قال الرسول (ص): ” بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا”. مما يجعل فريضة الحج خامس ركنٍ من أركان الإسلام، إذ يحج المسلمون في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة من كلّ عام إلى مدينة مكة. لذلك، دعونا نتعرف في هذا المقال على مراسم الحج وأحكامه في الإسلام.
مراسم الحج وأحكامه في الشريعة الإسلامية
يتألف الحج من سبعة مناسك، وهي على الترتيب:
- المواقيت: وهي مواقيت زمانية ومواقيت مكانية. حيث أن المواقيت الزمنية تعني وقت الحج أو أشهر الحج وهي شوال، وذو القعدة، وذو الحجة (1/ شوال إلى 10 ذو الحجة). بينما تشمل المواقيت المكانية:
- ذات عرق للعراقيين.
- الجحفة لأهل الشام.
- ذو حليفة لأهل المدينة.
- قرن المنازل لأهل نجد.
- يلملم لأهل اليمن.
- التنعيم لأهل مكة المكرمة.
- وادي محرم لأهل نجد أيضًا ممّن يرغبون بالنزول عن طريق جبل كرا.
- الإحرام: لا يصح الحج من دون الإحرام، ويقصد به نية الدخول في النسك، بمعنى أن يقصد في قلبه النسك الذي يرغبه. كما يعد الإحرام بنفس أهمية تكبيرة الإحرام في الصلاة لا تُقام إلا بها.
- يوم التروية: وهو ثامن يوم من شهر ذي الحجة، وفيه يبقى الحاج المقرن، والمفرد على إحرامهما من الميقات. بينما يحرم الحاج المتمتع بالحج صباحًا قبل الزوال. بعد ذلك، يتوجب قضاء يوم التروية في منى وإن أحب المبيت فيها. ثم يصلي صلاة الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء قصرًا دون جمع، ليتوجه بعد ذلك إلى عرفة بعد مبيته في منى وصلاته صلاة الفجر.
- يوم عرفة: وفيه يتم الوقوف في أي منطقة من مناطق عرفة حصرًا وإلا يبطل حجهُ. كما يعد الوقوف بعرفة أهم ركنٍ من أركان الحج، ويتم من زوال شمس يوم عرفة إلى فجر اليوم التالي. وبعدها يتوجه الحجاج إلى مزدلفة للمبيت فيها.
- عيد الأضحى: عاشر أيام ذي الحجة، يرمي الحجاج فيه جمرة العقبة الكبرى في مشعر منى جاعلًا المنى على يمينه، والكعبة على يساره، والحجرة أمامه. وذلك من فجر عيد الأضحى إلى فجر اليوم التالي.
- أيام التشريق: وهي ثلاثة أيام التي تلي العيد. يرمي فيها الحجاج الجمرات الصغرى ثم الوسطى ثم الكبرى على التعاقب، وذلك من بدء وقت الزوال إلى غروب الشمس.
- طواف الوداع: يطوف الحجاج سبعة أشواط حول الكعبة، كما يصلّوا ركعتين ختامًا لمناسك الحج وراءَ مقام إبراهيم. وبذلك ينهي المسلمون حجهم بعد أن يكون آخر عهدهم في المسجد الحرام.
شروط الحج في الإسلام
كما ذكرنا، فإن الحج أحد أركان الإسلام الخمس، وهو فريضة على المسلم البالغ القادر لمرةٍ واحدة. كما يشترط لوجوبه عددًا من الشروط الأخرى التي تتمثل بما يلي:
- الإسلام: لا يستطيع غير المسلم أداء مناسك الحج.
- العقل: إذ لا يتمكن المجنون من الحج إلا أن يشفى من مرضه.
- البلوغ: أي لا يحجّ الذكر حتى يبلغ أي حتى يحتلم.
- الحرية: لا يجوز الحج على المملوك حتى يُعتق.
- الاستطاعة: إذ أن الحج يُفرض على الفرد المسلم القادر والمستطيع.
- كما يشترط في حال حج الأنثى أن تجد لها محرمًا كزوجها، أو أبيها، أو أخيها.
آداب الحج في الإسلام
- التوبة وتكون بالإقلاع عن المعصية وتركها، والعزم على عدم الرجوع إليها. ويجب أن تكون ضمن الوقت الذي تقبل فيه (قبل الموت، قبل طلوع الشمس من مغربها).
- إخلاص العمل لله أي أن يقصد وجه الله تعالى بحجّه، والآخرة لا سمعةً ولا مفاخرةً.
- الاجتهاد في رضا الوالدين.
- أن يقضي ما يترتب عليه من ديون، وأن يعيد الودائع إلى أهلها أو يطلب إذنهم لبقائها.
- أن تكون نفقة حجّه خالصة من الحرام والشبهة.
- أن تكون رفقة حجه طيبة وذو سمعة حسنة من أهل الدين والتقوى والعلم.
ممنوعات الإحرام في الإسلام
يُحظَر على الحاج سواء كان ذكرًا أو أنثى عند الإحرام الأمور التالية:
- إزالة الشعر، وتقليم الأظافر.
- قتل الصيد.
- عقد النكاح.
- استعمال الطيب في البدن أو الثياب أو الطعام والشراب.
- الجماع.
- الشهوة سواء كانت بنظرة أو غير ذلك.
- لبس القفازين.
- ويزيد من المحظورات على الذكر لبس المخيط، وتغطية الرأس، ولبس الخفين، وخطبة النساء. كما لا يجوز للمرأة أن تتنقب.
فمن قام بأحد الأشياء السابقة عمدًا فإنه آثمٌ ويجب عليه القيام بفدية، أما إذا كان ناسيًا أو من دون قصده فلا شيء عليه.
لأن الله رحومٌ على عباده، فقد جعل من فريضة الحج واجبًا فقط على من كان قادرًا على ذلك. وللذين بمقدرتهم الحجّ، فقد أطلعناكم في مقالنا على مراسم الحج وأحكامه إضافةً إلى آدابه، وشروطه في الإسلام.