قبل أن نتكلم عن أنواع الضرائب، لا بد أن نعرف ما هي الضريبة؟ وما هي الأسس والمعايير التي يعتمد عليها عند فرض الضريبة؟ في الحقيقة تعرف الضريبة بأنها مبلغ مالي تفرضه الحكومة على الأشخاص والشركات. وذلك بغية تغطية النفقات التي تقع على عاتق الدولة. مثل دفع رواتب الموظفين في الدولة، وإنشاء المشاريع الخدمية، ودعم المواد الاستهلاكية الأساسية للمواطنين. في الواقع يتم فرض الضرائب على أُسس ومعايير محددة خاصة بكل دولة، وبدون ذكر منفعة محددة. وفي وقتنا الحاضر يتم فرض الضرائب على الأموال. بعد أن كانت الضرائب عينية، ولا بد من الإشارة إلى أنه في حال التخلف عن دفع الضرائب يحق للحكومة فرض العقوبة المناسبة. ولتكونوا على معرفة أكثر بأنواع الضرائب، سنوضح في هذا المقال أنواع الضرائب، وخصائصها، وكذلك تأثيرها على الاقتصاد.
ما هي الضرائب
تتقاضى الدولة من المواطنين مبالغ مالية مقابل ما تقدمه لهم من خدمات، وخاصةً بناء المدارس والمشافي والحدائق. كذلك لدفع رواتب الموظفين الذين يعملون في القطاعات الحكومية. ويتم أخذ الضريبة من رواتب الموظفين مقابل التعليم والطبابة المجانية وغيرها من الخدمات.
أنواع الضرائب
تفرض الحكومات في جميع أنحاء العالم ضرائب على الأفراد والشركات، وتختلف هذه الضرائب تبعًا للقوانين المعتمدة في كل دولة. ولكن بشكل عام نستطيع تقسيم الضرائب تُقسم الضرائب إلى أنواع عديدة من أهمها:
- الضريبة الوحيدة.
- الضرائب المتعددة.
- الضريبة النسبية.
- الضريبة التصاعدية.
- الضرائب المباشرة.
- الضرائب غير المباشرة.
الضريبة الوحيدة من أهم أنواع الضرائب
يخضع دخل الفرد بكامله لهذا النوع من الضرائب، بمعنى مهما تعددت مصادر الدخل عند الأفراد، فلا تفرض الحكومة ضريبة على كل مصدر من مصادر الدخل. وإنما تفرض ضريبة واحدة وذلك لتحقيق الهدف من فرض الضريبة.
الضرائب المتعددة
تحصل الحكومة في هذا النوع من الضرائب على إيراداتها الضريبية بالاعتماد على مصادر الدخل كافةً. بمعنى أن الأفراد الذين لديهم أكثر من مصدر للدخل يدفعون الضريبة المفروضة عن مصادر الدخل كلها.
الضريبة النسبية
وهنا يدفع الأفراد ضريبة قيمتها ثابتة حتى لو تغير المنتج زيادةً أو نقصانًا، أي أن هذه الضرائب قيمتها ثابتة من مجمل الضرائب، حتى لو تغيرت القيمة المالية لمجمل هذه الضرائب.
الضريبة التصاعدية
في هذا النوع من الضرائب تزداد قيمة الضريبة بازدياد قيمة المنتج أو بازدياد الخدمة الخاضعة للضريبة؛ أي أن قيمة الضريبة تتغير مع تغير قيمة الوعاء الضريبي “القاعدة التي تضم المبلغ الإجماليّ أو القيمة الإجمالية للدخل، الممتلكات، الأصول، الاستهلاك، المعاملات وأي نشاط اقتصادي”. حيث تزداد قيمة هذه الضريبة عند زيادة قيمة المنتج أو الخدمة الخاضعة لها، هذا ويمكن تقسيم الضريبة التصاعدية إلى نوعين رئيسين هما:
- التصاعد الإجمالي
كما يعرف أيضًا باسم التصاعد بالطبقات وفي هذا النوع من تحصيل الضرائب تفرض ضريبة واحدة على كل طبقة بشكل منعزل عن الطبقات الأخرى.
