مقاطعة المنتجات الهندية في السعودية، تتمتع المعتقدات الدينية بقدسية بالغة لدى معظم البشر. لذلك فإن التطاول على هذه المعتقدات الدينية، وعلى رموزها يطلق شرارة الفتنة، ويشعل وقود الإرهاب. كما أنه يعبر عن عنصرية كريهة بعيدةً عن الحضارة الإنسانية، ويؤجج الكراهية بين الشعوب. وفي مقالنا اليوم سنتحدث عن تصريحات المتحدثة باسم حزب بهاراتيا جاناتا في الهند. المسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ولزوجته السيدة عائشة رضي الله عنها. التي أدت إلى نقمة كبيرة، وموجة غضب، واستنكار من الدول الإسلامية وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية. حيث أدت هذه التصريحات إلى الدعوة إلى مقاطعة المنتجات الهندية في السعودية، وإلى المطالبة بمعاقبة المتحدثة باسم الحزب الحاكم. فما هي حقيقة مقاطعة المنتجات الهندية في السعودية.
مقاطعة المنتجات الهندية في السعودية
أثارت تصريحات المتحدثة باسم الحزب الحاكم في الهند المسيئة للرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم. ولزوجته السيدة عائشة رضي الله عنها، ضجةً واستياءً كبيرًا لدى الشعب في المملكة العربية السعودية بكل أطيافه. لذا أوعزت الحكومة في المملكة إلى وزارة الخارجية السعودية، لتصدر بيانًا تعلن فيه استنكارها ورفضها لهذه التصريحات. ولتأكد رفضها للتعرض للرموز الدينية عامةً فكيف لو كان هذا الانتهاك يتناول النبي محمد صلى الله عليه وسلم. ولم يقتصر الاستياء على المملكة العربية السعودية بل تجاوزها إلى كافة المسلمين في جميع الدول الإسلامية. كما دعوا لمقاطعة المنتجات الهندية، وكانت المملكة العربية السعودية أول الدول التي قامت بالمقاطعة.
المسلمون في الهند
لعبت المعاملة الحسنة والأخلاق الحميدة التي كان يتعامل بها التجار المسلمون مع الهنود دورًا كبيرًا في انتشار الديانة الإسلامية في الموانئ الهندية في المناطق الساحلية. وبعد ذلك أسلم الهنود في قبائل تيان وقبلية شيرومين ليتخلصوا من التمييز الطبقي والمعاملة السيئة التي كانوا يتعرضون لها. ولم تمض فترة قصيرة حتى انتشر الإسلام في المناطق الشمالية والشرقية والجزر الهندية وهضبة الدكن. وبذلك أصبح معظم سكان المناطق الجنوبية في الهند من المسلمين. وازداد عدد المسلمين في الهند على مر العصور وخاصة بعد الفتوحات الإسلامية، وفي عهد الخلفاء العباسيين إلى أن أصبح عدد المسلمين في الهند أكثر من 200 مليون مسلم.
شاهد أيضًا: شروط القبول الدراسي للمنح في الهند
أعظم الملوك المسلمين الذين حكموا الهند
بعد انتشار الإسلام في الهند أصبح أكثر من ربع سكان الهند يعتنقون الديانة الإسلامية. وأصبح لهم كيانهم المستقل لذلك كان من الطبيعي أن يحكمهم عدد من الحكام المسلمين. وسنذكر فيما يلي هؤلاء الحكام:
- الملك جلال الدين محمد أكبر: كان أعظم مُلُوك الهند على الإطلاق، فقد حكم الهند حوالي خمسين عامًا، حيث أصبحت الهند في عهده من أفضل وأقوى الدول قاطبة. كما ساهم في تطوير الهند من الناحية الفكرية والاقتصادية والعسكرية.
- الملك شاه جيهان: اتصف الملك شاه جيهان بالذكاء، وقوة العزيمة،كما اتصف برجاحة العقل، وبراعته في الحكم. وقد ساهم في ازدهار الهند في جميع المجالات خلال فترة حكمه.
- والملك أورانك أزيب: كان من أعظم الملوك التي حكمت الهند، وقد تميز بالشجاعة والقوة، والبعد عن مظاهر الترف.
