هل سبق لك أن سمعت عن مرض عمى الألوان؟ فمن المحتمل أنك ظننت للوهلة الأولى بأن المصاب بهذا المرض لا يرى الألوان؟ إن صح تخميننا ليس عليك سوى متابعة فقرات مقالنا. كي تجد المعلومات الصحيحة عن مرض عمى الألوان أسبابه وعلاجه. فمن الضروري على كل شخصٍ الاهتمام بامتلاك ثقافةٍ طبيةٍ عن كل ما يتعلق بجسده. وخصوصًا العين أحد أهم أعضاء الإنسان والمسؤولة عن حاسة البصر التي تتمتع بحساسيةٍ كبيرةٍ، مما يتوجب الاهتمام الزائد بنظافتها والعناية بها. بالإضافة إلى التعرف على أهم المشكلات والأمراض التي قد تتعرض لها العين والوقاية منها.
بدايةً وقبل التعرف مفصلًا على مرض عمى الألوان أسبابه وعلاجه يجب توضيح معناه بشكلٍ عام. فهو المرض الذي يعبر عن عدم قدرة المصاب على رؤية بعض الألوان بشكلٍ صحيح وليس كلها. ومن أشهرها اللون الأزرق والأحمر إضافةً للأخضر والأصفر. ومن الجدير بالذكر أن المعاناة من المرض تختلف بين شخصٍ وآخر. فهناك من يعاني صعوبة التمييز بين اللونين الأحمر والأخضر، وأيضًا يوجد من يملك صعوبةً في التفريق بين اللونين الأزرق والأصفر. كما توجد نسبةٌ نادرةٌ من المصابين بعمى الألوان التام الذين لا يستطيعون رؤية جميع الألوان إنما فقط يرون بالأبيض والأسود.
ما هي مُسببات عمى الألوان
إنّ السبب الرئيسي لمرض عمى الألوان هو امتلاك العامل المسبب له نتيجة وراثته عن أحد المصابين من ضمن العائلة. ولكنه ليس الوحيد فقد تدخل عواملٌ أخرى في الموضوع مؤديةً للإصابة بعمى الألوان. لذلك سنوضحها بالتفصيل إلى جانب العامل الرئيسي والمتمثلة بما يلي:
- المسبب الوراثي: يصاب الإنسان بالمرض منذ ولادته نتيجة النقص الحاصل لأحدى خلايا العين المخروطية المسؤولة عن رؤية الألوان. أو عدم قدرتها على اداء وظيفتها بشكلٍ صحيح. ففي هذه الحالة لن يتمكن المصاب من مشاهدة الالوان الثلاثة التي تستقبلها تلك الخلايا وهي (الاحمر، الأزرق، الأخضر). أو قد يشاهد ألوانًا غير الحقيقية أو درجاتً منها.
- التقدم في العمر.
- الإصابة بأمراض العين كالزرق أو اعتلال الشبكية السكري أو الساد.
- التعرض لأي صدمةٍ قويةٍ في العين.
- تناول أدوية معينة تؤدي في النهاية للإصابة بعمى الألوان كأثارٍ جانبية.
- يحدث كتأثيرٍ ناتجٍ عن تعاطي المخدرات الحاوية على المواد السامة.
طرق علاج مرض عمى الألوان
من الصعب علاج مرض عمى الألوان إن كان وراثيًا، أمّا إن كان ناتجًا عن أحد العوامل سابقة الذكر فمن الممكن علاجه عن طريق إزالة العامل المسبب له وبالتالي إعادة رؤية الألوان للعين. ومن الامثلة على ذلك:
- المصاب بعمى الألوان نتيجة وجود مرض الساد يعالج بإجراء عملٍ جراحيٍّ لعلاج المرض وبالتالي شفاء العين.
- عند الإصابة بالمرض كعرضٍ جانبي لأحد الأدوية ينبغي إيقاف تناول الدواء كي تعود الرؤية لوضعها الطبيعي.
