في مدينة پيلا سنة 356 قبل الميلاد. وتتلمذ على يد الفيلسوف والعالم الشهير أرسطو حتى بلغ عامه السادس عشر. ومن ثم استلم الإسكندر عرش البلاد بعد اغتيال والده فيليپ الثاني المقدوني سنة 336 قبل الميلاد. وارثًا عن أبيه مملكة متينة الأساس وجيشًا عرمرمًا قويًا ذا جنود مخضرمة. مما ساعده وهو بعمر الثلاثين على تأسيس إحدى أكبر وأعظم الإمبراطوريات التي عرفها العالم القديم. والتي امتدت من سواحل البحر الأيوني غربًا وصولًا إلى سلسلة جبال الهيمالايا شرقًا.
من أول من صك النقود في الإسلام
كان من السائد أن العملة البيزنطية والعملة الفارسية هما العملتان المتداولين في الإسلام حتى العام 77 هجري، حيث كانت المرة الأولى التي يتم فيها استبدال العملة البيزنطية بدينار عربي يزن 4.25 جرام ذهب، وكذلك استبدال الرموز الدينية البيزنطية بشهادة التوحيد “لا إله إلا الله محمد رسول الله” على العملات، وإضافة تاريخ سنة الصك عليها، وكان الفضل في ذلك الوقت للخليفة عبد الملك بن مروان. وفي السنة 78 هجري تم صك أول عملة فضية من الدرهم العربي، وكان وزنه حوالي 2.18 جرام من الفضة تتضمن آيات من سورة الإخلاص، وتضمنت كذلك تاريخ وبلد الصك، وبقى الدرهم والدينار هما العملة الرئيسية خلال الحكم الإسلامي.
من أول من وضعه اسمه على النقود في الإسلام
سكت النقود في الإسلام على ثلاثة أنواع أو فئات، وهي الدينار وأجزاءه كالنصف والثلث وكانت مصنوعة من الذهب، أما الدرهم فصنع من الفضة، وأخيرًا الفلس صنع من النحاس. أما أول من كتب اسمه على العملات الإسلامية في فترات تطورها كان الحجاج بن يوسف الثقفي، وذلك على الطراز الساساني، فيما كان عبدالملك بن مروان أول من وضع صورته عليها وكانت تصوره وهو يحمل سيفًا ليرمز بذلك للجهاد.
من أول من أستخدم النقود الورقية
ظهرت العملة الورقية أو الأوراق النقدية بسبب المشاكل المتعلقة بتكلفة تخزين ونقل النقود المعدنية. ومن هنا تم ابتكار العملة الورقية لتكون بمثابة وعد من الجهة المصدرة بتحويلها إلى نقود سلعية متى أراد حاملها ذلك. وتشير الدراسات التاريخية إلى أن الصين كانت أول بلد طبع العملة الورقية، وذلك في عهد سلالة تانغ. ولقد كانت الفكرة الأولى لنشوء العملة الورقية قد ولدت بين التجار الذين يتنقلون من بلد إلى بلد. ويحملون نقودهم الذهبية والفضية معهم فكانت عرضة للضياع والسرقة، فاستعاضوا عنها بوثائق خطية تثبت مقدار ملكيتهم. فكانت تمثل البديل الورقي البدائي للعملة المعدنية. وكانت تلك الورقة تدفع إلى التاجر الذي تشترى منه البضاعة وهو بدوره يستطيع أن يتسلم المبلغ المثبت على هذه الورقة من الشخص المودع عنده مال التاجر المشتري ثم تطور استعمال هذه الأوراق، فصار بالإمكان دفعها إلى أي بائع أو مشتري بشكل متداول ليكون المرجع النهائي في القبض هو المركز المودع فيه المال.
متى صنعت أول عملة في التاريخ
هناك العديد من النظريات حول أصل المال، حيث استخدمت بدايةً الخامات التي يعتبر وجودها نادر في الطبيعة والتي يمكن التحكم في تداولها كالنحاس، والحديد، والسبج، والعنبر، والخرز، والذهب، والفضة وسبائك الرصاص. وقد نشأ شيكل بلاد بين النهرين وهو أول شكل معروف للعملة منذ ما يقرب من 5000 عام. وتعود أقدم العملات المعروفة إلى 600 و 650 عام قبل الميلاد في آسيا الصغرى، حيث استخدمت النقود كعملة مسكوكة لأول مرة في مملكة ليديا الواقعة غرب تركيا. وتلا ذلك ظهور العملات اليونانية، ففي سنة 630 قبل الميلاد ظهرت العملة اليونانية وقد رسم عليها حيوانات ورموز دينية وسياسية.
وفي الختام تذكر عزيزي القارئ بأن النقود مهما اختلفت أشكالها من معدنية أو ورقية أو رقمية، ومهما تعددت مسمياتها من دينار، درهم، ريال وغيرها الكثير، فإن الغاية من وجودها واحدة وهي خدمة الإنسان في تلبية احتياجاته المختلفة.