تعد العين من أكثر أجزاء الجسم الحساسة، التي تتعرض لمشاكل صحية شائعة يؤدي إهمالها لفقدان البصر في بعض الحالات. وعلى رأس تلك الأمراض التراخوما، الناجم عن التعرض لجرثومة “الكلاميديا”. ينتشر ذلك المرض بكثرة لدى الأشخاص ذوي العادات الصحية السيئة. ويعتبر التراخوما مشكلةً صحيةً شائعةً في 41 بلدًا، كما أنه من العوامل المسببة لضعف البصر وفقدانه لقرابة 1.9 مليون شخص في عام 2016. فما هو مرض التراخوما وما هي الأسباب وطرق العلاج. تنتشر العدوى المسببة للتراخوما عبر الاتصال الشخصي والذباب الناقل للعدوى من إفرازات عيون وأنف شخص مصاب. فالتراخوما هي المسبب الرئيسي للعمى في العالم. والتي تنتج عن فيروس يتمركز داخل الخلية يسمى “المتدثرة الحثرية”. كما يشكل المرض عبئًا اقتصاديًا على المجتمع، من خلال انخفاض القدرة الإنتاجية في البلد مرض التراخوما أسباب وعلاج وطرق الوقاية منه سيكون موضوع مقالنا بشكل مفصل.
مراحل تطور مرض التراخوما
تتطور التراخوما خلال سنوات، حيث تمر بأطوار متعددة، وفيما يلي مراحل تطورها:
- مرحلة التراخوما البدائية: يمكن الكشف عن هذه المرحلة عبر الفحص الدوري في حال عدم ظهور أي أعراض سوى التهاب الملتحمة التي تدفع المريض لمراجعة الدكتور لتكتشف التراخوما عندها. تظهر أعراض الدور البدائي من خلال تشكل أجربة على الملتحمة الجفنية، بالأخص عند مستوى الحافة العلوية للغضروف الجفني العلوي. في هذه المرحلة يشعر المريض بالوخز والدمع الخفيفين بالإضافة إلى الثقل في الأجفان.
- مرحلة التراخوما المتعممة: في هذه المرحلة يبدأ الجفن العلوي بالثخن، كما تزداد الأجربة لتشمل الملتحمة الجفنية العلوية. حيث يلاحظ أثناء الفحص حليمات وأجربة عديدة. وفي حال انضغاط الجراب ينبثق منه مادة هلامية تشير للتراخوما. تتسع الإصابة لتشمل القرنية في قسمها العلوي مسببةً السبل القرني، وهو ارتشاح لمفاوي في القرنية مع أوعية دقيقة سطحية باتجاه مركز القرنية لتتكون شبكة وعائية. تكون الإصابة في البداية سطحيةً لتمتد بعدها وتصل إلى لحمة القرنية. في هذه المرحلة تكون الأعراض أشد بالإضافة إلى تناقض حدة الرؤية.
- مرحلة التراخوما قرب الندبي: تتميز بتشكل خطوط ندبية بيضاء في ملتحمة الجفن العلوي. كما يؤدي التندب الليفي إلى تشوه في الغضروف الجفني مسببًا شترًا داخليًا. بالإضافة إلى ذلك تتكون مع الوقت أهداب حاكّة في الجفن نتيجة انحراف الأهداب عن وضعها الطبيعي، يسبب احتكاكها ظهور تقرحات وكثافات قرنيةً.
- مرحلة التراخوما الندبية: في هذه المرحلة تتكون خطوط بيضاء ندبية على الملتحمة الجفنية، حيث تصبح شديدة الالتصاق بالغضروف.
أهم أسباب مرض التراخوما
تعود أسباب مرض التراخوما لانتشار البكتيريا المتدثرة التراخومية، حيث ينتشر عبر الاتصال المباشر مع العين المصابة للمريض أو أنفه، كما ينتقل بشكل غير مباشر عبر الإفرازات الخارجة من العين.
