تمر الأيام بعد معرفتك بالحمل وأنتِ في لهفةٍ وشوقٍ للتعرف على نوع الجنين الذي تحملينه. كي تتشاركين فرحة تحضير الملابس والاحتياجات الخاصة به مع زوجك وأحبابك. لذلك ستلجئين إلى الطرق التقليدية التي تدلك على هوية المولود القادم، مثل معرفة نوع الجنين من وضعيته في الرحم. هذه الطريقة المتوارثة منذ القدم ومن جيلٍ لآخر نتيجة انتشار الأفكار والمعتقدات البعيدة عن العلم آنذاك.
لهذا السبب سنتطرق في مقالنا إلى مسألة معرفة نوع الجنين من وضعيته في الرحم بشكلٍ خاص وغيرها من المعلومات الهامة للحمل. لعلنا نقدم المعلومة المفيدة التي ستساعدك في توضيح كل ما هو مبهمٌ لديكِ بالنسبة لتحديد نوع الجنين.
التعرف على نوع الجنين من خلال وضعيته في الرحم
من ضمن المعتقدات المتعارف عليها في عالم الحمل هي إمكانية التعرف على جنس الجنين عن طريق وضعيته داخل الرحم. فكما هو معتقدٌ بين النساء وخاصةً كبيرات السن بأن توضع الجنين ضمن الرحم يكون بحسب جنسه وهو ما يؤثر على شكل البطن وبروزه محددًا المظهر الخارجي له. ومن هذا المنطلق انتشرت هذه الطريقة لتحديد جنس الجنين، فعندما يبرز بطن الحامل للخارج كالكرة يكون الجنين ذكرًا. أما في حال كان بروز البطن بشكلٍ بيضويٍّ فتكون هوية الجنين أنثى.
ولكن أتى العلم ليدحض هذه الفكرة مفسرًا أسباب اختلاف شكل البطن بين امرأةٍ وأخرى. ففي الحقيقة إن المسؤول الأول عن شكل البطن وكيفية بروزه هو حجم الجنين وليس كيفية توضعه داخل رحم أمه. فكلما كان حجمه صغيرًا كان البطن أقل انتفاخًا وأصغر حجمًا، وحينما يصبح كبير الحجم سيأخذ البطن شكلًا أكبر من السابق هذا ما جعل القديمين يعتقدون بأن جنس الجنين له علاقةٌ في ذلك.
كيفية التعرف على نوع الجنين من خلال السونار
بمجرد ذكر نوع الجنين لا بد من التطرق إلى الوسيلة العلمية والطبية التي تعطي النتيجة المؤكدة وهي استخدام جهاز السونار. وهو الجهاز الموجود لدى الطبيب النسائي الذي يستخدمه في تصوير رحم المرأة الحامل لرؤية الجنين بكافة مراحل تشكله. ففي الواقع يعتمد السونار على خاصية التصوير بالموجات فوق الصوتية التي تنتقل إلى الجنين لتتحول لصورةٍ له على شاشة الجهاز.
لذلك تعتبر الطريقة المؤكدة للتعرف على نوع الجنين فتظهر الصورة جميع أعضاء جسم الجنين المتشكلة. ومن ضمنها الأعضاء التناسلية التي تظهر بشكلٍ واضحٍ في نهاية الشهر الرابع من الحمل. كذلك وجدت مؤخرًا بعض الأجهزة الحديثة التي تمكن من معرفة جنس الجنين من نهاية الشهر الثالث نتيجة وضوح التصوير بشكلٍ دقيقٍ جدًا. ولكن قد لا تنفع هذه الطريقة أيضًا في بعض الأحيان بسبب توضع الجنين باتجاهٍ معاكسٍ لتردد الموجات أي لا يمكن حينها رؤية جهازه التناسلي حتى يتحرك ويغير من وضعيته.
