أعراض ومخاطر نقص حمض الفوليك عند الحوامل

على مدى عشرات السنين، ارتبطت التشوّهات الخلقية والشذوذات الصبغيّة التي تصيب الأجنّة، بالأمراض الوراثيّة أو الجينيّة. لكن من الجدير بالذّكر أن جزء من هذه التشوّهات تقع على مسؤولية المرأة الحامل، إذ أن عدم حصولك على كمية كافية من حمض الفوليك خلال فترة الحمل؛ سوف يعرّض جنينك لخطر هذه التشوّهات. يكون سببها نقص حمض الفوليك. وسنستعرض أكثر في مقالنا هذا عن أعراض ومخاطر نقص حمض الفوليك عند الحوامل.

ماهو حمض الفوليك

ينتمي حمض الفوليك لمجموعة فيتامين B ويعرف باسم فيتامين B9 أو حمض الفولات. ويملك خاصيّة الذوبان في الماء.

تأتي أهمية حمض الفوليك من كونه جزءًا مهمًا في تكوين المادة الوراثيّة للخلايا، أي يدخل في صناعة الحمض النووي. بالإضافة لذلك له دور مهم في إنتاج خلايا الدم الحمراء وفي الحفاظ على صحّة الجهاز العصبي للجنين وحمايته من التشوّهات. كما أنه ضروري في فترات النمو السريع أثناء الحمل، الطفولة، والمراهقة.

يمكن الحصول على حمض الفوليك من الغذاء أو عن طريق المكملات الغذائية. وبالنسبة للمرأة الحامل، لايكفي الطعام في إمداد احتياجاتها واحتياجات الجنين خلال فترة الحمل. لذا يلجأ الطبيب لوصف مكملات حمض الفوليك عند جميع الحوامل.

 ما هي جرعة حمض الفوليك للمرأة الحامل 

لتجنب مخاطر نقص حمض الفوليك عند الحوامل، ينصح جميع النساء في سن الحمل أي من عمر 15 إلى 45 سنة بتناول من 400 إلى 800 ميكروغرام من حمض الفوليك كل يوم. وحتى لو لم تكن تخطط للحمل. بينما قد تحتاج المرأة أثناء الحمل إلى مايصل إلى 4000 ميكروغرام من حمض الفوليك، إذا كان لديها سوابق إصابة جنين بأحد عيوب الأنبوب العصبي. أو إذا كانت مصابة بالداء السكري.

يوجد حمض الفوليك بشكل رئيسي في الخضروات الورقية الداكنة، والأطعمة مثل الحبوب، والبقوليات والمكسرات، والفواكه.

إن النظام الغذائي الفقير بالأطعمة الغنية بحمض الفوليك يمكن أن يتسبب في الإصابة بنقص حمض الفوليك. وبالتالي ظهور أعراضه ومايصاحبها من مخاطر. ويمكن أن يحدث نقص حمض الفوليك أيضًا لدى الأشخاص المصابين بحالات مرضية معينة؛ مثل الداء الزلاقي، الذي يمنع الأمعاء الدقيقة من امتصاص العناصر الغذائية من الأطعمة (متلازمات سوء الامتصاص).

أعراض ومخاطر نقص حمض الفوليك للحامل

يتظاهر نقص حمض الفوليك بمجموعة من الأعراض التي تظهر عند الحامل، تؤثر على صحتها وعلى نوعيّة حياتها اليومية وهي:

  • فقر دم بعوز حمض الفوليك.
  • تعب وإرهاق دائمين.
  • ضعف في الجهاز المناعي للحامل، يعرضها للإصابة المتكررة بالأمراض.
  • خلل في وظائف الجهاز الهضمي وتؤثر على عملية الهضم مثل الإمساك، ومتلازمة القولون العصبي.
  • تقرحات على اللسان وداخل الفم.
  • فقدان في الوزن.
  • تغيرات في لون الجلد، والشعر، والأظافر.
  • الصّداع والمعاناة من صعوبة في التركيز.
  • مشاكل في نمو وتطور الجنين في أثناء الحمل.
  • ضيق تنفس.
  • الاكتئاب.