بالإضافة إلى ذلك فإن انتشار التراخوما بين الأطفال كبير جدًا ما بين 60 إلى 90%. وفيما يلي أبرز أسباب مرض التراخوما:
- التعرض للإصابة بعدوى البكتيريا المسببة للرمد الحبيبي.
- العدوى عبر ملامسة إفرازات العين لشخص مصاب، والتي تنتقل عبر اليدين أو المناشف والمفروشات.
- انتقال العدوى عن طريق الحشرات مثل الذباب وذلك عبر ملامسته لإفرازات العين.
- إهمال قواعد النظافة الشخصية، وبالأخص في الأماكن الفقيرة.
أعراض مرض التراخوما
تبدأ الأعراض بالظهور بعد مضي 12 يومًا على الإصابة بالفيروس، ومن أبرز تلك الأعراض:
- التهاب ملتحمة العين وتهيجها.
- ورم في الجفون.
- إفرازات غزيرة من العين.
- انتفاخ العقد الليمفاوية في مقدمة الأذن.
- حدوث ندوب في القرنية.
- انحراف الأهداب، ونموها بشكل داخلي.
- ألم مزعج في الجفون.
طرق الوقاية من مرض التراخوما
يمكن الالتزام ببعض الإرشادات التي تساعد على منع العدوى، ومن أهم تلك الإرشادات:
- الحرص على غسل اليدين والوجه دائمًا بالماء والصابون من أجل حماية العين من العدوى.
- الاهتمام بالتخلص من النفايات والقمامة لتقليل تكاثر الذباب المسبب لانتقال المرض.
- الالتزام بقواعد النظافة الشخصية باستمرار.
- تجنب ملامسة العين قدر المستطاع.
- عدم استخدام العدسات اللاصقة بكثرة، التي تتسبب في انتقال العدوى.
- في حال الإصابة يجب الابتعاد عن الآخرين لمنع نقل العدوى.
- الابتعاد عن استعمال الأدوات الشخصية للآخرين وبالأخص أدوات التجميل الخاصة بالعيون.
- عدم استخدام المناشف مع الآخرين.
طرق معالجة التراخوما
يجب علاج التراخوما منذ بداية الإصابة، حتى لا يصل لمرحلة الندوب في القرنية والعمى، ويكون العلاج الدوائي على الشكل الآتي:
- المضادات الحيوية: تعتبر حبوب الأزيترومايسين بالجرعة الأحادية الاختيار الأول لعلاج التراخوما. حيث يعطى كعلاج ووقاية لكافة أفراد العائلة المصابة. كما يفضل تكرار العلاج كل 6 إلى 12 شهرًا لتجنب انتشار المرض مرةً أخرى.
- العمليات الجراحية: حيث تجرى عمليات جراحية تصحيحية لإرجاع نمو الرموش للخارج، حيث تلتف باتجاه الداخل. أما في حال تأذي قرنية العين تجرى عملية زراعة قرنية لمتضرري النظر بسبب الالتهاب المزمن.
- بالإضافة للعلاجات الدوائية تساعد العلاجات المنزلية في التقليل من مضاعفات الإصابة بالتراخوما، ومن أهم تلك العلاجات:
- الثوم: يحتوي الثوم على الكثير من المركبات الحيوية التي تساهم بقتل بكتيريا الكلاميديا، فالأليسين الموجود في الثوم له خصائص مضادة للبكتيريا والالتهاب.
- الإكيناسيا: المعروفة باسم زهرة القمح، التي تساعد في تقوية المناعة لمقاومة الفيروسات، بالإضافة إلى التخفيف من شدة الأعراض.
- الكركم: يحتوي الكركم على خصائص مضادة للالتهاب تساعد في علاج التراخوما.
التراخوما من الأمراض المعدية التي تنتشر بكثرة في الدول النامية، والتي تؤدي إلى الكثير من المضاعفات التي قد تصل للعمى في حال الإهمال وعدم العلاج.