طريقة التعرف على نوع الجنين بواسطة البول
كغيرها من الطرق التقليدية التي اعتمدتها جداتنا منذ القدم لتحديد جنس الجنين هي لون بول المرأة الحامل. وذلك نتيجة عدم وجود أجهزة السونار في تلك الأيام والرغبة في معرفة نوع الجنين قبل قدومه. هذا الأمر دفع للمقارنة بين النساء الحوامل بين التغييرات التي تطرأ عليهن فكان لون البول من ضمن تلك المتغيرات. ففي الواقع تتلخص هذه الطريقة بأن لون البول عندما يكون فاتحًا مع بعض الشحوب يدل على أن الجنين هو أنثى. بينما إن كان لونه غامقًا فهذا يشير إلى أن الجنين هو ذكر.
ولكن فيما بعد أتى العلم ليكذب هذه الطريقة كغيرها من الطرق التقليدية المتوارثة بين الأمهات. وذلك عندما أثبت بأن تغير لون البول من امرأة حامل لأخرى ينتج بحسب كمية السوائل داخل الجسم. كذلك يلعب الطعام المتناول من قبل الحامل دورًا في تغيير لون البول فهناك أغذيةٌ تزيد من شدة لونه وأخرى لا تؤثر عليه فيبقى البول فاتح اللون.
العوامل المؤثرة على تحديد نوع الجنين بالسونار
كما ذكرنا سابقًا بأن جهاز السونار يتمكن من تحديد نوع الجنين في رحم الأم بحسب توضعه. ولكن يعتمد ذلك على توفر عدة عوامل مؤثرة التي تتمثل بما يلي:
- من الأفضل امتلاء مثانة الحامل بالسوائل عند التصوير كي تظهر الصورة بوضوحٍ أكبر مبينةً الأعضاء التناسلية للجنين.
- تواجد الجنين بزاوية واضحة للتصوير فكما ذكرنا بأن توضعه في بعض الوضعيات ضمن الرحم قد يمنع من رؤية أعضائه التناسلية.
- يعتمد وضوح الصورة أيضًا على وزن الحامل فكلما كان وزنها زائدًا كانت الصورة أقل وضوحًا، وذلك بسبب الأنسجة المتضخمة التي تعيق عملية التصوير.
كيف تغير الحامل وضعية الجنين في الرحم
عند توضع الجنين في الرحم بوضعية تمنع من معرفة نوعه، يمكن للمرأة الحامل بتطبيق بعض النصائح الهامة التي من شأنها أن تحفز الجنين على التحرك وبالتالي إمكانية تحديد جنسه عند التصوير بالسونار. إليكِ أهم هذه النصائح:
- عليكِ تناول الأطعمة الباردة أو التي تحتوي على السكريات فهي تساهم في تحريض الجنين على الحركة.
- صنع الضوضاء ممن خلال تشغيل بعض أنواع الموسيقا ذات الصوت العالي وتقريبها من بطن الحامل كي تصل للجنين بسرعة وتجعله يتحرك.
- عند التصوير من الأفضل جلوس الحامل وحوضها مائلٌ باتجاه الأمام لأن ذلك يعطي صورةً أوضح.
- أداء بعض الحركات الرياضية الخفيفة قبل التصوير أو اللجوء إلى المشي فكلاهما يحفزان الجنين على الحركة.
- اللجوء إلى الضحك الذي أثبت مؤخرًا بأن له دورًا في جعل الجنين يتحرك ضمن الرحم.
إن شوقكِ كأم لمعرفة ما تحملين في رحمك يبرر لك اللجوء لمثل هذه الطرق التقليدية مثل معرفة نوع الجنين من وضعيته. ولكن ما هو غير مبررٍ تطبيقك لأي شيءٍ قد يضر صحتك وصحة جنينك. فمنذ اليوم الأول للحمل تقع على عاتقكِ مهمة حماية الجنين ورعايته كي يأتي سليمًا وخاليًا من الأمراض والعيوب الخلقية. لذلك كوني حريصةً على انتقاء المفيد لك وله لتمضي هذه الفترة بسلام.