هاشتاق مقاطعة المنتجات الهندية في السعودية
أدت تصريحات الناطقة باسم الحزب الحاكم في الهند، التي تناولت النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وزوجته عائشة رضي الله عنها. إلى استياء الناشطين على مواقع التوصل الاجتماعي في المملكة العربية السعودية، حيث دعوا إلى مقاطعة المنتجات الهندية في السعودية ردًا على هذه الإساءة. وبنفس الوقت أطلقوا هاشتاق ” إلا – رسول – الله- يا- مودي” مشيرين بذلك إلى رئيس وزراء الهند ناريندا مودي الذي عرف دائمًا بظلم الأقليات. حيث نددوا بالسياسة الهندية وبممارسات العنف ضد المسلمين. كذلك انتشرت على تويتر الكثير من التغريدات التي نددت بالحكومة الهندية.
شاهد أيضًا: ذكرى المولد النبوي الشريف في الصومال 2025
العنف ضد المسلمين في الهند
مرت الهند خلال فترة الحكم الإسلامي بعصر النهضة، والازدهار، والقوة. ولكن بعد تقسيم الهند في عام 1947 بدأت حرب ضروس في الهند تعرض خلالها المسلمون في الهند لهجوم عنيف من قبل الهندوسيين. حيث بلغ عدد الضحايا أكثر من 10000 شخص، وقد عزى البعض أسباب هذه الحروب الطائفية إلى:
- حقد الهنود على المسلمين المتأصل فيهم منذ الفتح الإسلامي للهند.
- أو قد يكون سبب العنف دوافع سياسية عند الهنود، حيث قامت الأحزاب السياسية بالدفاع ضد القومية الهندية، مثل حزب بهاراتيا جاناتا. وهذا دفع الحزب مؤخرًا للإساءة إلى رموز المسلمين الدينية على لسان الناطقة باسم الحزب. مما دفع المسلمين إلى المطالبة بمقاطعة المنتجات الهندية في السعودية، وغيرها من الدول الإسلامية.
شاهد أيضًا: مساحة الهند بالكيلو متر مربع مساحة المدن الهندية
اعتذار رسمي لشارما
نددت وزارة الخارجية السعودية بالتصريحات المهينة التي صدرت عن الحزب الحاكم في السعودية. كما اعتبرت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في بيان لها أن “مثل هذا الفعل الشنيع لا يمثل احترام الأديان”. كذلك أعلن الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي نايف الحجرف، في بيان عن “شجبه ورفضه واستنكاره للتصريحات”، كما شدد على رفض استهداف الأديان أو مهاجمتها. وأيضًا أعربت رابطة العالم الإسلامي في السعودية عن المخاطر الناتجة عن التطاول على الرموز الدينية. حيث أدت هذه الحرب الإعلامية إلى إيقاف المتحدثة باسم الحزب في الهند عن عملها. ومقاطعة المنتجات الهندية في السعودية، ومختلف الدول الإسلامية. كذلك العمل على ترحيل المغتربين الهنود إلى الهند الذين يبلغ عددهم ويعيش نحو 8,7 ملايين مغترب هندي في منطقة الخليج وحدها. من بين 13 مليون مغترب هندي بحسب إحصائيات هندية رسمية.
ومن الجدير بالذكر أن تصريحات شارما أدت إلى صدامات عنيفة في ولاية أوتار براديش الهندية. وبناءً عليه طالبت جهات إسلامية في الهند بمحاسبتها وتوقيفها. إلا أنها دافعت عن نفسها عبر تغريدة على تويتر حيث قالت يأن تصريحاتها كانت ردًا على الإهانات الموجهة ضد الإله الهندوسي شيفا. وقالت: “إذا تسببت كلماتي بإزعاج أو أساءت إلى المشاعر الدينية لأي شخص على الإطلاق، فأنا بموجب ذلك أسحب تصريحي بدون شرط”
وأخيرًا وصلنا إلى نهاية مقالنا حقيقة مقاطعة المنتجات الهندية في السعودية. وذلك بسبب الإهانات التي وجهتها المتحدثة باسم الحزب الحاكم في الهند، كم تكلمنا عن المسلمين في الهند ومرحل نشر الديانة الإسلامية فيها. إضافةً إلى العنف والمعاملة السيئة التي يعاني منه المسلمون في الهند. وكذلك ذكرنا أعظم ملوك الهند المسلمين. والأهم هو مقاطعة المنتجات الهندية في السعودية. وفي النهاية تكلمنا عن موقف السعودية من هذه التصريحات واعتذار شارما ومحاسبتها.