- التصاعد بالشرائح
ويعرف أيضًا التصاعد بالأجزاء، وفي هذا النوع من تحصيل الضرائب، تفرض الضريبة على القيمة المضافة للدخل وليس على كامل الدخل.
الضرائب المباشرة كذلك من أهم أنواع الضرائب
وفي هذا النوع من الضرائب تقوم الدولة بتحصيل الضرائب على شكل مبالغ مالية، تأخذها الحكومة من الأشخاص، أو من الممتلكات بالاعتماد على قوائم اسمية، وتنقل مباشرةً إلى خزينة الدولة مباشرةً. وتُصنّف هذه الضرائب المباشرة إلى الأنواع الآتية:
- ضريبة الدخل
تفرض ضريبة الدخل على مختلف مصادر الدخل مثل رؤوس الأموال، أو الأعمال الخاصة بالأشخاص، أو المشاريع الصناعية والتجارية، أو المهن الحرة. حيث يسم كل من هذه الأعمال بمفرده بالدخل الفرعي ، ومجموع هذه الدخول التي يكسبها الأفراد من مصادر مختلفة تدعى الدخل الكلي.
- ضريبة رأس المال
تعرف ضريبة رأس المال بأنها الضريبة التي تفرض على رؤوس الأموال التي تعبر عن الأموال المنقولة، والأموال غير المنقولة مثل ( الأموال المادية، والعقارات، والشركات) التي يمتلكها الفرد.
الضرائب غير المباشرة
في هذا النوع من الضرائب يقوم الشخص المكلف بدفع الضريبة بتسديدها بشكل مؤقت، ويمكن نقل هذه الضريبة لشخص آخر، وتفرض هذه الضريبة على الخدمات، أو على السلع، التي يستخدمها الفرد ويتم تسديدها بشكل غير مباش. ويمكن تقسيم الضرائب غير المباشرة إلى الأنواع التالية: الضريبة الاستهلاكية، والضرائب على التداول.
- الضريبة الاستهلاكية
تعرف الضريبة الاستهلاكية أيضًا بالنفقات التجارية، وهي ضريبة تدفع كبديل عن الدخل. ويتم فرض هذا النوع من الضرائب على الأشخاص عند صرف الأموال واستهلاك السلع. وتقسم بدورها إلى:
- ضريبة خاصة: وهي ضريبة تفرض على الأشخاص عند الاستفادة من الخدمات التالية: ( الاتصالات الهاتفية، الإنترنيت، أجور النقل، المشتقات النفطية، وغير ذلك من الخدمات التي توفرها الحكومة)
- الضريبة على المبيعات: يفرض هذا النوع من الضرائب على جميع المواد في حال بيعها، أو في حال تم تداولها، وهي تعتبر من الضرائب التراكمية لأنه يتم فرضها على كل مرحلة من مراحل تداول هذه المنتجات. فعل سبيل المثال السلع الاستهلاكية تفرض عليها ضريبة عند إنتاجها، وعندما تنتقل إلى تجار الجملة تفرض عليها ضريبة مرة أخرى، كذلك تفرض عليها ضريبة على تجار المفرق، وفي نهاية المطاف تتعرض لضريبة أخرى عند بيعها للمستهلك.
- الضرائب على التداول
يفرض هذا النوع من الضرائب عند نقل ملكية عقار أو شركة أو غير ذلك عبر الأفراد، وهي بدورها تقسم إلى نوعين من الضرائب:
- ضريبة التسجيل: وتفرض هذه الضريبة عند نقل ملكية عقار أو شركة من شخص لآخر.
- ضريبة الطابع: ويفرض هذا النوع من الضرائب على المعاملات المالية التي يتم فيها انتقال الأموال بين الأشخاص، حيث يتم وضع طوابع على هذه المعاملات بمثابة ضريبة.
