مفهوم الأسواق المالية تلك الأماكن التي يحدث فيها العرض والطلب وتتم فيها الصفقات التجارية. في حياتنا اليومية، نشارك دائما في سوق أو بأخر ابتداءً من الأشياء البسيطة كالذهاب إلى البقالة وشراء احتياجاتنا اليومية انتقالًا إلى الأشياء الأكبر مثل شراء سيارة أو عقار أو استثمار مدخراتك في سوق الأسهم. وبناءً على ذلك فإن الأسواق المالية هي الأماكن التي يتم فيها إجراء صفقات باستخدام الأدوات المالية. ونظرًا لاتجاه الكثير من الأشخاص نحو الأسواق المالية سنستعرض لكم في هذه المقالة مفهوم الأسواق المالية وأنوعها وأهميتها، بالإضافة إلى التعرف على كيفية التداول في هذه الأسواق.
مفهوم الأسواق المالية
الأسواق المالية هي أماكن مادية أو افتراضية يتم فيها العرض والطلب على المدى الطويل والقصير والمتوسط. مع العلم أن الأسواق المالية عبارة عن قسمين سوق أولي يتم فيه إنشاء الأصول المالية، وسوق ثانوي يتم فيه توفير وسيلة لبيع وشراء هذه الأصول. كما يتداول المستثمرون في هذه الأسواق الأصول المالية. إذ تشمل هذه الأصول: الأسهم، والسندات، والمشتقات المالية، والسلع، والعملات الأجنبية (سوق فوريكس)، والعملات المشفرة.
أنواع الأسواق المالية
يوجد أنواع مختلفة للأسواق المالية، لكل منها خصائصه ومميزاته وفق التالي:
سوق الأسهم
يسمح فيها بشراء وبيع الأوراق المالية الخاصة بملكية الشركات المدرجة فيه. أيّ أن الشركات تقوم بجمع تمويلها من خلال طرح عام لتمويل نموها. ويعتبر سوق الأوراق المالية بالغ الأهمية للتنمية الاقتصادية، لأنه يسمح للشركات بالوصول إلى رأس المال من الجمهور.
يوجد قاعة في كل سوق للمال تسمى قاعة التداول. وهي مكان لإجراء التداولات على الأسهم في وقت محدد من اليوم يدعى جلسة التداول. وقد تحولت في عصرنا هذا معظم هذه الأسواق إلى أسواق إلكترونية يتداول فيها المستثمرين الأسهم عن طريق الإنترنت من أي مكان.
أسواق السندات
يسمح فيها للشركات أو المؤسسات المالية باقتراض رأس المال على المدى المتوسط والطويل مع معدل فائدة محددة سابقًا. وعندما تحتاج الشركات إلى الحصول على قروض كبيرة جدًا يتم إصدار السندات لتمويل المشاريع والاستثمارات. إذ يتم الدفع لحامل السند مدفوعات ثابتة بسعر فائدة ثابتة لفترة محددة، وعندما ترتفع قيمة الأسهم تنخفض قيمة السندات.
سوق المشتقات المالية
المشتق هو عبارة عن عقد بين طرفين أو أكثر تستند قيمته إلى أصل مالي أساسي متفق عليه سابقًا أو مجموعة من الأصول. المشتقات بحد ذاتها لا قيمة لها هي فقط أوراق مالية ثانوية تستمد قيمتها من الأوراق المالية الأولية التي ترتبط بها. وتستخدم المشتقات للتحوط من مخاطر التغيرات المستقبلية في أسعار الأصول أو أسعار الفائدة أو أسعار الصرف. وعقود المشتقات المالية أنوع تتمثل فيما يلي:
- عقود الخيارات: لها احتمالين خيار مرتفع له وقت انتهاء صريح، إذا كان المتداول يراهن بشكل صحيح على اتجاه السوق. وعند انتهاء وقت الصلاحية فإنه يحصل على قيمة الاستثمار وعكس ذلك يمكن أن تسبب له خسار كبيرة. وخيار العائد الثابت بعد انتهاء صريح إذا كان المتداول يراهن بشكل صحيح باتجاه السوق، فإنه يحصل على عائد ثابت بغض النظر عن مدى حركة السعر في حين يفقد الاستثمار بالرهان غير الصحيح.
- العقود الآجلة: هي اتفاقات بين طرفين لتبادل عمليتين في وقت محدد. وتستخدم هذه العقود لحماية المشتري من التقلبات في أسعار العملات. كما تجري هذه العقود في تاريخ معين بعد تاريخ تسوية العقد الفوري.