أعراض ومخاطر نقص حمض الفوليك للجنين

عدم حصولك على كمية كافية من حمض الفوليك قبل الحمل وخلاله، سوف يعرِّّض طفلك للإصابة بعيوب الأنبوب العصبي.

عيوب الأنبوب العصبي هي عيوب خلقية خطيرة تؤثر على العمود الفقري، الحبل الشوكي، أو الدماغ وقد تسبب الموت. ويشمل ذلك ما يلي:

  •  السِّّنسنة المشقوقة وتنجم هذه الحالة عن الانغلاق غير التام للأنبوب العصبي لدى الجنين خلال النمو في الرحم، مما يجعل بعض فقرات العمود الفقري مفتوحة وغير ملتحمة ويبرز منها جزء من النخاع الشوكي يكون محاط بكيس قد يحوي أو لايحوي سائلًا شوكيًّا، ونتيجة لذلك، فإن الأعصاب التي تتحكم في الساقين والأعضاء الأخرى لا تعمل. إن الأطفال الذين يعانون من السنسنة المشقوقة غالبا ما يعانون من إعاقات مدى الحياة، وقد يحتاجون أيضا إلى العديد من العمليات الجراحية.
  • انعدام الدماغ: يحدث عندما لا يتطور الدماغ و الجمجمة وفروة الرأس بشكل صحيح في الرحم. أي تكون أجزاء من دماغ الطفل والجمجمة مفقودة وعادةً تكون أنسجة المخ التي تتشكل مكشوفة، بسبب عدم وجود ما يكفي من الجلد والعظام لتغطيتها. ويموت معظم الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة قبل الولادة أو بعدها مباشرة.
  •  القيلة الدماغية: تتميز ببروز جزء من الدماغ والأغشية السحائية المحيطة خلال فتحة من الجمجمة. عدا عن عيوب الأنبوب العصبي هناك مخاطر أخرى تنجم عن نقص حمض الفوليك مثل زيادة احتمال تطور أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الاستقلاب والكلية والسكتات الدماغية، والبدانة والسكري، والسرطانات. إذ يقلل حمض الفوليك من مخاطر الإصابة بعدة أنواع من السرطانات.

أسباب نقص حمض الفوليك

يحدث نقص حمض الفوليك لعدة أسباب وهي:

• عدم الحصول على كمية كافية من حمض الفوليك من الغذاء، وهو السبب الأكثر شيوعًا، إذ تظهر أعراض انخفاض حمض الفوليك بعد عدة أسابيع من عدم تناوله من الغذاء، بالإضافة لذلك يجب التنويه أن حمض الفوليك يتخرب بدرجات الحرارة
العالية، لذا ننصح بتجنب الطهي الزائد.

• الكحول: يمنع تناول الكحول من امتصاص حمض الفوليك ويزيد طرحه عبر البول.

• بعض الأمراض تسبب نقصًا في حمض الفوليك، مثل داء كرون و الداء الزلاقي، لأنها تسبب سوء امتصاص للعديد من المواد الغذائية من بينها حمض الفوليك.

• الأدوية: قد تعيق بعض الأدوية من امتصاص حمض الفوليك، مثل أدوية منع الحمل، الميتوتريكسات، أدوية مضادات الصرع.

 

متى تبدأ الحامل في تناول حمض الفوليك

عند التخطيط للحمل ينصح بالبدء بتناول حمض الفوليك قبل ثلاث شهور من الحمل وفي الثلاثة أشهر الأولى للحمل. وأثناء الحمل أيضا ننصح باستمرار استهلاك حمض الفوليك، لأهميته الكبيرة في تطور ونمو الجنين، وللوقاية من الإصابة بفقر الدم عند المرأة الحامل.

في حالات أخرى، عندما يكون الحمل غير مخطط له، ننصح بتناول حمض الفوليك طيلة فترة الخصوبة بما يعادل 400 ميكروغرام يوميا.

 

ختامًا، لتجنب أعراض ومخاطر نقص حمض الفوليك عند الحوامل، عليك باتباع نظام غذائي جيد وغني بحمض الفوليك، بالإضافة لتناول مكملات حمض الفوليك قبل الحمل بثلاث شهور وخلال فترة الحمل، ولاننسى الفحوصات الدورية واستشارة الطبيب عن وجود أي استفسار.
.

Scroll to Top