هل سمعت من قبل عن محمية طبيعية أقيمت في أراضٍ صحراويّة؟! أتعلم ما هي محمية الأمير محمد بن سلمان في السعودية؟ ما الهدف من إنشاء المحميات؟ وهل لها دورٌ في تخفيف مشكلة التصحر؟! تابع معنا في هذا المقال، لتتعرف على أهم تجربة محميات عالمية، جمعت ما بين التراث الحضاري وبين الثقافة والسياحة. بالإضافة للتقنيات المبتكرة الحديثة والمدروسة!
محمية الأمير محمد بن سلمان
هي عبارة عن منطقة جغرافية تمتد بين مشروع البحر الأحمر، ومشروع نيوم، في شمال غرب المملكة العربية السعودية. قبل كل شيء، تعد المحمية واحدة من أصل ست محميات أنشأت بموجب القرار الملكي الصادر في تموز لعام 2018 . وهذا يعني أنّ المجلس القائم على إدارتها يتمتع بالاستقلال ماليًّا و إداريًّا. كما يرأس هذا المجلس الأمير محمد بن سلمان.
تمتد المحميّة على مساحة 16 ألف كيلو متر مربع، وأقرب مدينة من المحمية هي مدينة العلا السعوديّة.
الهدف من إنشاء محمية الأمير محمد بن سلمان
من المعروف أنّ المحمية عبارة عن مكان طبيعي ملائم وصالح لتوطين الحيوانات، بالإضافة إلى النباتات البريّة. وكما ذكرنا سابقًا، مساحة محمية الأمير محمد بن سلمان واسعة بما يكفي، هذا يعني أنّ الهدف الرئيسي لإنشائها هو توسيع الغطاء النباتي، والمحافظة على تنوع النباتات والحيوانات البرية.
بعبارةٍ أخرى، ركزت الجهات المسؤولة عن المحمية على منع الرعي الجائر، وتوقيف عمليات التحطيب في أرجاء المنطقة كافة. وتسعى المملكة مع مجلس الإدارة، إلى إعادة التوازن البيئي ضمن مجال المحمية.
ما هو مشروع أمالا
هو أول النشاطات المقامة ضمن أراضي محمية الأمير محمد. تتنوع محاوره ما بين الصحة والسياحة والمحافظة على البيئة، من خلال تشجيع الزراعة، والانتقال إلى استخدام الطاقات البديلة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح. يمتد المشروع على مساحة تقدر بحوالي 3700 كيلو متر مربع. وقد وفّر المشروع ما يقارب 20 ألف فرصة عمل لمختلف القطاعات، سواءً في مجال السياحة والضيافة، أو المبيعات وغير ذلك. أطلق المشروع في 26 أيلول عام 2018. ويتوقع الانتهاء منه بشكل نهائي في العام 2028.
ما هي المحميّة الطبيعية، وما سبب إنشاؤها
هي عبارة عن مكان جغرافي له مساحة محددة، متخصصة في الحفاظ على البيئة ومواردها، بالإضافة إلى وضع خطط عملية فعالة للاستفادة من هذه الموارد، والعمل على تطويرها.
دار هذه الموارد من قبل هيئات معنية محلية ودولية، وتحت إشراف كادر من المتخصصين في مجال البيئة. ومن أسباب إنشاء المحميات بشكلٍ عام:
قلة الغطاء النباتي بشكل كبير، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى تغييرات مناخية كبيرة، من ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، وزيادة المساحات الصحراوية.
السبب الآخر هو زيادة عدد الحيوانات المهددة بالانقراض، حيث تُنشَأ المحميّة بغية حماية هذه الحيوانات، والحد من المشاكل البيئية التي تهدد وجودها.
بعض المحميات تقام في أماكن تحتوي على آثار ثقافية حضارية عمرها آلاف السنين، فهي بذلك تشجع النشاط السياحي ضمن الدولة.
أهمية المحميات الطبيعيّة
تعمل الجهات المسؤولة في المحميات الطبيعية على تطبيق قوانين تقيّد مختلف الأنشطة البشرية التي يقوم بها الإنسان، والتي تؤدي إلى الخلل في التوازن البيئي. وبالتالي تحمل المحميات أهميّة كبيرة جدًّا فهي:
- تحافظ على الحياة البرية وتحميها. وتحرص على حماية الأنواع ومنع انقراضها.
- تحمي أية مَعلم طبيعي قابل للاختفاء بشكل تدريجي نتيجة العوامل الطبيعية من حت وتعرية أوالتغيرات المناخية.
تحمي الجينات الوراثية التي يمكن أن تتطور مستقبلًا، والتي يستفاد منها في سد احتياجات سكان العالم المتزايدة. وتقوم المحميات بهذا الدور من خلال ما توفره للعلماء والباحثين من بيئة مناسبة لإجراء التجارب العملية واستخدام تقنيات التهجين بالإضافة إلى الهندسة الوراثية.
تحافظ على التوازن البيئي.
تقدم خدمات ثقافية، فهي تضم بيئة واسعة من التنوع البيولوجي، الذي بدوره يفتح الآفاق للبحث والتعلم. أيضًا توفر المحميات فرصة للسياحة والاستجمام في ظل بيئات طبيعية متنوعة وهواء نقي عليل بعيد عن تلوث الحياة في المدن.
تاريخ المحميات الطبيعية
يعود تاريخ إنشاء أول محمية طبيعية إلى القرن 3 قبل الميلاد، أي منذ العصور القديمة. لكن الفرق بين المحميات آنذاك والآن، هو أنها كانت مقيدة بموجب معتقدات دينية قديمة. حيث كانت المحمية تعتبر مكانًا مقدسًا، ومخصصًا لدخول فئة معينة من البشر، وأي نشاط بشري ضمن المحمية كالصيد البري مثلًا، سوف يعرض صاحبه للهلاك من قبل الآلهة كما كان يُعتقد.
كانت تلك معلومات وافية عن محمية الأمير محمد بن سلمان، نتمنى أن نكون قد قدمنا الفائدة المرجوة.