- العقود المستقبلية: هي بمثابة عقود آجلة إلا أن الاختلاف يكون في حجم العقود وتواريخ الاستحقاق.
- عقد الفائدة: يتم تبادل إحدى الدفعات المستقبلية مقابل أخرى بناءً على مبلغ أساسي محدد. وقد تكون فائدة سلبية أو إيجابية بحسب مقدم عرض الفائدة.
أسواق السلع
هي أماكن يلتقي فيها المنتجون والمستهلكون لتبادل السلع المادية، مثل: المنتجات الزراعية (الذرة والماشية)، ومنتجات الطاقة (النفط والغاز)، والمعادن الثمينة (الذهب والفضة والبلاتين)، أو السلع اللينة (القطن والبن والسكر). كما يتضمن تداول السلع: شراء وبيع السلع في السوق الفوري، حيث تتم تسوية شراء أو بيع السلع على الفور. وعادةً يتم تداول هذه السلع في أسواق المشتقات التي تستخدم السلع الفورية كأصول أساسية.
سوق العملات الأجنبية
هو السوق الذي يلتقي فيه جميع المشاركين الراغبين في بيع أو عملة مقابل عملة أخرى. ويتعامل سوق العملات مع أكثر من 5 ترليون دولار في اليوم ويشمل جميع العملات في العالم. كما يتم تداول العملات في جميع أنحاء العالم عبر الإنترنت، وتتم المعاملات على أساس عقود فورية لحظية. لا يوجد سوق مركزي لتبادل العملات، مع العلم يفتح السوق على مدار 24 ساعة في اليوم ولمدة خمسة أيام في الأسبوع. ومن الجدير بالذكر يتمثل لاعبي سوق الفوركس بـ:
- الشركات لتلبية احتياجاتها من حيث التجارة الدولية.
- المؤسسات المالية مثل البنوك لإدارة استثماراتها ومضارباتها.
- العائلات التي تحتاج إلى عملات أجنبية لسفرها وزيارتها السياحية.
أسواق العملات المشفرة
شهدت السنوات القليلة الماضية ظهور العملات المشفرة، وهي عملة رقمية أو إلكترونية يتم تأمينها بواسطة التشفير مثل البيتكوين والليتكوين. وهي شكل من أشكال الأصول الرقمية لا مركزية تعتمد على تقنية التشفير، يتم توزيعها عبر عدد كبير من أجهزة الكومبيوتر، كما يتم تداولها عالميًا عبر مجموعة من عمليات تبادل العملات الرقمية المستقلة عبر الإنترنت.
ونظرًا إلى أن تبادل العملات يتم عبر الإنترنت، فهي أكثر عرضة للسرقة والاحتيال. وبما أنها لا تخضع لسيطرة الحكومات والسلطات المركزية، فقد تم استخدامها في العمليات الإجرامية مثل تبيض أموال وغيرها.
شاهد أيضًا: معنى B2B وB2C وما الفرق بينهما في المعاملات التجارية
الأسواق المالية العالمية
- السوق الأميركية: بورصة نيويورك NYSW شارع وول ستريت، بورصة ناسداك Nasdaq نيويورك
- الأسواق الأوربية: بورصة لندن بريطانيا، بورصة باريس فرنسا، بورصة فرانكفورت ألمانيا كاك 40، بورصة فرانكفورت ألمانيا داكس 30، بورصة ميلانو إيطاليا، بورصة مدريد إسبانيا.
- الأسواق العربية: بورصة القاهرة مصر، بورصة الإمارات، بورصة الكويت، بورصة المنامة البحرين، السوق المالية السعودية.
- سوق آسيا والمحيط الهادي: بورصة هونغ كونغ الصين، بورصة طوكيو اليابان، بورصة سنغافورة، بورصة كوريا الجنوبية، بورصة سيدني.
عمل الأسواق المالية
الوظيفة الأساسية للأسواق العالمية هي السماح بالتخصيص الفعال لرأس المال والأصول المالية في الاقتصاد. وتخلق الأسواق المالية نظامًا مفتوحًا ومنظمًا للشركات للحصول على مبالغ كبيرة عن طريق رأس المال. كما تجعل الأسواق المالية الاقتصاد العالمي يعمل بسلاسة مع السماح أيضًا للمستثمرين بالمشاركة في مكاسب المال بمرور الوقت، وذلك من خلال السماح بسوق حرة لتدفق رأس المال والالتزامات المالية والأموال. كما تسمح الأسواق لهذه الشركات بتعويض المخاطر عن طريق السلع وعقود الصرف الآجلة والمشتقات الأخرى.
