الإنسان بطبيعته كائن يسعى للبحث عن الأفضل دائمًا في كل شيء، فتجده يسعى لدخول أفضل جامعة والحصول على أفضل وظيفة، ويريد أن يكون أولاده أفضل من أقرانهم في كل المجالات. ومن الطبيعي أن تنتقل هذه النزعة نحو الكمال لتعامل الإنسان مع شكله الخارجي، حيثُ تحتل عمليات التجميل ومستحضراته أعلى المراتب في معدل الصرف عليها. ويُعد شعر الإنسان ذكرًا كان أم أنثى، من مميزاته المهمة في نظر الكثيرين، لذلك ظهرت مختلف المستحضرات والتقنيات لاستعادة الشعر المفقود. ومن أهم هذه التقنيات وأكثرها نجاحًا كانت عمليات زراعة الشعر، وبالطبع كغيرها من العمليات لا تخلو زراعة الشعر من المخاطر. وسنتعرف في هذا المقال إلى مخاطر زراعة الشعر والمضاعفات المحتملة للخضوع لهذه العملية.
مخاطر زراعة الشعر والمضاعفات المحتملة
من الممكن ألا يتم تقبل جميع الزرعات عند الخضوع لعملية زراعة الشعر. وحيثُ أنّه من الطبيعي أن يتساقط الشعر المزروع قبل أن يعاود النمو بشكل طبيعي في موقعه الجديد، إلا أنه في بعض الأحيان يمكن أن تتموت الزرعة ويصبح من الضروري إعادة العملية.
تنقسم مخاطر زراعة الشعر ومضاعفاته إلى مضاعفات عامة، مضاعفات في المنطقة المتبرعة ومضاعفات في المنطقة المستقبلة للشعر.
المضاعفات العامة لزراعة الشعر
تتنوع المضاعفات العامة وتتشابه في مناحٍ منها مع المضاعفات العامة لأي عملية أخرى، وتنقسم إلى:
- مضاعفات خلال العملية كالنزف وتسرع القلب، والإغماء والألم.
- مشاكل بعد العملية كالإنتان والوذمة، والحكة والألم.
- مضاعفات غير جراحية كالتأثيرات الجانبية لبعض الأدوية، ورضى المريض عن العمل ككل.
المضاعفات المتعلقة بالمنطقة المتبرعة
يحتمل تعرض المنطقة المتبرعة لمضاعفات عديدة، وتختلف هذه المضاعفات باختلاف تقنية زراعة الشعر المستخدمة:
المضاعفات بعد تقنية FUSS
- النزف والتهاب الجريبات الشعرية والانتان.
- ضعف التئام الجروح وتنخرها، والألم المؤقت أو الدائم.
- التندب وخروج المفرزات حول القطب، والناسور الشرياني الوريدي.
المضاعفات بعد تقنية FUE
- استنزاف الشعر من الموقع المتبرع، وظهور المنطقة بشكل مبرقع.
- نقص التصبغ، وظهور ندبات نقطية.
- أخذ كميات كبيرة من الشعر، والخروج عن المنطقة الآمنة لتحصيل الزرعات.
- التنخر وظهور الكيسات الظهارية، وظهور الندبات.
- الخدر والألم.
المضاعفات المتعلقة بالمنطقة المستقبلة للشعر
- خط شعر غير منتظم، وكثافة منخفضة للشعر بالترافق مع مظهر غير طبيعي.
- توذم المنطقة المستقبلة للشعر، والانتانات والتنخر.
- التهاب الجريبات التالي للعملية.
فعالية عمليات زراعة الشعر
تظهر النتائج أنّ زراعة الشعر أكثر نجاحًا من مستحضرات استعادة الشعر المصروفة دون وصفة طبية (كالمينوكسيديل). ولكنها بطبيعة الحال ليست عملية مثالية، حيثُ من الواجب أن نأخذ العوامل التالية بعين الاعتبار:
- تتراوح نسبة نمو الشعر المزروع بين 10-80%، فليس كل الشعر المزروع سينمو.
- مع مرور الوقت، حتى الشعر المزروع سوف يضعف.
- الخاضعين للعملية ممن لديهم حويصلات شعر خاملة (تحمل بصلة تحت الجلد، ولكن لا ينمو الشعر ليظهر فوق الجلد) قد يحصلون على نتائج أقل كفاءة من عملية زراعة الشعر. إلا أن دراسات حديثة اقترحت أن العلاج بالبلازما يمكن أن يساعد نسبة تصل إلى 75% من الشعر المزروع بأن تنمو بشكل كامل.
الاستشفاء والتعافي من عملية زراعة الشعر
تستغرق عملية زراعة الشعر عدة ساعات، وقد تُجرى على عدة أيام أحيانًا وذلك حسب كمية الشعر المزروع. بعد انتهاء العملية، يقوم الجراح بإزالة الضمادات بحذر وعناية، ومن ثم يقوم بحقن كورتيكوستيروئيد قشري (كالـ triamcinolone)، وذلك في حالة توذم المنطقة بشكل كبير.
من الطبيعي الشعور بالألم والمضض في موضع العملية، وفي المنطقة المتبرعة (التي أخذ منها الشعر) أيضًا. سيقوم الجراح بوصف أدوية لتخفيف الألم، كما يمكن أن يصف:
- صادات حيوية لمنع حدوث انتانات، ومضادات الالتهاب كالستيروئيدات الفموية لتخفيف الوذمة.
- أدوية تحفز وتساعد نمو الشعر كالـ Finasteride والـ Minoxidil.
نصائح تساعد في التعافي بعد زراعة الشعر
- الانتظار لعدة أيام بعد العملية قبل أن غسل الشعر، واستخدام شامبو لطيف خلال الأسابيع الأولى بعد العملية.
- يمكن العود للعمل ونشاطات الحياة الطبيعية بعد حوالي 3 أيام في معظم الحالات.
- لا تستخدم المشط أو الفرشاة على الزرعات الجديدة خلال الأسابيع الثلاثة الأولى، ولا ترتدِ قبعة حتى يسمح الطبيب بذلك.
- لا تمارس الرياضة خلال الأسبوع الأول.
وختامًا، من المهم جدًا عند التفكير في الخضوع لعملية زراعة الشعر أن نستشير طبيبًا اختصاصيًّا في هذا المجال ولهُ سمعةٌ ومعدل نجاحٍ عاليين. حيثُ أن الانتقاء الصحيح للطبيب الذي سيجري العملية يقلل من الآثار الجانبية والمضاعفات المحتلة التالية للعملية، كما يزيد من معدل نجاحها.
كما وننصح باتباع تعليمات الطبيب للتعامل مع الشعر المزروع بعد العملية بحذافيرها، وعدم التهاون والتقصير في هذا الشأن بأي شكلٍ من الأشكال. حيثُ أن الاستهتار بالتعليمات الطبية يمكن أن يؤدي إلى فشل العملية بشكلٍ كامل أو التقليل من فعاليتها ونجاحها، وقد تُعاد العملية بالكامل وتزداد التكاليف والآثار الجانبية للعملية والأدوية التي يتعرض لها المريض.
ونذكر دائمًا بضرورة الإيمان بأنّ الجمال الحقيقي ينبعُ من الداخل، فالشكل الخارجي للإنسان بقدر ما هو مهم إلا أنّ الأهمية الحقيقية تنبع من شخصيتك وأفكارك. لذا عليك القيام بعمليات التجميل فقط إذا شعرت بأنّ ذلك ما ترغب به، وليس ما يريده المجتمع من حولك.