- ونتيجة لعدم وجود علاجٍ لهذا المرض عندما يكون وراثيًّا، قدم العلم وسائل مساعدة للتخفيف من معاناة المريض مع عمى الألوان، وهي:
- استخدام عدسات لاصقة وأخرى مخصصة للنظارات مهمتها المساعدة على تمييز الألوان.
- وضع عدسات أو نظارات مصنعة خصيصًا للتخفيف من حدة الإضاءة الواقعة على العين وبالتالي تمكن المريض من الرؤية بشكلٍ أوضح.
الاختبار التشخيصي لمرض عمى الالوان
يمكن لأي شخصٍ أحس بوجود مشكلةٍ في مسألة رؤيته للألوان الذهاب للطبيب وإجراء اختبار تشخيص هذا المرض والمتمثل بوضع لوحةٍ أمام المريض تحوي على دوائر منقطةٍ بالوانٍ مختلفةٍ إضافةً لرمزٍ معينٍ كالرقم أو الحرف. والمطلوب التعرف على هوية الرمز الموجود حينها سيتمكن الطبيب من معرفة المشكلة الموجودة. كما في الصورة الموجودة في الأعلى.
الأعراض المصاحبة لعمى الألوان
هناك عدة أعراضٍ تظهر لدى المصابين بعمى الألوان ولكن بنسبٍ متفاوتةٍ أي بحسب وضع كل شخص، وهي:
- إمكانية رؤية الألوان بشكلٍ أوسع من الأشخاص العاديين مما يجعله يخلط بينها.
- رؤية الألوان بعددٍ أقل من رؤية الشخص الطبيعي لها، فالمصاب بعمى الألوان تكون رؤيته مقتصرة على ألوان محددة.
- رؤية المصاب لثلاثة ألوانٍ فقط (الأبيض والأسود والرمادي) ولكن فقط في حالة عمى الألوان التام والنادر.
الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بعمى الألوان
بشكلٍ عام يصنف الرجل على أنه أكثر المعرضين للإصابة بمرض عمى الالوان مقارنةً بالنساء اللواتي يعتبر لديهن هذا المرض نادرًا. وبحسب بعض الإحصاءات الطبية التي تبين وجود مصابٍ واحدٍ بالمرض بين كل 12 رجلًا. وعلاوة على يكون الإنسان أكثر عرضةً لعمى الألوان عند وجود أيٍّ من الحالات التالية:
- المصابين بمرض الزرق.
- مرضى السكري.
- مريض الزهايمر.
- المصاب بسرطان الدم.
- عند وجود فقر الدم المنجلي.
- مدمنين المشروبات الكحولية.
- مرضى الشلل الرعاش.
كيفية التعايش مع مرض عمى الألوان
بالتأكيد ستواجه مرضى عمى الألوان صعوباتٌ عديدةٌ خلال حياتهم اليومية، نذكر منها:
- عدم القدرة على التفريق بين الفاكهة الناضجة وغير الناضجة.
- الأخطاء الحاصلة عند تطبيق قطع الملابس مع بعضها.
- عدم القدرة على قراءة المخططات البيانية نتيجة الخلل في رؤية الألوان بشكلٍ صحيح.
لذلك سيكون من الأفضل لهؤلاء المرضى اللجوء إلى تنظيم جميع الأشياء في حياتهم. وذلك عن طريق التعود على حفظ ترتيب الأشياء وليس رؤية لونها كحفظ ترتيب ألوان إشارات المرور. وأيضًا يمكن إخبار الأشخاص المحيطين بهم بوضعهم الصحي لمساعدتهم على تجاوز أية صعوبات قد تعترضهم خلال أنشطتهم. كما يجب اللجوء لاختيار الأعمال التي لا تتأثر بمشكلة عدم تمييز الألوان.
إلى هنا نكون قد وصلنا لنهاية مقالنا عن مرض عمى الالوان وكل ما يتعلق به من معلومات تهم القارئ. ولكن يجب التنويه إلى ضرورة استشارة الطبيب والحصول على التشخيص الصحيح عند وجود أي مشكلةٍ فالمقالات الطبية عادةً ما تكون لإغناء الثقافة وليس أكثر من ذلك.