أهمية الأسواق المالية
تنبع أهمية الأسواق المالية من خلال تخصيص رأس المال بكفاءة، من خلال تنظيم الاجتماع بين العرض والطلب على رأس المال عبر الأسواق المالية المرتبطة ببعضها البعض. إذ وبدون الأسواق المالية سوف يتضاءل النشاط الاقتصادي كالتجارة والاستثمار. حيث يؤدي السوق الأولي مهمة تمويل الاقتصاد عن طريق التوفيق بين احتياجات المقرضين والمقترضين. بينما يسمح السوق الثانوي بإعادة بيع الأوراق المالية المدرجة في البورصات.
المشاركون في الأسواق المالية
يمكن تقسيم المشاركون في الأسواق المالية وفق التالي:
- المستثمرون: وهنالك عدة أنواع من المستثمرين:
- يلعب الأفراد دورًا هامًا في عملية الاستثمار من خلال إدارة مدخراتهم.
- يمكن للشركات الاستثمار في سوق الأوراق المالية لاستثمار أموالهم وحماية أنفسهم ضد مخاطر العملة وسعر الفائدة.
- المؤسسات أو البنوك أو شركات التأمين التي تستثمر أموال عملائها.
- المتداولين: الأفراد التي تشارك في شراء وبيع الأصول المالية وعقود المشتقات، مع العلم أن الفرق الرئيسي بين المستثمر والمتداول يكمن في المدة التي يحتفظ فيها الشخص بالعملية.
- الوسيط: هي فرد أو شركة تعمل على ربط بين المتداولين والسوق العالمي لتسهيل وتنفيذ الصفقات لقاء رسوم ثابتة أو نسبة مئوية بمجرد إبرام العملية بنجاح.
ما الذي يؤثر على الأسواق المالية
- الأحداث الدولية: يبدو أن العلاقات المتوترة أو الودية بين الدول تؤدي إلى تقلبات في السوق.
- أرباح الشركة: يلعب الإفصاح الفصلي عن أرباح الشركة دورًا اعتمادًا إذا كانت الأرباح أكبر أو أقل من التوقعات.
- العوامل الاقتصادية وما يرتبط بها من مؤشرات اقتصادية سواء صعودًا أو هبوطًا.
- الاحتياطي الفيدرالي الأميركي: لطالما مارس تأثيرًا قويًا على الأسواق المالية من خلال قراراتها برفع أو خفض أسعار الفائدة.
المخاطر في معاملات الأسواق المالية
تنطوي معاملات الأسواق المالية على قدر كبير من المخاطرة من حيث عدة عوامل، نذكر منها:
- مخاطر الطرف المقابل: تعرض الدائن لخطر رؤية المدين غير قادر على تسديد ديونه في تاريخ الاستحقاق. مع العلم تقتصر مخاطر الطرف المقابل على المعاملات التي تتم في الأسواق الخارجية.
- مخاطَر السيولة: تظهر عندما تفشل الشركة في تحويل الأصول المالية غير السائلة إلى أصول سائلة، مما يمنعها من الوفاء بالتزاماتها.
- المخاطر التشغيلية: قد تنشأ في حالة حدوث أخطاء عند إصدار تعليمات بالدفعات أو عند تسوية معاملات ما بعد السوق (المكتب الخلفي).
الأسواق المالية في ظل الوباء العالمي
تسببت جائحة كورونا في أزمة صحية وبشرية غير مسبوقة. وقد أدت الإجراءات التي اتخذت لاحتواء الفيروس إلى تباطؤ اقتصادي، حيث أنه منذ بداية الوباء انخفضت أسعار الأصول المالية بشكل حاد. وارتفعت التقلبات في السوق بسبب حالة عدم اليقين التي تحيط بالتأثير الاقتصادي لهذا الوباء. ونتيجة لهذه التقلبات المتزايدة، تدهورت سيولة الأسواق بشكل حاد بما في ذلك الأسواق التي ينظر إليها عمومًا بأنها نشطة للغاية، مثل سوق الخزنة الأميركية، مما تسبب في تأرجح حاد في أسعار الأصول.
وفي نهاية مقالنا الذي خضنا فيه داخل مفهوم الأسواق المالية بما فيها من أنواع وأهمية وصولًا إلى المخاطر والتحذيرات، لا بد من التأكيد على ضرورة المعرفة الشاملة بكل ما يخص هذا المفهوم قبل البدء بالاستثمار ورسم الأحلام.