منجم مهد الذهب في السعودية

هل سبق وخرجت في رحلةٍ استكشافية؟ ألم تفكر من قبل كيف يجري التنقيب عن المعادن الثمينة؟ ماذا عن الذهب؟ هل تعلم أين تقع مناجم الذهب في بلدك؟ أسمعت من قبل بمنجم مهد الذهب؟ أين يوجد؟ متى اكتشف؟ وهل شكل بالفعل موردًا اقتصاديًّا وتاريخيًّا مهمًّا؟ تابع معنا في هذا المقال لتتعرف أكثر على منجم مهد الذهب في السعودية!

منجم مهد الذهب في السعودية

هو أحد مناجم الذهب السعوديّة، يوجد في محافظة مهد الذهب في المدينة المنورة. ويعد أقدم منجم في المملكة، يضم خامات لمعادن عديدة، مثل النحاس والفضة والرصاص والزنك، إضافةً إلى الذهب. من ناحية أخرى دلَّتْ عدة دراسات لبقايا التعدين في منطقة مهد الذهب السعودية، أنّ الذهب الموجود فيها يعود تاريخه لحوالي 960 قبل الميلاد. وقد توقفت فيها عمليات التعدين حتى العهد العباسي.
بعد ذلك جاءت البعثة العثمانية، حيث أدى خبراؤها عدة أبحاث أشارت إلى وجود الذهب في المنطقة. لكن بسبب قساوة المناخ فيها، وصعوبة عمليات الحفر، بالإضافة إلى انعدام المياه بشكل كامل، دفع ذلك العثمانيين إلى ترك مهمة التعدين في المنطقة.

أما حاليًّا، تعد محافظة مهد الذهب من أهم المدن الاقتصادية في المملكة العربية السعودية، لاحتواء جبالها على مخزون احتياطي كبير نسبيًّا من المعادن النفيسة، وعلى وجه الخصوص معدن الذهب، الذي اكتسبت اسمها منه. عند زيارة منجم مهد الذهب، ستلاحظ كمية الحركة والنشاط داخله.
أوّلًا سيوصلك مدخل نفق المنجم إلى أسفل جبل مهد الذهب، وهو المكان المنشود الذي تجري فيه عمليات التنقيب واستخراج الذهب. لكن هذا النفق يمتد لمسافاتٍ طويلةٍ تتخللها الكثير من التعاريج والمسارات المختلفة والمدهشة!
من ناحية أخرى يمكن القول إنّ محافظة مهد الذهب هي إحدى المدن الصناعية في المملكة، حيث يقطنها العمال مع أسرهم في بيوتٍ أعدت للسكن بالقرب من مكان العمل.  وبالتالي فإنّ مهد الذهب اليوم تحتل أهميةً كبيرةً في المملكة السعودية كونها تملك موردًا اقتصاديًّا مهمًّا إلى جانب الثروات الباطنية!

أين توجد المعادن في المملكة وما أنواعها

تقسم جيولوجيا المملكة العربية السعودية إلى منطقتين:

  • المنطقة الغربية: وتدعى منطقة الدرع العربي، وهي توازي البحر الأحمر، وتشغل حوالي ثلث مساحة السعوديّة. تأتي أهميتها من احتوائها على العديد من المعادن الأساسية والصناعية، كالنحاس والحديد، كما يوجد فيها معادن نفيسة ومنها الفضة والذهب.
    تضم هذه المنطقة حوالي 4000 مكان للتنقيب عن المعادن، وهي موزعة كالآتي:

    • 975 موقعًا يحتوي على ذهب.
    • 475 موقع زنك.
    • 600 موقع يحتوي على الفضة.
    • 850 موقع نحاس.
    • وأخيرًا 280 موقعًا لاستخراج الرصاص.
  • المنطقة الشرقية: تشتهر بصخورها الرسوبية، وباحتوائها على خامات لمعادن صناعية عديدة ذات أهميّة اقتصادية كالنحاس.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد في أراضي المملكة الكثير من أنواع المعادن اللافلزية، وتقسم إلى نوعين: النوع الأول يدخل في الصناعة، أما الآخر فهو لأغراض الزينة. تدخل المعادن الصناعية في العديد من الصناعات، كصناعة الدهانات والإسمنت، إضافةً إلى الزجاج، ومن أمثلة هذه المعادن:

  • البوكسايت: يوجد في الزبيرة، ويدخل في تصنيع الألمنيوم.
  • رمال السليكا: توجد في جبل الدغم في الرياض، وتدخل في صناعة الزجاج.
  • رمال السليكا: توجد في جبل الدغم في الرياض، وتدخل في صناعة الزجاج.
  • الفوسفات: يوجد في الجلاميد، وهو مكون أساسي لصناعة الأسمدة.
  • الجبس: يوجد على سواحل البحر الأحمر، ويدخل في صناعة الجبس.

أما أحجار الزينة، فهي متنوعة، ومنها الرخام والغرانيت، وتتوفر بكميات ضخمة في المملكة.

ما هي إنجازات المملكة في مجال تطوير استثمار ثرواتها المعدنية

مع التطور الكبير  الذي يشهده العالم اليوم، أصبح التنافس ضخمًا بين الدول لاكتشاف مصادر دخلٍ جديدةً، وتنويع القواعد الإنتاجية وتوسيعها. وذلك لتحقيق مردود اقتصادي أكبر للبلاد، وتوفير فرص عمل عديدة للفئة المنتجة.
ومن هذا المنطلق، أنشأت المملكة العربية السعودية شركة ” معادن”، بموجب قرارٍ ملكي عام 1997. حيث دعمتها برأس مال ضخم تقدر قيمته بحوالي 4 مليار ريال سعودي. استطاعت الشركة بدعم من المملكة أن تحقق الكثير من التقدم في مجال استثمار الخامات المعدنية. وكانت أولى إنحازاتها استثمار حوالي 640 مليون ريال سعودي، وذلك لتنمية ودعم 4 مشاريع تتعلق بالذهب واستخراجه وتصنيعه، في كل من مهد الذهب، وبلغة، والصخيبرات، وأخيرًا في الحجار. وهذه المناطق تنتج ما يقارب 250 ألف أوقية ذهب سنويًّا، في حين أنّها تنتج من الفضة ما يقارب المليون أوقية. بالإضافة إلى ذلك عملت “معادن” على:

  • تطوير وتشغيل مناجم جديدة، ومنها منجم إمار.
  • إنتاج فوسفات ثنائي الأمونيا، بطاقة إنتاج تصل لحوالي 3 مليون طن كل عام.
  • تطوير البوكسايت في الزبيرة، ليصبح صالحًا لإنتاج الأمونيا، بطاقة إنتاج تصل إلى ما يقارب 2.5 مليون طن كل عام.
  • إقامة محطات جديدة لتوليد الطاقة الكهربائية.

 

وختامًا، لقد لعب تنوع الثروات الباطنية والمعدنية دورًا مهمًا في دعم وتطوير اقتصاد المملكة. ولأن هذه الثراوت استُثمرَتْ بإشراف إدارة حكيمة جعلت تطوير البلاد والنهوض ببنيتها التحتية هدفًا وغايةً ومبدأ، وغدت المملكة مزدهرةً باقتصادها المتنوع.

Scroll to Top