أهمية الضرائب
تهدف الحكومة من خلال فرض الضرائب على المعاملات المالية المختلفة إلى:
- تعتبر جميع أنواع الضرائب من أهم المصادر التي تعتمد عليها الحكومة لتغطية نفقاتها تغطي الحكومة نفقاتها.
- التحكم في عمليات العرض والطلب التي تؤثر على الاقتصاد وخاصة في حالات التضخم وانهيار العملات.
- كذلك من ضمن خطة الحكومة في الاستفادة من الضرائب، هو حماية المجتمعات من التأثيرات الضارة لبعض المنتجات. فعلى سبيل المثال تفرض الحكومة ضرائب عالية على السجائر للحد من استهلاكها.
- يساعد فرض الضرائب على حماية المنتجات الوطنية من المنافسة، كأن تفرض ضرائب عالية على المواد المستوردة وذلك لدعم الصناعات الوطنية.
- كذلك تشجع عمليات التصدير ودخول المنافسة مع المنتجات الأجنبية عن طريق تخفيض قيمة الضرائب المفروضة على الصادرات.
- كما تهدف الدولة إلى تحقيق المساواة في توزيع الثروة والدخل.
- تهدف الحكومة من فرض الضريبة التصاعدية على الدخل إلى استخدام واردات الضرائب لتأمين بعض الخدمات لصالح الفئات المحتاجة.
خصائص أنواع الضرائب
تتميز الضرائب بأنواعها المختلفة التي تفرضا الحكومة بمجموعة من الخصائص وهي:
- تعتبر الضريبة التزامًا ماليًا تفرضه الدولة على الأشخاص.
- كما تعد الضريبة فرضاً إلزامياً تقره الدولة على الأشخاص، ولكل دولة قوانينها الضريبية الخاصة بها.
- كما تعتبر الضريبة وسيلة لمساعدة الدولة في أداء المسؤوليات المترتبة عليها، وطريقة لشعور الفرد بالمسؤولية تجاه الدول
- تُجبى الضرائب التي يتم تحصيلها عن ملكية الأفراد، وتُصبِح ضمن ملكية الدولة، وهي غير ملتزمة بإعادة قيمة الضرائب التي حصلتها من الأفراد.
شاهد أيضًا: الآثار السلبية للضرائب
تأثير الضرائب على الاقتصاد
تهدف الحكومة من خلال فرض مختلف أنواع الضرائب إلى تطوير، وتحفيز النشاط الاقتصادي. ولكن قد تلجأ في بعض الأحيان إلى خفض قيمة جميع أنواع الضرائب المباشرة وغير المباشرة، مما يؤدي إلى تحسين العجلة الاقتصادية، والذي ينعكس على معدلات الاستهلاك والاستثمار عن طريق:
- رفع معدلات الاستهلاك وذلك عن طريق:
- خفض الضرائب المباشرة: كضريبة الدخل مما سيؤدي إلى سيزيد لبقاء مبلغ من الراتب سيسمح للفرد بزيادة قدرته على الاستهلاك.
- خفض الضرائب غير المباشرة، مما سيؤدي إلى انخفاض أسعار السلع والخدمات الأمر الذي يجعل مختلف طبقات الشعب قادرة على شرائها وهذا يؤدي إلى زيادة الطلب والاستهلاك.
- رفع معدلات الإنتاج : فخفض نسبة الضرائب على الربح النهائي للشركات ينعكس بشكل إيجابي على قدرتها على زيادة الإنتاج.
وأخيرًا وصلنا إلى نهاية مقالنا أنواع الضرائب، الذي شرحنا فيه أنواع الضرائب المختلفة التي تفرضها الدولة على المبيعات والإجراءات المختلفة بهدف تغطية النفقات الخدمية المختلفة التي يقع تأمينها على عاتق الدولة. كما تكلمنا عن خصائص هذه الضرائب، وتأثيرها على الاقتصاد سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.